الاثنين، 30 أبريل 2012

دلالات الكواكب المرتجعة

الخصائص التي تنتج عن تراجع الكواكب ساعة الميلاد فهي كما يلي حسبما خلصت اليه الدراسات والملاحظات .


1- عطارد :

تراجع عطارد وقت الميلاد يكون له الأثر على اتخاذ القرارات ويعمل على التردد وعدم التسرع قبل الإقدام على اتخاذ قرار مهم خوفًا من عاقبة سيئة .

2- زحــــل :

يكون له نفس تأثير عطارد بالإضافة إلى أن يكون الشخص صاحب شخصية موسوسة ويكون لديه شعور بأنه غير مرغوب لدى الآخرين .

3- المشتـــرى :

يجعل الشخص بطيئا في إدخال التغييرات اللازمــة على طريقـــة سلوكياته وحياتـــه وتراه دائم الشكوى من قلة الحظ وتعثر الأمور .

4- أورانـــوس :

يكون لتراجع كوكب أورانوس أثر على طريقة تفكيره بالأحداث الماضية من حياتـــه ويكون لها مساحــة كبيرة ويهتم بما مضى أكثر من أوضاعه الآنيــة والمستقبليــــة .


5- نـبـتــون :

يمنح تراجع نبتون وقت الميلاد القدرة الكبيرة على استقراء الأمـــور والأحــداث التي تدور حول الشخص ، ويكسبه قوة حدس كبيره , كما أنه يكون صاحب حس فني كبيــــر في شتى مجالات الفنون المختلفـــــــــة

6- بـلـوتـــو :

تراجع بلوتو وقت الميلاد يجعل من هذا الشخص ثائرًا على العادات والقيم الاجتماعية ويسعى للبحث عن مدى صحتها للتأكد من كونها متناسبة مع وضع العصر الذي يعيشه ولربما يسعى إلى هدم هذه العادات والتقاليــــد وينادي بغيرها لتتناسب مع طريقة تفكيره ومعتقداتــــه , وغــالبــًا ما يكون لدى هذا الشخص النـــزعـــــــــــة الجنسيــــة المتــطــرفــــة الكامنـــة في نفســـه ولا يقــوى على البوح بــها .

7 - الــزهـــرة :

صاحب وضعيـــة الزهــره المتراجــعــة ساعــة الميــلاد يكون معرضًا للانتكاســات العاطفيـــة ويكون صيدًا سهلآ للتغريــر العاطفـــي والجنسي وخصوصًا إذا ما ترافق هذا التراجع للزهرة بوضعية سلبية مع كوكــــــب نبتون مما ينتج عنــه استمرارية التفكير بما مضى من أمور عاطفيــــــة .

8- المـــريــــخ :

يمنح المريـــخ إذا كان متراجعـــًا ساعــة الميلاد خاصيـــة عــدم المواجهـــة وعــدم التسرع في معالجــة الأمور ، ويولد نوعــًا من الخوف الوهــمــي , وكذلك يكون صاحب هذه الوضعية قادرًا على التحكم بعواطفه ومشاعره وخاصة الجنسيـــة منـــهـــا .



هـــذه بعض الخصائص التي يكتسبها المولود من الكواكب المتراجعـــة ساعـــــة ميلاده وليست الآثار التـــــي يسببهـــا الكوكب حينما يتراجع في الوقت الذي يعيشه الإنسان في وقتـــه الراهـــن .

السبت، 28 أبريل 2012

المقالات


المقالة الأولى 

   1- المقدمة:

   عزيزي سايروس. 
 
   هنالك طريقتين مهمتين لعمل التنبؤات في علم الفلك، وهما تحتلان الصدارة في الترتيب والتأثير، أولاها انه بفهم مظاهر حركات النيرين والنجوم وعلاقتها ببعضها وتأثيرها على الأرض، كما تحصل من وقت لآخر، والثانية بطريق الصفات الطبيعية لهذه المظاهر نستطيع أن نبحث التغيرات التي سوف تجلبها تلك المظاهر. أولاها، والتي لها علمها الخاص (علم الفلك)، لها نتائجها حتى ولو لم تربط مع الثانية (صناعة أحكام النجوم) ، قد شرحتها لك بأقصى ما استطعت في رسالتها (المجسطي) بطريقة العرض والشرح ، والآن سوف نعطي الطريقة الثانية أهميتها وسوف اشرحها بطريقة لا تخلو من الفلسفة، لذلك فالشخص الباحث عن الحقيقة لا يربط توقعاتها بالنتائج النهائية الصحيحة للطريقة الأولى، وهو العلم غير المتغير، المحكوم بالمعادلات، فربما سيعزو ضعف هذه الصناعة إلى نتائجها غير المتوقعة إلى الصفات المادية في الأشياء المفردة، ولا يمتنع بعد من هذا البحث في حدود الممكن، عندما يرى الحوادث الأرضية لها إشارة في السماء المحيطة بنا، وبما أن كل شيء صعب المنال يهاجم من قبل الناس، كما في حالة الطريقة الأولى التي لا يفهمها إلا الأعمى، فان الطريقة الثانية وبسبب صعوبة بعض مواضيعها جعل الناس يعتقدون أنها غير قابلة للفهم بتاتا، وان صعوبة الهروب من المحتوم جعلها عديمة الفائدة لذلك سنحاول أن نشرح باختصار مع الفائدة والإمكانية طريقة بناء التوقعات قبل أن نعطي معلومات مفصلة للموضوع.   
      
   2- معرفة أمكانية تحقيق الطرق الفلكية ومدى ذلك

   هنالك اعتبارات يمكن جعلها ظاهرة للجميع، بأن هنالك قوة معينة تنبعث من مادة أثيرية خالدة تتخلل في كل المنطقة التي حول الأرض وهي معرضة للتغيير، وبما أن العوامل الأساسية الفوق أرضية ، النار والهواء تتغير تبعا لتغير الأثير وتطوق وتغير الأشياء الأخرى، التراب والماء والحيوانات والنباتات فيها. بالنسبة للشمس مع محيطها تؤثر على كل شيء في الأرض، وليس فقط بالتغييرات السنوية التي تحصل عند دورة الفصول الأربعة عند توالد الحيوانات، وإنتاج النباتات، وجريان الماء، وتغير الأبدان، لكن أيضا بالتغيرات اليومية كإعطاء الحرارة والرطوبة واليبوسة والبرودة بترتيب منتظم وذلك بحسب موقعها من السماء. القمر أيضا وهو الكوكب السماوي الأقرب إلى الأرض يمنح تأثيره على الأشياء الأرضية بوفرة معظمها من المتحركة وغير المتحركة بعطف معه وتتغير تبعا له. تزيد الأنهار من جريانها تبعا لزيادة ضوئه، وتزيد البحار في سعة أمواجها تبعا لشروقه وغروبه، وتقوى النباتات والحيوانات وتضعف تبعا لزيادة ونقصان نوره. ويؤثر مرور النجوم الثابتة والكواكب السيارة عبر السماء على الهواء من حرارة ويبوسة وبرودة ورطوبة وثلوج ، وبذلك تتأثر الأشياء الأرضية تبعا لذلك، وخصائصهم أيضا من أحدهم للآخر ، بالاجتماع وخلط التوزيعات بينهم ، تجلب العديد من التغييرات المعقّدة . ومع ذلك فقوّة الشمس تسود في الترتيب العام للصفات،والأجرام السماوية الأخرى تساعدها أو تعارضها بتفاصيل معينة. القمر كما هو واضح، وكمثال عندما يكون هلالا، في التربيع، أو البدر. والنجوم في الفترات الطويلة ودون وضوح أكثر، كما في الظهور والاختفاء أو التقارب. إذا أخذت كل هذه الأمور بنظر الاعتبار، سيقضي الجميع بأنه ليس كل الأشياء محكومة بحركة الكواكب فحسب، لكن على نفس النمط، يجب أن يوضع الاستنبات و إثمار البذرة في قالب ويوافقا إلى الوضعية الصحيحة الموجودة في السماوات في ذلك الوقت. يخمن المزارعون ورعاة الماشية الأكثر ملاحظة، في الحقيقة من سيادة الرياح في وقت الإشباع وبذر البذرة، ماذا ستنتج من نوع، وعموما نرى بأنّ النتائج الأكثر أهميّة بيّنت بالترتيبات الأكثر وضوحا للشمس، والقمر، والنجوم المعلومة مسبقا، حتى من قبل أولئك الذين استفسروا،ليس بالوسائل العلمية، لكن فقط بواسطة الملاحظة. إن تلك الظواهر التي تنشأ من القوى العظمى والنظم الطبيعية الأبسط، مثل التغيرات السنوية للفصول والرياح،مفهومة من قبل الرجال الأميين، بل حتى لبعض الحيوانات الصماء، فالشمس عموما مسؤولة عن هذه الظواهر.فالأشياء التي ليست لها طبيعة عامة، على أية حال، مفهومة من قبل أولئك الذين هم معتادين بالضرورة على هذه الملاحظات، فعلى سبيل المثال، يعرف الملاحون الإشارات الخاصّة بالعواصف و الرياح التي تظهر بشكل دوري بسبب أحوال القمر والنجوم الثابتة إلى الشمس. رغم ذلك لأنهم لا يستطيعون بسبب جهلهم معرفة زمان ومكان تلك الظواهر، ولا الحركات الدورية للكواكب، التي تساهم بأهمية بهذا التأثير، والذي يحدث بأنهم يخطأون في أغلب الأحيان. فإذا عرف رجل بدقة حركات كل النجوم، الشمس، والقمر، بحيث انه لا يغيب زمان ومكان الحدث عن ملاحظته، وإذا ميز طبائعها بصورة عامة نتيجة للدراسة المستمرة السابقة، حتى ولو لم يدرك خصائصها الجوهرية، بل أدرك طبيعتها الفعالة، مثل تدفئة الشمس وترطيب القمر، وهكذا، وإذا كان قادرا على الاستنتاج من كل تلك البيانات، بكلا الطريقتين العملية والتخمينية الناجحة، الخصائص المميزة لصفات الناتجة من خلط كل تلك العوامل، ما الذي يمنعه من أن يكون قادرا على الإخبار في كلّ مناسبة معينة، خصائص الهواء من علاقات الظواهر في ذلك الوقت، فعلى سبيل المثال، بأنّه سيكون أدفأ أو أكثر رطوبة؟ لماذا لا يستطيع أيضا، بالنسبة إلى رجل مفرد، أن يدرك الطبيعة العامة لمزاجه من الظروف الواقعة في وقت ولادته، أما بالنسبة إلى الحالة تلك كذا وكذا في الجسم و كذا وكذا في النفس، وأن يتوقّع أحداث عرضية، من قبل استخدام حقيقة أن كذا وكذا بيئة مرتبطة بكذا وكذا مزاج، وهذا مفضّل لأجل التطور، بينما كذا وكذا لا يوافق كذا وكذا وربما يؤدّي إلى الفشل؟ توجد إمكانية بما فيه الكفاية، على أية حال، لفهم هذه المعرفة من هذه الطريقة ومن دلائل مماثلة.  
   ربما تقودنا الاعتبارات التالية لملاحظة ذلك النقد على العلم كنتيجة لصعوبة تعلمه كانت خادعة ولكنها غير مستحقّة. ففي المقام الأول، إن أخطاء أولئك الذين لم يتعلموا بصورة صحيحة في ممارسته ، وهم عديدون ، كما يتوقع شخص ما عن أي صناعة مهمة ومتعددة الجوانب، فهذا ولد الاعتقاد على انه حتى توقعاته الصحيحة قد بنيت على الصدفة المحضة وهذا خاطئ، وهذا الشيء من قبيل العجز، وهو ليس من العلم، لكن من أولئك الذين يزاولونه. وثانيا: إن الكثيرين، لأجل كسب المال، يدّعون العمل بهذه الصناعة باسمها، لذلك فإنهم يخدعون السذج، لأنهم يعتقدون بأنهم تنبئوا بالعديد من الأشياء، حتى أولئك الذين لم يستطيعوا أن يكونوا معروفين مقدما بصورة طبيعية، بينما هم يعطون الفرصة إلى الأشخاص المثقفين لكي ينتقصوا من هذه الصناعة. وحتى أبو منجل (طائر مائي) يحوي عيوبا، وهذا مشابه لما في الفلسفة ونحن لا نريد أن نلغيها لوجود بعض الأوغاد الذين ينصبون على الناس البسطاء ويدعون معرفة الصناعة. على الرغم من هذا فانه من الواضح، حتى إذا درس شخص ما الصناعة بأفضل طريقة ممكنة، فإنه يخطئ، ذلك بسبب اختلاف طبائع الأشياء وضعف الشخص في المقارنة بينها وفقا لخبرته. فعلى العموم، إضافة إلى حقيقة أن كل علم يتعامل مع طبيعة مادة متغيرة وغير ثابتة ومؤكدة، خصوصا المتكونة من مجموعة من العناصر المتضادة، فعلاوة على ذلك إن ترتيب القدماء للكواكب صحيح على القاعدة التي منها نربط بالسمات المماثلة من يومنا الخاص الذي لوحظت تأثيراته من قبل القدماء في أيامهم، يمكن أن يكون مشابهة تقريبا للسمات الحديثة، وهذا من فترات طويلة ليست بالمتطابقة منذ العودة المضبوطة لجميع الأجرام السماوية مع الأرض إلى نفس الموقع، ما لم يأتي شخص يقول بأنه يفهم ويعرف الأمور الغامضة، فأما أن لا تحدث هذه الوضعية أبدا أو على الأقل لا تحدث في الفترة التي يعيش فيها ذلك الشخص ، فلهذا السبب تفشل التنبؤات أحيانا ، بسبب عدم تكافؤ الأمثلة التي يستند عليها. فبالنسبة إلى تحقيق الظواهر الجوية، هذه ستكون الصعوبة الكبرى، لأنه لا تؤخذ أسباب أخرى في الاعتبار إضافة إلى حركة الأجرام السماوية. لكن في المطالب المتعلقة بالميلاد والمزاج الشخصي على العموم، يمكن أن يرى بأن هناك ظروف ليست ذي أهمية صغيرة ولا تافهة للشخص، تنضم لتسبب الطبيعة الخاصة للمولودين. فوقت زرع البذرة المختلف تأثير عظيم جدا على الميزات الخاصّة للجنس ، فبما أن البيئة والأفق متشابهين ، فستحاول كلّ بذرة إبداء شكلها الخاص عموما، فعلى سبيل المثال،رجل، حصان، وهلم جرا، وأماكن الولادة تجلب اختلافا جسيما في الناتج. فإذا البذرة بشكل عام تعبر عن إنسان على سبيل المثال، وشرط البيئة متشابه، أولئك الذين سيولدون سيختلفون كثيرا في الجسم والنفس، باختلاف البلدان. بالإضافة إلى هذا، كلّ الشروط الآنفة الذكر تكون متساوية، فالتربية والعادات يساهمان للتأثير على الطريق المعيّن الذي يبين طريقة الحياة. ما لم تكن كل واحدة من هذه الأشياء مفحوصة سويا بالأسباب التي اشتقت من البيئة، بالرغم من أن هذه الأخيرة يكون معترفا بها بممارسة التأثير الأعظم (البيئة واحدة من الأسباب التي تجعل الأشياء كما هي، بينما لا تملك الأشياء الأخرى تأثيرا عليها)، يمكن أن تسبب صعوبة كثيرة لأولئك الذين يؤمنون بأنّه في مثل هذه الحالات يمكن أن يفهم كل شيء، حتى الأشياء التي ليست ضمن سلطة البيئة، من حركة الأجرام السماوية لوحدها.  
   وبسبب هذه الحالة، لن يكون أمرا ملائما إلغاء كلّ التكهنات عن هذا الشخص لأنه يمكن أن يكون مخطئا أحيانا، فنحن لا نشكك بصناعة قيادة السفن لأنها تحوي أخطاء كثيرة، لكن عندما تكون المطالبات كبيرة، خصوصا من متكهنين، فيجب أن نرحب بالممكن ونفكّر به بما فيه الكفاية. ولا يجب أن نطلب كبشر الكثير من هذه الصناعة، لكن نشترك بالأحرى في تقدير جمالها، حتى في الحالات التي لا تستطيع بها أن تعطي الجواب الكامل، وكما نحن لا نجد عيبا في الأطباء، عندما يفحصون شخصا، للكلام حول المرض نفسه وحول خاصية المريض، وأيضا في هذه الحالة يجب علينا أن لا نعترض على الاحكام باستخدام قاعدة الجنسية أو البلاد، أو التربية، أو أيّ طبائع عرضية موجودة أخرى.
      
   3- انه ذو فائدة أيضا:  

   لقد توضح بطريقة مختصرة إن التوقعات بالطريقة الفلكية يمكن إن يكون ممكنا، وان هذه التوقعات يمكن إن لا تذهب ابعد من ما يحدث في البيئة وتأثيراتها على الإنسان من كذا أسباب، فإنها تتعلق بالمواهب الطبيعية من نشاطات وسلطات الجسد والنفس، والأمراض الطارئة، واحتمالهم لها لوقت طويل أو قصير، وبالإضافة إلى ذلك، جميع الظروف المحيطة بهم والتي لها ارتباط طبيعي أو قيادي مع الهبات الطبيعية للطبيعة، كالملكية أو الزواج في حالة الجسد أو الشرف والجاه في حالة النفس، وأخيرا ما يحصل بهذه الأمور بمرور الوقت، وأما ما بقي من مشروعنا يمكن إن يكون محاولة معرفة فائدتها لنا، ولتمييز كيف وبأي طريقة سنأخذ معنى كلمة (فائدة). لذلك إذا نظرنا إلى الجانب الخير من النفس، وما يوجد فيها من أشياء مميزة، كالراحة والإشباع العام، وماذا سنحصل على النظرة الشاملة للإنسان والقديسين، وإذا نظرنا إلى الجانب الخير من الجسد، فالمعرفة، أكثر شيء أفضل من غيره، ويوفر ما هو مناسب لمقدرات كل مزاج، لكنه إذا لم تساعد الصناعة على تحقيق الشهرة والمال وما شابه فيمكن إن نقول نفس الشيء عن الفلسفة بأنها لم توفر أي من هذه الأشياء كما كان متوقعا من قواها المعروفة، فعلى أي حال علينا إن لا نبرر شجب واستنكار الصناعة لهذا السبب متجاهلين أهميتها الكبيرة.   
   يظهر من اختبار مهم إن الذين يجدون الأخطاء بالتوقعات عديمة الفائدة ليس لهم أي اعتبار إلى الأمور المهمة، لكن فقط لهذا إن سبق المعرفة عن الأحداث التي ستقع في أي حالة شيء زائد، وهذا أقوله بدون تحفظ ومحاباة. لذلك في المقام الأول، يجب إن نعتبر بما إن الحوادث التي تحصل بالضرورة، يسبب وقوعها بعض الهلع والهذيان، لذلك فان المعرفة المسبقة يهدئ النفس بخبرة وقع الحدث البعيد كأنما يقع الآن، والاستعداد لوقوعه بهدوء كبير وثبات مهما حصل. هناك سبب ثاني، يجب إن لا نعتقد إن الحوادث المنفصلة تلازم الناس بسبب الحوادث السماوية كأنها أمرت إن تكون على كل شخص عن طريق أمر قديس لا مرئي وحتمت إن تحصل بالضرورة بدون إمكانية دفع ضررها. وعوضا عن ذلك فان حركة الأجرام حركة أكيدة، حتمت وقدرت من ذات مقدسة بقدر لا يتغير، لكن التغير يحصل في الأشياء الأرضية لأنها تتعرض إلى الحوادث الطبيعية القابلة للتحول وان حركتها محكومة بالصدفة والتتابع الطبيعي. إضافة لذلك، هناك أشياء تحصل للإنسان خلال ظروف عديدة وليس كنتيجة لوضع الإنسان وطبيعته فعلى سبيل المثال، عندما يتعرض الناس للموت بكثرة بسبب الحرائق أو الأوبئة كالطاعون أو الخسف أو الطوفان بسبب تغيرات في البيئة رهيبة لا مفر منها، وذلك لأن السبب الصغير ينتج نتائج أكبر وأقوى، أو إن بعض التبعات على أي حال، تؤثر على المزاج الطبيعي للشخص بسبب أشياء بغيضة تحدث بالصدفة من البيئة. لذلك إذا حصلت هذه الفوارق فمن الممكن انه إذا اعتمدت هذه الحوادث عموما أو خصوصا على السبب الأول الذي لا يقاوم والذي لا توجد قوة إن توقفه، فيجب إن يحصل هذا الحدث، وعلى العكس، على الحوادث التي ليست من ذلك النوع ستكون القوى يمكن إن توقف هذه الحوادث التي لا تتبع الحالة الأولى للأسباب الطبيعية ولكن هذا نعزوه إلى الجهل واللامبالاة وليس إلى قوة الذات المقدسة، يمكنان يرى الشيء نفسه يحدث في كل الأحوال ومهما كانت تملك من الأسباب الطبيعية. فإذا نظرنا إلى الأحجار، النباتات، الحيوانات، وأيضا إلى الجروح، والحوادث والأمراض،فبعضها يحصل بطبيعة الضرورة، وبعضها لعدم وجود قوة أخرى تناظرها. لذلك على المتلقي إن يعتقد إن الفلاسفة الطبيعيين يتوقعون ماذا سيصيب الناس بسبق المعرفة على الصفات ولا يقترب إلى ما يفعلوه خشية الوقوع في الخطأ، لأن أسبابهم المؤثرة كثيرة وقوية ومحتومة لكن الآخرين وبسبب مقابل يغضون البصر عنها. وبصورة مشابهة يعرف الأطباء العقاقير التي يمكن إن تكون قاتلة وغيرها التي تساعد على الشفاء. في حالة الأحداث التي يمكن تعديلها يجب إن نصغي إلى الإحكام ، فعلى سبيل المثال، عندما يقول إن كذا وكذا مزاج، كذا وكذا بيئة محيطة، فإذا زادت أو نقصت النسب الأساسية، فسيحصل كذا وكذا من التأثير. وبالمثل يجب إن نرى الطبيب، وعندما ويقول إن هذا الألم سينتشر أو ستسبب التعفن، وعامل المنجم، على سبيل المثال، إن المغناطيس يجذب الحديد احدهما للآخر، إذا تركا لنفسهما عن طريق تجاهل القوى المعارضة، لا محالة، تجبرها الطبيعة على وضعها الأصلي، ولكن الألم أو التعفن لن ينتشر إذا كان يتلقى العلاج الوقائي، كما لن يجذب المغناطيس الحديد إذا كان مفروك مع الثوم ، وغاية هذه التدابير الرادعة أنهم يقاومون السلطة، وبالطبع المصير، ذلك أيضا في قضايا أخرى، إذا كانت الأحداث المستقبلية للرجل غير معروفة، أو إذا كانت معروفة بدون تطبيق العلاج، سوف يتبع المسار الأساسي للطبيعة بكل الوسائل، ولكن إذا ما عرفت في وقت سابق وقدم العلاج، مرة أخرى في الاتفاق تماما مع الطبيعة والقدر، وهي أما إن لا يحدث الحدث على الإطلاق أو بتأثير أقل. وبصفة عامة، لأن هذه السلطة نفسها تنطبق على ما إذا كانت الأمور تعتبر عالمية أو خاصة، ومن شأن الشخص إن يتساءل لماذا كل من يرى في فعالية التنبؤ في المسائل العالمية، وفي فائدة لحراسة مصالح واحدة(بالنسبة لمعظم الناس أن اعترف بأن لهم المعرفة المسبقة للفصول من دلالة من المجموعات النجومية، وأطوار القمر، واتخاذ التدابير المهمة لحماية أنفسهم دائما كتدبير معدات التبريد ضد الصيف ووسائل التدفئة لمكافحة الشتاء، وبصورة عامة إعداد الأمور الخاصة بهم مع طبيعة الاعتدال باعتباره الهدف، علاوة على ذلك، لضمان السلامة من الفصول ولأجل إبحارهم عن دلالة النجوم الثابتة، ولبداية التناسل والبذر، إن يكون القمر بدرا، وليس هنالك أحد على الإطلاق يدين هذه الممارسات ويعتبرها مستحيلة أو عديمة الفائدة)، ولكن، من ناحية أخرى، خاصة فيما يتعلق بالمسائل التي نتوقف على خليط من الطبائع الأخرى هكذا كما تنبؤات أكثر أو اقل، من البرد أو الحرارة، أو مزاج بعض الناس الذين لا يعتقدون بان المعرفة المسبقة لا تزال ممكنة و لا بالاحتياطات التي يتعين اتخاذها في اغلب الحالات. وحتى الآن، بما انه من الواضح إذا كنا قد بردنا أنفسنا ضد الحرارة بصورة عامة، فإننا نعاني من الحرارة بصورة أقل، فالتدابير المماثلة يمكن إثبات فعاليتها ضد بعض القوى المعينة مما يزيد هذا المزاج الخاص بعملية تناسب كمية الحرارة. إن سبب هذا الخطأ هو الصعوبة وعدم الإلمام بخاصية التكهن ، وهو السبب في معظم الحالات الأخرى الذي يؤدي للكفر. وبما إن المقاومة ليست كلية فاقترنت المتكهن، لأن كمال التصرف نادر، ولأن القوة الطبيعية تأخذ مجراها دون عوائق عندما تكون الطبائع الأساسية موجودة، وقد استنتج الرأي تماما إن جميع الأحداث المقبلة هي حتمية لا مفر منها.
   ولكن، اعتقد، مثلما هو مع التكهن، حتى لو لم يكن تماما معصوما، فعلى الأقل تظهر إمكانيات جديرة على أعلى الصدد، وذلك أيضا في الحالة الدفاعية ومن الناحية العملية، رغم أنها لا تقدم علاجا لكل شيء. فسلطتها في بعض الحالات على الأقل، بأي حال قليلة أو غير مهمة، تنبغي الترحيب والتكريم. و تعتبر مربحة بمعنى غير عادي.   
   إن هذه العلوم قد تقدمت على أيدي المصريين، فقد وحدوا الطب مع التنبؤ الفلكي. لأنهم لم يستنبطوا بعض وسائل تجنب أو درء أو معالجة الحالات العامة والخاصة الحاصلة بسبب البيئة المحيطة، وإذا كانت لديهم أي فكرة إن المستقبل لا يمكن نقله وتغييره. لكن بهذا الشيء وضعوا كلية المقاومة من قبل الوسائل الطبيعية في المرتبة الثانية على مراسيم المصير، وبربطها إلى إمكانية التكهن بفائدتها الكلية، من خلال ما أسمته رياضيات الطب (صناعة أحكام الطب)، فمن اجل ذلك بواسطة الفلك أنهم قد ينجحون في تعلم الصفات الكامنة في درجات الحرارة، والأحداث التي ستحدث في المستقبل بسبب المحيط، والأسباب الخاصة، على أساس إن هذه المعرفة إذا أتت بدون أي تدابير المعونة يؤدي بمعظمها إلى الفشل، بسبب إن بعض تلك المعونات ليست لائقة لجميع الأجسام أو الأمراض، ومن جهة أخرى، عن طريق الطب من خلال معرفة ما هو صحيح ولطيف أو مؤذي في كل حالة، فيمضون، إلى أقصى حد ممكن، إلى اتخاذ تدابير وقائية ضد المرض الوشيك ويصفون العلاج الشافي للأمراض القائمة.
   فليكن هذا، إلى هذه النقطة، ذكرنا التخطيط الأولي الموجز. ننتقل الآن بمناقشتنا بعد إن انهينا المقدمة، بدءا من طباع كل من الأجرام السماوية فيما يتعلق بالقوة الفاعلة، بالاتفاق مع الملاحظات الواقعية التي دونها القدماء، في المقام الأول قوى الكواكب والنيرين.
      
   4- عن قوى الكواكب: 

   وجد أن الطابع الأساسي النشط لقوة الشمس هو التسخين، والتجفيف في بعض الأحيان. وذلك أمر يمكن إدراكه بسهولة اكبر في حالة الشمس من أي جرم سماوي آخر بسبب حجمها ومن الوضوح التي تدل عليه في التغيرات الموسمية، ولأنها كلما تقترب إلى الزوال فإنها تؤثر علينا بصورة أكبر في هذا السبيل.   
   إن معظم قوة القمر تتألف من الترطيب، ذلك لأنه قريب من الأرض، وبسبب الرطوبة الخارجة عنه. وعمله هذا هو بالضبط، التليين والتسبب في التعفن في الأجساد، ولكنه يسهم أيضا في التسخين بقوة متوسطة بسبب النور الذي يتلقاه من الشمس.  
   أما طبيعة زحل فهي أساسا التبريد ، والتجفيف بصورة معتدلة، ربما لأنه أكثر كوكب بعدا من حرارة الشمس ورطوبة زفير الأرض. في حالة زحل والكواكب الأخرى هناك قوى أيضا، تنشأ من خلال ملاحظة مناظراتها إلى الشمس والقمر، والبعض من هذه المناظرات يبدو إنها تعدل ظروف الأوضاع المحيطة بطريقة أو بأخرى، بطريقة الزيادة والنقصان.
   إن طبيعة المريخ أساسا هي التجفيف والحرق، وهذا طبقا للونه الناري بحكم قربه إلى الشمس، وان كرة الشمس تقع داخل كرته.  
   أما المشتري فله قوة فاعلة معتدلة بسبب إن حركته تجري بين التأثير البارد لزحل والطاقة الحارقة للمريخ. فهو يسخن ويرطب، ولأن قوة تسخينه هي اكبر من قوة الكرات المتداخلة تحته، فإنه ينتج الرياح اللواقح.
   الزهرة لها نفس القوى والطبيعة المعتدلة مثل المشتري، ولكنها تعمل في الاتجاه المعاكس، فهي تدفئ باعتدال بسبب كونها قريبة من الشمس، ولكنها ترطب أساسا، مثل القمر، وذلك بسبب كمية ضوئها وبسبب قبولها الزفير من الأجواء المحيطة الرطبة بالأرض.   
   أما عطارد فيوجد بصفة عامة في أوقات معينة على حد سواء يجفف ويمتص الرطوبة، لأنه لا يبتعد كثيرا جدا في الطول عن حرارة الشمس، ويرطب في أوقات أخرى، لأنه كرته تقع فوق مدار القمر، الذي هو اقرب كوكب إلى الأرض، وان وضعه يتغير بسرعة من وضع إلى آخر، وتغيره مستوحى من سرعة مسيره في جوار الشمس نفسها.
      
   5- عن الكواكب السعيدة و النحسة

    منذ ما سبق على هذا الحال، لأن مزاجين من الأمزجة الأربعة هي خصبة وفعالة، التسخين والترطيب (لأن جميع الأمور تنشأ وتكبر بسببهما)، والآخرين هي سلبية ومدمرة، الجفاف والبرد، وخلالها كل شيء، يتكسر ويتهدم مرة أخرى. لقد تقبل الأقدمون اثنين من الكواكب وهما المشتري والزهرة، مع القمر، كسعود لما لهما من طبيعة معتدلة ولأنهما ممتلئين بالحرارة والرطوبة، أما زحل والمريخ فهما ينتجان آثارا بطبيعة معاكسة، فالأول بسبب فرط انجماده والآخر بسبب فرط جفافه، أما الشمس وعطارد، فان لهما نفس الصفات لقربهما من بعضهما ولأنهما ذوا طبيعة مشتركة، وان تأثيراتهما مرتبطة بالكواكب التي يجتمعون معها.   
      
   6- عن الكواكب المذكرة والمؤنثة:

   مرة أخرى، بما إن هنالك نوعين أساسيين في الطبيعة، الذكر والأنثى، وقد سبق إن ذكرت إن قوة الرطوبة هي أنثوية - كقاعدة عامة لأن هذا الشيء موجود بدرجة كبيرة في جميع الإناث، والقوى الأخرى موجودة في الذكور لسبب وجيه فقد رأينا أن القمر والزهرة هما كوكبان أنثويان، لأنهما يمتلكان حصة كبيرة إلى حد كبير من الرطوبة، إلا إن الشمس، زحل، المشتري، والمريخ هم ذكور، وعطارد مشترك لكلا الجنسين، لأنه ينتج الجفاف والرطوبة على حد سواء. ويقولون أيضا إن النجوم تصبح مذكرة أو مؤنثة حسب مناظراتها وموقعها مع الشمس، فعندما تكون النجوم مشرقة قبل الشمس تصبح مذكرة وتكون مؤنثة عندما تكون مغربة بعد الشمس.
   وعلاوة على ذلك أيضا وفقا لموقعها فيما يتعلق الأفق، فعندما تكون النجوم بين المشرق إلى وسط السماء، أو مرة أخرى بين الغرب إلى وسط الأرض، فإنها تصبح ذكرية لأنها مشرقة، ولكن في الربعين الآخرين، تصبح النجوم مغربة، فإنها تصبح مؤنثة.  
      
   7- عن الكواكب النهارية والليلية :   

   بالمثل، من بين الفترتين اللتين تؤلفان الوقت، ينسب التذكير إلى النهار بسبب الحرارة والقوة الفاعلة، والتأنيث إلى الليل بسبب رطوبته وميله للراحة، لذلك اقتضت التقاليد إن تكون القمر والزهرة ليليتان، والشمس والمشتري نهاريان، وعطارد، مشترك كما سبق، مشترك فيكون ذكريا إذا كان يطلع في الصباح وليليا إذا كان يغرب في المساء. وقد خصص لكل من هاتين النوبتين كوكبا نحسا، ولكن ليس في هذه الحالة على مبدأ الطبيعة المماثلة، بل العكس تماما، عندما نضم الكواكب من نفس النوع مع كواكب سعيدة فان تأثيرها النفعي يزداد، ولكن إذا ارتبطت الكواكب غير المتشابهة بالنوع مع الكواكب النحسة فان الجزء الأكبر من ضررها سينكسر. لذلك فقد اسندوا زحل، وهو بارد، إلى حرارة اليوم، والمريخ، وهو جاف، إلى رطوبة الليل، وفي هذا السبيل كل منهم ينال حسن النسبة من خلال المزيج الصحيح، ويصبحان عضوين مناسبين في نوبتهما والذي يوفر الاعتدال.  
      
   8- عن قوى أوضاع النيرين والكواكب:
  
   الآن ، لاحظوا ، و بالمثل ، فان أوضاع الشمس والقمر وثلاثة من الكواكب (المريخ والمشتري وزحل) تتعرض للزيادة والنقصان في قواها الذاتية. فعند زيادة نور القمر من الهلال إلى التربيع الأول فان أكثر إنتاجيته هي الرطوبة، ومن التربيع الأول إلى البدر بالحرارة، ومن البدر إلى التربيع الأخير بالجفاف، ومن التربيع الأخير إلى المحاق بالبرودة. بالنسبة للكواكب، عندما تكون مشرقية إلى إن تتوقف بالرطوبة، ومن التوقف إلى المقابلة (الشروق عند غروب الشمس) بالحرارة، ومن ذلك إلى التوقف الثاني بالجفاف، ومن ذلك إلى إن تكون مغربية بالبرودة. ومن الواضح انه عندما ترتبط مع بعضها البعض فإنها تنتج الكثير من التغيرات النوعية في بيئتنا المحيطة، والقوة المناسبة لكل واحد بالنسبة لما يجعله باقيا أكثر، ولكنه يجري تغيير في طبيعة التأثير بسبب قوة النجوم التي تتقاسم التشكيل.
      
   9- عن سلطة النجوم الثابتة

   إن التالي بالترتيب هو سرد الطبيعة الثابتة للنجوم مع الإشارة إلى القوى الخاصة، وسنقوم بتبيين صفاتها الملاحظة بالمقارنة مع طبيعة الكواكب، وفي المقام الأول منها تلك التي تقع على مدار البروج نفسه.   
   إن من النجوم في برج الحمل (الناطح والشرطان)، لها تأثير قوي مثل المريخ وزحل، مختلط، والذي في فمه (مزارتيم) مثل عطارد وشيء من زحل، والذي على حافره (البطين) مثل المريخ، والموجودة في ذيله مثل الزهرة.
   من النجوم في برج الثور، إن النجوم التي على طول الخط حيث تقطع الثور لها حرارة كالزهرة وشيء من زحل، أما (الثريا) ، مثل القمر والمشتري، والنجوم في رأسه (القلائص) ، هناك نجم براق ومحمر يسمى المشعل (الدبران) ، درجة حرارته مثل المريخ، أما الآخرون، معتدلين مثل زحل وشيء من عطارد، والتي موجودة على القرن (النطح و الهقعة) ، مثل المريخ.  
   من النجوم في برج الجوزاء تلك التي في القدمين (تحياة والرجل المتقدمة) بنفس طبيعة عطارد ، و شيء قليل من الزهرة ، النجوم المشرقة في فخذيهما (الذراعان)، لهما طبيعة زحل ، أما النجمين اللامعين في رؤوسهما، واحد في الرأس المتقدم من طبيعة عطارد، ويعرف أيضا باسم نجمة أبوللو (كاستور التوأم المقدم)، والثاني في رأسه المتأخر، من طبيعة المريخ، ويعرف أيضا باسم نجمة هرقل (بولكس التوأم المؤخر).
   من النجوم في برج السرطان، فالنجمان على العينين (الحماران الشمالي والجنوبي) ذوا طبيعة عطارد، والمريخ قليلا، والنجم في المخالب (نير السرطان)، بطبيعة زحل وعطارد، والسحابة الشبيهة بالعنقود على الصدر، والتي تسمى المذود (النثرة)، لها طبيعة المريخ والقمر، وعلى الاثنين في الجانب هو الذي يسمى المؤخرة (الطرف)، له طبيعة المريخ والشمس.  
   من النجوم في برج الأسد، النجمان في رأسه (رأس الأسد الشمالي والجنوبي) يتصرفان بنفس طريقة زحل، والمريخ بدرجة اقل، الثلاثة في الحنجرة (الجبهة) بنفس طبيعة زحل، والى درجة اقل مثل عطارد، فأن النجم الساطع على القلب، والمسمى (قلب الأسد)، له نفس طبيعة المريخ والمشتري، والنجم الساطع في الذيل (الصرفة)، له نفس طبيعة زحل والزهرة، وتلك التي في فخذيه، لها نفس طبيعة الزهرة، وإلى درجة اقل، عطارد. 

   من النجوم في برج السنبلة، والنجم الذي في الرأس (زاوية العواء) والثاني على طرف الجناح الجنوبي لهما طبيعة مثل عطارد وقليل من المريخ، سائر النجوم البراقة الموجودة على الأجنحة (العواء ومقدم العطاف) مثل طبيعة عطارد وشيء من الزهرة، النجم البراق في الجناح الشمالي، يسمى (بوريما)، له طبيعة زحل وعطارد، وان النجم المعروف بالسبيكة (السماك الأعزل)، له طبيعة مثل الزهرة و شيء من المريخ ، والنجوم الموجودة على القدم (رجل العواء) والسكة (الثوب) لها طبيعة عطارد، وشيء من المريخ.  
   من النجوم في زباني العقرب (برج الميزان)، فتلك الموجودة في الجانب البعيد (الزبانان) تعطي نفس تأثير المشتري وعطارد، والنجوم في الوسط (زباني العقرب) لها طبيعة زحل، وشيء من المريخ.   

   من النجوم في برج العقرب، النجوم المضيئة على الجبهة (الإكليل) تتصرف بنفس طبيعة المريخ وشيء من زحل، والثلاثة في الجسم، الوسطي منهم وهو اصحر مشرق ويسمى (قلب العقرب)، وله نفس طبيعة المريخ، وقليل من المشتري، والتي في المفاصل، لها نفس طبيعة زحل، وشيء من الزهرة، ونجوم (الشولة)، لها نفس طبيعة عطارد والمريخ، وهناك سحابة تشبه العنقود (سديم العقرب)  لها طبيعة المريخ والقمر.  

   من النجوم في برج القوس، النجم في (النصل) من السهم يكون له تأثير مثل طبيعة المريخ والقمر، والنجوم في أصل القوس وقبضة اليد (القوس الجنوبي والأوسط)، مثلها في ذلك مثل المريخ والمشتري، فأن العنقود في الجبهة (البلدة)، شأنه في ذلك شأن الشمس والمريخ، والنجوم في العباءة وظهره (الصدرية)، لها من طبيعة المشتري وشيء من عطارد، وفي قدميه (الركبة والعرقوب)، شأنه في ذلك شأن والمشتري زحل، وان الشكل الرباعي على الذيل، مثله في ذلك مثل الزهرة، وشيء من زحل.

   من النجوم في برج الجدي، النجوم التي في القرون (نيّر الجدي وسعد الذابح) تتصرف بنفس طبيعة الزهرة والمريخ، تلك النجوم في فمه (خطم الجدي) لها طبيعة زحل والزهرة، وتلك النجوم في القدم والبطن (ركبة الجدي وسعد ناشرة) لها طبيعة المريخ وعطارد، وتلك التي في الذيل (ذنب الجدي) لها طبيعة زحل والمشتري.   
   من النجوم في برج الدالي، النجوم في الأكتاف (سعد الملك) له تأثير مثل طبيعة زحل وعطارد، مع تلك الموجودة في الذراع اليسرى والعباءة (سعد السعود)، وفي فخذيه (ساق الدالي) نجوم على طبيعة عطارد وقليل من زحل، أما التي في سيل المياه (الحوض)، مثلها في ذلك مثل زحل، والمشتري بالتساوي. 
 
   من النجوم في برج الحوت، النجم الموجود على رأس السمكة الجنوبية (فم السمكة) لها طبيعة عطارد وقليل من زحل، والتي في الجسم، على طبيعة المشتري وعطارد، والنجوم في ذيل السمكة الجنوبية والحبل على طبيعة زحل وعطارد، أما النجوم على جسم وفقرات السمكة الشمالية لها طبيعة المشتري وقليل من الزهرة، وفي الجزء الشمالي من الحبل (ذنب السمكة) لها طبيعة زحل والمشتري، وأما النجم البراق على العقدة (الرشا) فله طبيعة المريخ وقليل من عطارد.   

   بالنسبة للنجوم الواقعة في النصف الشمالي من القبة هي المع نجم في مجموعة الدب الأصغر (النجم القطبي) له مزاج زحل وقليل من الزهرة، والتي في مجموعة الدب الأكبر لها مزاج المريخ، والعنقود الموجود في هلبة (ضفيرة) برنيسيس تحت ذيل الدب له مزاج الزهرة والقمر، والنجوم البراقة في مجموعة التنّين لها مزاج زحل والمريخ والمشتري، والنجوم في مجموعة قيفاوس للمشتري وزحل، والتي في مجموعة الصياح (العواء) لعطارد وزحل عدا نجمها البراق الذي يسمى ب(السماك الرامح) على مزاج المشتري والمريخ، والنير الموجود في مجموعة الفكة الشمالية له مزاج الزهرة وعطارد، والنجوم في مجموعة الجاثي لها مزاج عطارد، والتي في مجموعة القيثارة ونيّرها (النسر الواقع) للزهرة وعطارد، وكذلك لمجموعة الدجاجة، وان مجموعة ذات الكرسي لها تأثير زحل والزهرة، ونجوم مجموعة برشاوس للمشتري وزحل، والعنقود الموجود على سيفه للمريخ وعطارد، وكذلك لنجوم مجموعة ذي العنان، ونجوم مجموعة الراعي لزحل وقليل من الزهرة، والنجوم في ثعبانه لزحل والمريخ، ونجوم مجموعة السهم للمريخ وقليل من الزهرة، والتي في مجموعة العقاب للمريخ والمشتري، ونجوم مجموعة الدلفين لزحل والمريخ، ونجوم مجموعة الفرس الأعظم للمريخ وعطارد،ونجوم مجموعة المرأة المسلسلة للزهرة ونجوم مجموعة المثلث لعطارد.   

   أما بالنسبة للنجوم الواقعة في نصف القبة الجنوبي فهنالك النجم البراق في مجموعة الحوت الجنوبي (فم الحوت) له مزاج الزهرة وعطارد، ونجوم مجموعة قيطس لها مزاج زحل، والتي في مجموعة الجبار فالنجوم على كتفيه (إبط الجوزاء والناجذ) لها مزاج المريخ وعطارد، والأخرى منها (رجل الصياد) لها مزاج المشتري وزحل، ونجوم مجموعة النهر كلها على مزاج زحل عدا النير في (آخر النهر) فهو على مزاج المشتري، والنجم في مجموعة الأرنب له مزاج زحل وعطارد، وأما نجوم مجموعة الكلب الأكبر فهي على مزاج الزهرة عدا نيرها الواقع في الفم (الشعرى اليمانية) فلها مزاج المشتري وقليل من المريخ، والنجم البراق في مجموعة الكلب الأصغر (الشعرى الغميصاء) لها مزاج عطارد وقليل من المريخ، والنجوم في مجموعة الشجاع لها مزاج زحل والزهرة، والتي في مجموعة الباطئة لها مزاج الزهرة وقليل من عطارد، والنجوم في مجموعة الغراب لها مزاج المريخ وزحل، والنجوم في مجموعة المفرغة لها مزاج زحل والمشتري، والنجوم التي في مجموعة قنطورس الموجودة على الجسم لها مزاج الزهرة وعطارد، والنجوم الموجودة في مجموعة السفينة لها مزاج الزهرة والمشتري، والنجوم التي في مجموعة السبع لها مزاج زحل وقليل من المريخ، والنجوم في مجموعة المجمرة لها مزاج الزهرة وقليل من عطارد، والنجوم في مجموعة الفكة الجنوبية لها مزاج زحل وعطارد.  
   هذه، إذن، هي ملاحظات آثار النجوم نفسها التي قدمها لنا الأقدمون.
      
   10- عن آثار الفصول الأربعة والأوتاد:   

   من بين فصول السنة الأربعة، الربيع، الصيف، الخريف، الشتاء، الربيع يتمتع بالرطوبة على أساس انتشار الحياة بعد أن انتهاء البرد وحصول الدفء، أما الصيف، فبالحرارة، لأن الشمس تكون قريبة فيه من سمت الرأس، وأما الخريف، فبالجفاف، لأن به يحصل امتصاص الرطوبة من خلال الموسم الحار الماضي توا، أما الشتاء فيتجاوز فيه البرد، لان الشمس فيه تكون بعيدة عن سمت الرأس. ولهذا السبب، رغم انه لا يوجد بداية طبيعية لمدار البروج، لأنه دائرة، فإن الأقدمين افترضوا أن البرج الذي يبدأ مع الاعتدال الربيعي، وهو برج الحمل هو نقطة البداية لها جميعا، الذي يجعل الرطوبة المفرطة للربيع الجزء الأول من مدار البروج وكأنه كان مخلوقا حيا، وبعدها تأتي بقية الفصول، لأن كل المخلوقات في أوائل حياتها، مثل الربيع، لها حصة اكبر من الرطوبة والعطاء وما زالت دقيقة. أما الفصل الثاني من العمر، حتى قمة الحياة، تصعد في الحرارة مثل الصيف، والفصل الثالث، الذي هو قد تجاوز القمة وعلى وشك الهبوط، فالجفاف كبير، مثل الخريف، وأخيرا، عندما يقترب من التحلل يكثر في البرودة، مثل الشتاء.  
   وبالمثل أيضا ، المناطق الأربعة و الأوتاد الأربعة من الأفق، والتي منها أصول الرياح من نقاط الأوتاد، فالوتد الشرقي (الطالع) بالمثل يمثل الجفاف، لأنه عندما تكون الشمس في تلك المنطقة، أي شيء رطبه الليل سوف يجففه النهار، والرياح التي تهب منها، والتي نسميها عموما (آبيليوتيس) (ريح الصبا عند العرب)، تكون في الواقع رياحا جافة. أما المنطقة التي تقع في الجنوب فتكون حارة لأن الحرارة النارية تأتي من الشمس عندما تعبر وسط السماء، لأنه إذا اتجهنا في العالم نحو الجنوب فسوف يصبح الجو أكثر حرارة، وتكون الشمس عندها اقرب إلى سمت الرأس، والرياح التي تهب منها يطلق عليها اسم (نوتس) (ريح الجنوب عند العرب) عموما هي حارة ومخلخلة. أما جهة الغرب فهي رطبة، لأنه عندما تكون الشمس في الأشياء الجافة في النهار تبدأ بالترطيب، كذلك الرياح التي تهب من تلك الجهة، المعروفة باسم (زيفايروس) (ريح الدبور عند العرب)، وهي رطبة وعذبة. أما الجهة الشمالية هي أبرد، لأنه إذا اتجهنا في العالم نحو الشمال فسوف يصبح الجو أكثر برودة، وتكون الشمس عندها ابعد عن سمت الرأس، كما هو الحال أيضا عندما تكون الشمس منخفضة عن ذروتها، والرياح التي تهب من هناك يسميها العامة (بورياس) (ريح الشمال عند العرب)، وهي باردة وكثيفة في التأثير.  
   إن معرفة هذه الحقائق أمر مفيد للتمكن للحكم على شكل كامل لدرجة حرارة الجو في الحالات الفردية. لأنه يسهل التعرف عليها، جنبا إلى جنب مع هذه الشروط من الفصول، الأعمار، أو الجهات، فثمة تباين في الفعالية المقابلة لقدرات النجوم، وذلك في ظروف مشابهة لها جودتها أكثر نقاء وفعاليتها أكثر قوة، وذلك عندما تكون النجوم الحارة في بيئة حارة، والنجوم الرطبة في بيئة رطبة، في حين عند الظروف المعاكسة تكون ضعيفة. مثل كون النجوم الحارة في بيئة باردة والنجوم الرطبة في بيئة جافة، وكذلك في الحالات الأخرى، وفقا للطبيعة الناتجة من مزج القوى.
      
   11- عن البروج الانقلابية، والمعتدلة، والثابتة والمتجسدة:   

   بعد شرح الأمور السابقة سيكون الموضوع التالي عن طبيعة البروج نفسها، كما هي موجودة من التقليد. فبرغم إن طبائعها مشابهة للفصول الموجودة فيها، فهنالك بعض الطبائع الأخرى تظهر من علاقتها بالشمس، والقمر والكواكب. كما سنشرح في ما يلي، أولا، بوضع القوى الأصيلة للبروج نفسها لوحدها، مع اعتبار العلاقات المطلقة والنسبية بين كل منها.  
   أول التقسيمات، إذن، هنالك بروج انقلابية و اعتدالية وثابتة ومتجسدة. هنالك برجان انقلابيان الأول له 30 درجة من نقطة الانقلاب الصيفي وهو برج السرطان، والثاني له كذلك من نقطة الانقلاب الشتوي وهو برج الجدي. وسميا بالانقلابيين لموقعهما بقرب نقطتي الانقلابين. لأن الشمس عندما تكون فيهما تعكس من خطواتها بالميل مسببة الصيف عند السرطان والشتاء عند الجدي.   
   وهنالك برجان يسميان اعتداليين ، لأن احدهما يبدأ من نقطة الاعتدال الربيعي وهو برج الحمل، والآخر كذلك يبدأ من نقطة الاعتدال الخريفي وهو برج الميزان، وسميا بالاعتدالين لأن الشمس عندما تكون في بدايتهما يعتدل الليل والنهار
   (تسمى البروج الأربعة ، الحمل و السرطان والميزان والجدي بروجا منقلبة).
   أما البروج الثمانية فهي تنقسم قسمين هما البروج الثابتة والبروج المتجسدة، فالثابتة هي بروج الثور، الأسد، العقرب، والدالي، وهي التي تتبع البروج المنقلبة في الترتيب، وسميت كذلك لأن الشمس فيها تكون في أوج قوتها وتعطي الفصل حقه في الرطوبة والحرارة، والجفاف، والبرودة أكثر من البروج السابقة وبشكل أكثر رسوخا وثباتا، والطقس في هذه البروج لا يتغير بشكل مفاجئ وتكون أموره فيه أكثر عقلانية من غيره من الأوقات.
   أخيرا البروج المتجسدة، فهي بروج الجوزاء ، السنبلة ، والقوس ، و الحوت، هي البروج التي تلي البروج الثابتة، وسميت كذلك لأنها تقع بين البروج الثابتة والمنقلبة، ولأنها تشترك في الصفات الطبيعية للفصل المنتهي والفصل اللاحق.   
      
   12- عن البروج المذكرة والمؤنثة:

   مرة أخرى، وبنفس الطريقة فقد جعل القدماء ستة بروج ذكرية نهارية والبروج الأخرى أنثوية ليلية. وقد وضع نظام التناوب لأن النهار يقترن بالليل دائما. والذكر كذلك يقترن بالأنثى. الآن بما إن الحمل هو نقطة الانطلاق، وان الذكر دائما ما يأخذ الموقع الأول، ولأن القوي يتفوق على الضعيف في القدرة، لذلك أصبحت بروج الحمل والميزان ذكرية نهارية، وهنالك سبب إضافي هو أن دائرة استواء السماء التي تمر من خلالهما تكمل حركتها الأساسية الكبرى على كل الكون بأسره. أما البروج التالية لهما، فتأخذ طبيعتها بنظام التناوب كما قلنا.  
   بنفس الشيء، نطبق ترتيب البروج الذكرية والأنثوية على أساس إن البرج يكون ذكريا إذا كان برجا طالعا ويسمى ب (أوروسكوب) (الطالع) وبنفس السبب الذي جعلهم يختارون احد البرجين الانقلابيين (السرطان) برجا للقمر لأنه أكثر الكواكب سرعة في مسيره، لذلك فإنهم اختاروا البرج الطالع ذكريا لأنه يقع في أقصى الشرق، فبعضهم يستخدم نظام التوالي على أساس البروج، والبعض الآخر على أساس الأرباع، فإنهم جعلوا الربع الواقع بين الطالع ووسط السماء ذكريا والربع الواقع بين الغارب ووتد الأرض كذلك وجعلوا الربعين الباقيين أنثويين.  
   وقد أضافوا مواصفات أخرى للبروج على أساس أشكال البروج مثال ذلك بروج ذوات الأربع والبروج الإنسانية والبروج الآمرة والبروج الخصبة وغيرها، لذلك بما إن هذه الصفات هي مشتقة مسبقا فنعتقد إنها زائدة عن الحاجة لأن الطبيعة الناتجة من المزج بين الأشكال يمكن إن يكون مفيدا فقط عند الحاجة إليها. 
      
   13- عن دلالات المناظرات:   

   هنالك علاقة بين كل برج وآخر إذا تواجدت بينهما مناظرة ما، فهنالك مناظرة المقابلة، ولها زاويتين قائمتين، 6 بروج، 180 درجة، ومناظرة التثليث، ولها زاوية قائمة وثلث الزاوية ، 4 بروج ، 120 درجة ، و مناظرة التربيع، ولها زاوية قائمة، 3 بروج، 90 درجة، و مناظرة التسديس و تحوي ثلثي زاوية قائمة، وبرجين، 60 درجة.
   و ربما يتساءل البعض لماذا هذه المناظرات فقط دون غيرها ، فنقول بالنسبة للمقابلة إنها واضحة لأن البرجين يلتقيان على خط واحد، ولكن إذا أخذنا الكسرين والجزأين المهمين في الموسيقى، وهما النصف والثلث، وطبقناهما كلا على حدة على المقابلة، فسيشكل النصف التربيع والثلث التثليث و التسديس، أما في الأجزاء الدقيقة، إذا اخذ نصف التربيع (45 درجة) والتربيع ونصف (135 درجة) ووضعا مع التربيع الذي يتوسطهما فسيكون نصف التربيع كالتربيع بالنسبة للتسديس والتربيع ونصف كالتثليث بالنسبة للتربيع. تسمى المناظرات (التسديس والتثليث) مناظرات جيدة لأنها تكون دائما مع البروج المتفقة في الطبيعة، وأما التربيع والمقابلة على عكس ذلك لأنها تكون بين البروج المختلفة في الطبيعة.   
      
   14- عن البروج الآمرة والمطيعة: 

   وبصورة مشابهة تطبق الأوصاف (الآمرة)، (المطيعة) على البروج الموزعة بمسافة متساوية عن نفس نقطتي الاعتدالين في مدار البروج ، لأنهما يطلعان دائما في فترة متساوية من الشرق، فالبروج الواقعة في الشمال (من الحمل إلى السنبلة) تسمى آمرة والبروج الواقعة في الجنوب (من الميزان إلى الحوت) تسمى مطيعة لأن الشمس تجعل اليوم في الجهة الآمرة أطول من الليل وأقصر في الشتاء (الحمل آمر على الحوت والثور آمر على الدالي والجوزاء آمر على الجدي والسرطان آمر على القوس والأسد آمر على العقرب والسنبلة آمر على الميزان). 
      
      
   15- عن البروج المتفقة في الطريقة:  

   ومرة أخرى يقول القدماء إن درجات البروج التي لها مسافة متساوية عن احد رأسي برجي المدارين (أي رأسي السرطان والجدي)  يكونان متفقين في الطريقة، لأن الشمس عندما تكون فيهما يكونان متفقين في طولي الليل والنهار ويكون أطوال ساعاتهما متساوية، إضافة إلى أن البرجين يلزم احدهما الآخر لأنهما يطلعان ويغربان من نفس المنقطة على الأفق (الجوزاء والسرطان، الثور والأسد، الحمل والسنبلة، الحوت والميزان، الدالي والعقرب، الجدي والقوس). 
      
   16- عن البروج الغريبة والساقطة:

   -ساقط- و -غريب- هي أسماء تنطبق على تلك البروج التي لا يشترك فيها صفة من الصفات المذكورة سابقا مع برج آخر. فربما يكون البرجان كلاهما غير آمرين أو غير مطيعين، ولا يلزم احدهما الآخر، أو أنهما لا يشتركان بأي من أنواع المناظرات الأربع التي ذكرناها، كالمقابلة أو التربيع أو التثليث أو التسديس، كان يكون الفرق بينهما برج واحد أو 5 بروج، لذلك يعتبر إن هذا البرج قد ابتعد بنظره عن البرج الآخر، وذلك لأن نظام الخمسة بروج يقسم الدائرة إلى أقسام غير متساوية تعلى خلاف المناظرات السابقة التي تقسم الدائرة إلى أقسام متساوية. 
   (مثال ذلك الثور ساقط عن الميزان والقوس، والأسد عن الجدي والحوت، والعقرب عن الحمل والجوزاء، والدالي عن السرطان والسنبلة).   
      
   17- عن بيوت الكواكب: 
 
   إن للكواكب ألفة مع بعض البروج وتسمى هذه البروج (بيوت) لها، أو (أشراف)، أو (مثلثات)، أو (حدود) وما شابه. إن نظام البيوت هو بهذا الشكل التالي. بما إن من بين البروج الإثني عشر اثنان شماليان منها، وهما قريبان من سمت الرأس وينتجان الكثير من الحرارة والدفء وهما برجي السرطان والأسد، لذا فقد تبعا لأكبر كوكبين في السماء ألا وهما النيران. بالنسبة للأسد وهو ذكري اتبع للشمس، والسرطان الأنثوي اتبع للقمر.  
   وبهذا الشكل افترضت نصف دائرة تمتد من الأسد حتى الجدي وتسمى (حيز الشمس) والنصف الآخر من السرطان إلى الدالي وتسمى (حيز القمر) حتى ينسب كل برج في كل حيز إلى احد الكواكب الخمسة، وكل منها ينظر إلى الشمس أو القمر، حسب مدار وطبيعة الكوكب، فبالنسبة لزحل، الذي له طبيعة متجمدة، فهو يضد الحرارة، وله ابعد المدارات عن النيرين، لذلك فانه أعطي البرجين المقابلين للسرطان والأسد برجي النيرين، وهما برجي الجدي والدالي، مع السبب الإضافي أن البرجين يقعان في فصل الشتاء البارد إضافة إلى أنهما ينظران بالمقابلة وهي ليست مناظرة جيدة (الجدي يقابل السرطان، والدالي يقابل الأسد)، أما المشتري، الرياحي والخصب، المعتدل والواقع تحت مدار زحل، أعطي له البرجين التاليين لبرجي زحل، وهما برجي القوس والحوت، اللذان ينظران إلى برجي النيرين من تثليث وهي مناظرة جيدة (القوس يثلث الأسد، والحوت يثلث السرطان)، أما المريخ، ذو الطبع الجاف والواقع تحت مدار المشتري، أعطي له البرجين التاليين لبرجي المشتري، وهما برجي العقرب والحمل، متوافقين مع طبيعة المريخ المدمرة والغير توافقية، وهما يربعان برجي النيرين (العقرب يربع الأسد، والحمل يربع السرطان)، أما الزهرة، المعتدلة والتي تقع تحت مدار المريخ، أعطيت البرجين التاليين لبرجي المريخ، البرجين الخصبين، برجي الميزان والثور،ولأن البرجين ينظران بتسديس إلى برجي النيرين (الميزان يسدس الأسد، والثور يسدس السرطان)، إضافة إلى أن الزهرة لا تبعد عن الشمس أكثر من برجين في كلا الاتجاهين. وأخيرا أعطي إلى عطارد والذي لا يبتعد عن الشمس أكثر من برج واحد في كلا الاتجاهين وهو يقع تحت مدار اغلب الكواكب وهو اقرب الكواكب إلى النيرين، البرجين الباقيين، برجي الجوزاء والسنبلة اللذان يقعان بالقرب من برجي النيرين. 
      
   18- عن مثلثات الكواكب: 

   بما أن الأشكال المثلثة والمتساوية هي الأكثر انسجاما مع نفسها لذلك فان مدار البروج محصور بثلاثة دوائر، الدائرة المعتدلة والدائرتين المداريتين، ومدار البروج مقسم إلى أربعة مثلثات متساوية الأضلاع، فأول هذه المثلثات، التي تحوي بروج الحمل والأسد والقوس، تحوي ثلاثة بروج ذكرية نهارية وتحوي بروج الشمس والمريخ والمشتري. وقد نسبت هذه المثلثة للشمس والمشتري، لأن المريخ ليس من نوبة الشمس (لأن الشمس والمشتري نهاريان والمريخ ليلي)، لذلك افترض أن الشمس تحكم هذه المثلثة بالنهار والمشتري بالليل. إضافة إلى ذلك، أن الحمل قريب من الاعتدال والأسد قريب من المنقلب الصيفي والقوس قريب من المنقلب الشتوي، لذلك فتكون المثلثة على الأغلب شمالية لأن المشتري يشترك في ربوبيتها، وهو كوكب مثمر ورياحي، وهو مشابه لطبيعة الرياح الشمالية. على أية حال، لأن بيت المريخ يعاني من اختلاط الرياح الجنوبية الغربية الرطبة لأنه من نوبة القمر (ليلي) ومن الطبيعة الأنثوية للغرب.

   أما المثلثة الثانية التي يرسم مثلثها على بروج الثور والسنبلة والجدي تحوي ثلاثة بروج أنثوية ليلية ونسبت إلى كوكبين وهما الزهرة والقمر فتحكم الزهرة المثلثة بالنهار والقمر بالليل، فالثور قريب من الانقلاب الصيفي والسنبلة قريب من الاعتدال والجدي قريب من المنقلب الشتوي، وقد اعتبرت هذه المثلثة جنوبية لأن طبيعة الزهرة التي تعطي الحرارة والرطوبة كما تعطيها الرياح الجنوبية، لكن بما إنها تستقبل رياح آبيلوتيس (الصبا) بسبب بيت زحل، الجدي، فإنها ممتزجة معها، لكن وجود رياح عكسية بسبب إنتاج زحل لهذا النوع من الرياح إضافة إلى شركته في نوبة الشمس (نهاري).

   المثلثة الثالثة التي يرسم مثلثها من خلال بروج الجوزاء والميزان والدالي، تحوي ثلاثة بروج ذكرية نهارية وليس لها أي علاقة مع المريخ بل مع كوكبي زحل وعطارد بسبب بيتيهما، وقد جعل زحل يحكم هذه المثلثة بالنهار بسبب أن النهار نوبته وعطارد بالليل. فالجوزاء قريب من المنقلب الصيفي والميزان قريب من الاعتدال والدالي قريب من المنقلب الشتوي، وهذه المثلثة تعتبر شرقية بسبب زحل، لكن بالاختلاط تصبح شمال شرقية لأن النهار هو نوبة الكبيرين.

   أما المثلثة الرابعة هي المثلثة التي يمر مثلثها بالبروج الباقية، السرطان والعقرب والحوت، ثلاث بروج ليلية أنثوية، تركت فقط للكوكب الباقي من الحسبة وهو المريخ، والذي يتعلق بها بسبب برجه العقرب، وإضافة له، وبسبب كون نوبته ليلية فان الزهرة والقمر أصبحا شركاء في الربوبية، فالزهرة بالنهار والقمر بالليل هم شركاء المريخ، فالسرطان قريب من المنقلب الصيفي والعقرب قريب من المنقلب الشتوي والحوت قريب من الاعتدال، ويعتبر هذه المثلثة غربية لأنها محكومة أساسا من المريخ والقمر لكنها تصبح جنوب غربية بسبب اختلاط رياحها بالزهرة.   
      
   19- عن الأشراف:

   أما أشراف الكواكب فلها الشرح التالي: بما أن الشمس عندما تكون في الحمل فإنها تنتقل إلى الجهة الشمالية من القبة السماوية، والميزان بعكس ذلك، لذلك قد جعلوا الحمل شرفا للشمس، بما أن الشمس تكون أقوى واظهر لقوتها والنهار يكون أطول عندما تعبر الاعتدال نحو جهة الشمال، وجعلوا الميزان هبوطا لها لنفس الأسباب بصورة معكوسة.   
   أما زحل، ولأن له موقعا يقابل فيه الشمس، حتى في قضية البيوت، فجعل الميزان شرفا له والحمل هبوطا، لأن الحمل تقوى فيه الحرارة ويضعف البرد، وبالعكس في الميزان حيث يبدأ البرد وتقل الحرارة. 
   بما أن القمر إذا اجتمع بالشمس في شرفها الحمل فانه يبدأ بالصعود وإطلاق نوره وطوره وارتفاعه في أول برج من بروج مثلثته ، برج الثور ، لذلك اعتبر الثور شرفا للقمر، والبرج المقابل، العقرب، هبوطا له. 
   بما أن المشتري مسؤول عن الرياح الشمالية الملقحة فانه يصل إلى أقصى عرضه الشمالي في برج السرطان وتصبح قوته في أوجها، لذلك أصبح السرطان شرفا للمشتري، والجدي هبوطا له.
   المريخ كوكب ناري بطبيعته وانه يكون أكثر وهو في الجدي لأنه يكون فيه في أقصى درجات الجنوب (أي عرضه الجنوبي)، لذلك أصبح الجدي شرفا للمريخ والسرطان هبوطا له.  
   أما الزهرة، بما أن لها طبيعة رطبة جدا فانه تزداد رطوبتها عندما تكون في الحوت وذلك عند اقتراب بداية الربيع الرطب لذا أصبح شرفها في الحوت وهبوطها في السنبلة.
   وعطارد على العكس من الزهرة، بما انه هوائي، فانه يكون عكسها بطبيعة الشرف، لذلك فان شرفه في السنبلة عندما يبدأ الخريف الجاف، وهبوطه في الحوت.
      
   20- عن مزاعمة الحدود:  

   بالنسبة لموضوع الحدود هنالك نظامان معتمدان في توزيع الحدود، الأول وهو نظام المصريين، المعتمد على ربوبية البيوت، والثاني هو نظام الكلدانيين، المعتمد على ربوبية المثلثات. أن نظام المصريين للحدود لا يحافظ على النسق سواء في الترتيب أو في الطبيعة المفردة، فبالنسبة للترتيب، فإنهم يضعون أحيانا صاحب البيت أو المثلثة كأول حد، وفي بعض الأحيان صاحب الشرف، فعلى سبيل المثال، إذا كانوا يعتمدون على ربوبية البيوت لماذا جعلوا أول حد في الميزان لزحل وليس للزهرة، ولماذا جعلوا الحد الأول في الحمل للمشتري وليس للمريخ؟ وإذا تبعنا ربوبية المثلثات، لماذا جعلوا عطارد بدل الزهرة في أول حد في الجدي، وإذا تبعنا ربوبية الأشراف، لماذا جعلوا أول حد في السرطان للمريخ وليس للمشتري؟ وإذا تبعنا أساس أكثر الكواكب مزاعمة في البروج، لماذا جعلوا أول حد في الدالي لعطارد الذي له ربوبية المثلثة في الليل بدل زحل رب البيت والمثلثة النهارية للبرج النهاري؟ ولماذا جعلوا لعطارد أول حد في الجدي وهو ليس له أي مزاعمة عليه أبدا، ويجد المتتبع أمورا أخرى شبيهة في بقية النظام.   
   ثانيا، لا يوجد هنالك نسق في حيز الحدود، والرقم المشتق لكل كوكب من جمع حيز حدوده كلها في البروج، على أساس كما يقولون أن كل كوكب يشير إلى عدد سنوات معين، وهذا أشعل جدالا غير مقبول وغير لائق. ولكن حتى وان اعتمدنا على الأرقام المشتقة من عملية الجمع، حسب ما يدعيه المصريون، سنجد المجموع كما هو، حتى في القيمة، برجا ببرج، يتغير بطرق متعددة. وحتى تأكيدهم الخادع لمحاولة إثباتهم أن المجموع جاء عن طريق حساب المطالع لكل كوكب ظهر خطأه، لأنه إذا اعتبرنا في المقام الأول، أنهم اتبعوا الطريقة التقليدية المبنية على أساس زيادة المطالع، والذي هو بعيد عن الحقيقة، فإنهم يقولون أن السنبلة والميزان يطلع كل منهما في 38 زمانا وثلث (الزمان هنا هو درجة قوسية واحدة من خط الاستواء وتساوي بالتقريب 4 دقائق مدنية)، وأن الأسد والعقرب يطلعان خلال 35 زمانا، برغم انه مبين في الجداول أن مطالع الأسد والعقرب أكثر من 35 زمانا وان مطالع السنبلة والميزان اقل من هذا. وأكثر من ذلك، إن الذين وضعوا جدول الحدود لم يلتزموا بالعدد المقبول من حيز الحدود، وقد تسببوا بالكثير من المقولات الخاطئة، وأنهم قد استعملوا كسور الكسور لأجل المحافظة على نظريتهم ، التي هي كما قلنا ليست صحيحة.
   على أية حال، إن هذه الحدود مقبولة في التقاليد القديمة وموضحة كما في أدناه: 
      
   حدود المصريين: 

   الحمل: المشتري 6، الزهرة 6، عطارد 8، المريخ 5، زحل 5.  
   الثور: الزهرة 8، عطارد 6، المشتري 8، زحل 5، المريخ 3.  
   الجوزاء: عطارد 6، المشتري 6، الزهرة 5، المريخ 7، زحل 6.
   السرطان: المريخ 7، الزهرة 6، عطارد 6، المشتري 7، زحل4. 
   الأسد: المشتري 6، الزهرة 5، زحل 7، عطارد 6، المريخ 6.  
   السنبلة: عطارد 7، الزهرة 10، المشتري 4، المريخ 7، زحل 2.   
   الميزان: زحل 6، عطارد 8، المشتري 7، الزهرة 7، المريخ 2.
   العقرب: المريخ 7، الزهرة 4، عطارد 8، المشتري 5، زحل 6. 
   القوس: المشتري 12، الزهرة 5، عطارد 4، زحل 5، المريخ 4. 
   الجدي: عطارد 7، المشتري 7، الزهرة 8، زحل 4، المريخ 4.
   الدالي: عطارد 7، الزهرة 6، المشتري 7، المريخ 5، زحل 5. 
   الحوت: الزهرة 12، المشتري 4، عطارد 3، المريخ 9، زحل 2. 
      
      
      
   21- وفقا لحدود الكلدانيين:

   إن طريقة الكلدانيين تحوي تسلسلا بسيطا أكيدا وأكثر عقلانية، برغم انه ليس مكتفيا في ما يخص ربوبية المثلثات والمزاعمة على الطبيعة، لكن يمكن فهم هذه الطريقة بدون الحاجة إلى مخطط. ففي المثلثة الأولى، الحمل والأسد والقوس، وكما عند المصريين، فان صاحب المثلثة وهو المشتري هو أول من يستلم أول الحدود، وبعده صاحب المثلثة التالية (الزهرة) بعدها صاحب المثلثة التالية، زحل وعطارد، وأخيرا صاحب المثلثة الرابعة المريخ. أما في المثلثة الثانية، الثور والسنبلة والجدي، فان أول حد يعطى لصاحب المثلثة وهي الزهرة ثم زحل ثم عطارد ثم المريخ ثم المشتري. وهذا الترتيب موجود أيضا في المثلثتين الباقيتين.  
   بالنسبة صاحبي المثلثة الثالثة، زحل وعطارد، فان زحل هو الذي يأخذ الأسبقية في النهار وعطارد يأخذها في الليل. أما الأعداد التي أعطيت للحدود فلها طريقة بسيطة، فكل حد يقل عن الحد الذي يسبقه بدرجة واحدة، على أساس النظام التنازلي لربوبية المثلثات، فالحد الأول 8 درجات، والحد الثاني 7 درجات، والحد الثالث 6 درجات، والحد الرابع 5 درجات، والحد الخامس 4 درجات. لذلك يكون المجموع 30 درجة للبرج الواحد. لذلك يكون المجموع لزحل 78 بالنهار و 66 بالليل والعكس بالنسبة لعطارد، والمشتري 72، والمريخ 69، والزهرة 75، ليكون المجموع التام 360 درجة.  

   الآن، من هذه الحدود ما وضعتها طريقة المصريين كما قلنا وهي قاعدة قديمة وذلك بسبب وضعيتها التي وضعت من الكتاب المصريين والتي اعتبروها جديرة بالتدوين، ولأن أكثر درجات هذه الحدود أتت من أمثلة المواليد، ولكنه لم يذكر أي من الكتاب الطريقة التي اعتمدوا عليها في التقسيم، وان فشلهم في الاتفاق على هيكلية لنظام الحدود قد جعله عرضة للشكوك والنقد، أما حاليا، فقد عثرنا على رقيم قديم متهرئ، يحوي تفسيرا طبيعيا أكثر قبولا لتقسيم حدودهم بالترتيب والعدد، وفي نفس الوقت الدرجات المسجلة للمواليد والأرقام المعطاة في الجمع قد وجدت موافقة مع جداول الأقدمين، وقد أسهب الرقيم في الكلام والشرح وان وضعه المتهرئ جعل من الصعوبة قراءته، لذلك فاني استطعت بعد صعوبة بالغة من استخلاص الفكرة، ولكن بغض النظر عن المساعدة المقدمة من جدول الحدود، فان الجدول كان موجودا في نهاية الرقيم.  
   كان ترتيبهم لكل برج، الشرف، والمثلثة، والبيوت قد اخذ في الاعتبار. فعلى العموم إذا كان لأي كوكب أكثر مزاعمة في البرج فانه يوضع أولا، حتى وان كان نحسا، ولكن إذا لم يوجد هذا الشرط، فان النحس يوضع دائما في الأخير، وصاحب الشرف في المقدمة، وصاحب المثلثة بعده، ومن ثم صاحب البيت، بحسب ترتيب البيوت.
   ومرة أخرى بالترتيب، إذا كان لأحد الكواكب مزاعمتين فيفضل أن يوضع أولا في البرج الذي يتمتع فيه بأقوى تأثير. وبما انه لا توجد حدود للنيرين فقط أعطي مكان ربوبية البيت لبرجي السرطان والأسد للنحسين فكانت حصة المريخ السرطان وكانت حصة زحل الأسد وكما هو متبع في الترتيب، أما حيز الحدود فهو يوضع بالشكل التالي: إذا لم يوجد كوكب له أكثر من مزاعمة على البرج في الحدود إن كان في البيت أو الشرف أو المثلثة فيكون التقسيم كالتالي: السعدين ولكل منهما 7 درجات، النحسين ولكل منهما 5 درجات، وعطارد الممتزج وله 6 درجات، مما يجعل المجموع 30 درجة، ولكن بما انه بعض الكواكب لها أكثر مزاعمة على البرج كالزهرة صاحبة بيت ومثلثة الثور، وبما إن القمر خارج حسبة الحدود لذا فإنها تعطى درجة واحدة لكل مزاعمة، وبما انه تعطى هذه الدرجات من كواكب أخرى لذلك فإنها تؤخذ من زحل والمشتري لبطأهما في حركتهما، لذلك أصبحت الحدود كما يلي:
      
   حدود بطليموس:  

   الحمل: المشتري 6، الزهرة 8، عطارد 7، المريخ 5، زحل 4.  
   الثور: الزهرة 8، عطارد 7، المشتري 7، زحل 2، المريخ 6.  
   الجوزاء: عطارد 7، المشتري 6، الزهرة 7، المريخ 6، زحل 4.
   السرطان: المريخ 6، المشتري 7، عطارد 7، الزهرة 7، زحل 3.
   الأسد: المشتري 6، عطارد 7، زحل 6، الزهرة 6، المريخ 5.  
   السنبلة: عطارد 7، الزهرة 6، المشتري 5، زحل 6، المريخ 6.
   الميزان: زحل 6، الزهرة 5، عطارد 5، المشتري 8، المريخ 6.
   العقرب: المريخ 6، الزهرة 7، المشتري 8، عطارد 6، زحل 3. 
   القوس: المشتري 8، الزهرة 6، عطارد 5، زحل 6، المريخ 5.  
   الجدي: الزهرة 6، عطارد 6، المشتري 7، زحل 6، المريخ 5.  
   الدالي: زحل 6، عطارد 6، الزهرة 8، المشتري 5، المريخ 5. 
   الحوت: الزهرة 8، المشتري 6، عطارد 6، المريخ 5، زحل 5.  
      

      
   22- عن الإثني عشريات والدرجات: 

   قسم بعضهم تقسيمات أخرى للربوبية أكثر من هذا باستخدام المصطلحات -اثني عشرية- و -درجة- ، كل اثني عشرية لها جزء من اثني عشر من البرج أي درجتين ونصف وقد وزعوا كل اثني عشرية لبرج من البروج، وأيضا وزعوا الدرجات على الكواكب بحسب ربوبية البيوت على مثال نظام الكلدانيين في الحدود. أما هذه الأشياء فهي غير ذو أصل طبيعي لذلك فان جدال الأقدمين لأجل هذه التقسيمات سوف نهمله. وبعد ذلك فعلى ماذا تكون هذه الطرق جديرة بالشرح، لذلك فإننا لن نقول انه من المعقول اعتبار بدايات البروج أيضا من الاعتدال والانقلاب، لأن الأقدمين قد جعلوا الأمر واضحا وذلك لأن ملاحظاتنا السابقة كانت تعتمد على الطبائع والقوى و التوافقات التي أخذت سببها من نقاط الاعتدال والانقلاب وليس من أي مصدر آخر. لذلك إذا افترضنا مكانا آخر للانطلاق، لذلك فعلينا أن لا نأخذ بطبائع البروج التي ذكرناها في التوقعات، أو، إذا استخدمناها، سنقع في الخطأ لأن مجال البروج سيرسخ قواها في الكواكب مما يجعلها تنتقل إلى كواكب أخرى مما يجعلها أكثر غربة.  
      
   23- عن النوبة، الفرح، وما شابه:

   ومن الصلات الطبيعية بين الكواكب وبين البروج هي عندما يكون الكوكب في -وجهه المناسب- عندما ينظر الكوكب للنيرين بنفس المناظرة التي ينظر بها برجه إلى برجي النيرين، فعلى سبيل المثال، عندما تكون الزهرة ناظرة بتسديس إلى النيرين على أساس أن تكون مغربية بالنسبة للشمس ومشرقية بالنسبة للقمر، على أساس ترتيب البروج، فيكونان في -عربتهما- أو -عرشهما- ومثل ذلك عندما يحصل أن يكون بينهما ألفة في طريقتين أو أكثر من الطرق والأماكن التي يتواجدان فيها، لذلك فان قواهما تزداد في التأثير عند التشابه والتعاون بسبب الطبيعة الأخوية التي يتمتع بها البرجان اللذان يتواجدان فيهما. ويقولون إن الكواكب -تفرح- عندما، حتى ولو لم يكن هالك ألفة بينها وبين البرج الذي تتواجد فيه، إذا اجتمعوا بكواكب من نفس نوبتهم: وفي هذه الحالة يظهر التعاطف بصورة اقل مباشرة. فهم يتشاركون، على أية حال، بالتشابه بنفس الطريقة، وعلى العكس، إذا وجدوا في مناطق غريبة  تنتمي إلى النوبة الأخرى، فأكثر قواهم سوف تتبخر، لأن المزاج الذي يظهر من اختلاف البروج ينتج طبيعة مختلفة وأكثر غرابة.   
      



      
   24- عن الاتصالات والانفصالات وغيرها من القوى:  

   على العموم، يقال للكواكب اللاحقة إنها تطبق -اتصالا- على الكواكب السابقة، والكواكب السابقة تطبق -انفصالا- عن الكواكب اللاحقة، هذا إذا كان الفرق بين الكواكب غير كبير، ويحصل هذا عندما يحصل اقتران أو مناظرة بالجرم من المناظرات التقليدية، ما عدا الاتصال أو الانفصال الذي يحصل بين الأجرام السماوية بالعرض، لأن مسارهم المقبول لا يكون إلا على مدار البروج.   في حالة الاتصال والانفصال بالمناظرات، على أية حال، لا تحتاج إلى تدريب، لأن جميع الأشعة تسقط وتقترب من كل الجهات نحو نفس النقطة وهي مركز العالم.   وأخيرا ومن كل هذا، من السهل رؤية أن طبيعة الكواكب يجب أن تختبر حسب طبيعتها الذاتية وحسب طبيعة البروج التي تتواجد فيها، أو من طبيعة مناظراتها إلى الشمس أو إلى الأوتاد، بنفس الطريقة التي شرحناها. فيجب أن يرى أولا قوى الكواكب على حالة إنها مشرقية ومستقيمة في السير فتكون أقوى، أو مغربية راجعة في السير فتكون اضعف. وثانيا، أن يرى موقعها بالنسبة للأفق، فتكون أقوى إذا كانت في وسط السماء أو قريبة منه، أو إنها قريبة من الأفق الشرقي (الطالع) أو في البرج التالي له، فتكون قواها عالية إذا كانت في الشرق، واقل عندما تكون تحت الأرض ويكون لها اتصال مع وتد الشرق، فإذا لم يكن لها أي اتصال مع وتد الشرق فإنها تكون عاجزة تماما.


المقالة الثانية 


1-   المقدمة :
2-       
   فلنقل إننا قد وضحنا لغاية الآن وباختصار أهم  تفاصيل المواضيع التي نحتاجها في مسالة تحقيق التنبؤات الخاصة.  
   وألان لنضيف وبتسلسل مناسب الآليات التي نتعامل بها وبشكل مفصل مع هذه الأمور والتي تقع ضمن حدود الإمكان لهكذا نوع من التنبؤات، فنستعين حيثما أمكن بالوسائل الطبيعية للشرح.   
   وعلى ذلك فان التنبؤ بالوسائل الفلكية ينقسم إلى قسمين أساسين ومهمين، فالأول وهو عالمي أكثر، فيتعلق بكل الأجناس والبلدان والمدن والذي يسمى بالعام، والثاني وهو متخصص أكثر ويتعلق بالأفراد ويسمى  التنجيم الولادي .   
   ونعتقد انه من الأنسب أن نبدأ بمناقشة القسم الأول وهو العام لان أمور كهذه تتأثر وبشكل طبيعي بأسباب أقوى واهم من الأحداث الخاصة. وبما أن الطبيعة الضعيفة تخضع دائماً للأقوى، والأخص يندرج ضمن الأعم، فيكون من الضروري لأولئك الذين يهدفون للبحث حول الفرد أن يدركوا الاعتبارات العامة.   
   ومن جديد فانه بالنسبة للبحث العام نفسه، وهو القسم الذي يهتم بكل البلدان وبالمدن والأكثر من ذلك هو القسم الذي يتعامل بالأحداث الزمنية مثل الحروب المجاعات، الأوبئة، الهزات الأرضية، الفيضانات ونحو ذلك. 
   والقسم الآخر يتعامل مع الأمور العرضية والأقل مثل تغيرات الحرارة خلال السنة، وأنواع قوة العواصف والحرارة والرياح أو  يتعامل مع المحاصيل الجيدة والسيئة وهكذا، لكل من هذه الحالات ومن المنطقي فان التعامل من خلال كل البلدان والأحداث الأهم هو المفضل وللسبب المذكور آنفاً.  
   وفي توضيح هاتين المسألتين، فان معرفة بروج دائرة البروج ونجوم الأقاليم لابد من أن يأخذ بنظر الاعتبار.   
   وكذلك أهمية الأجرام السماوية في مناطقها المناسبة في وقت محدد، يوضح من خلال الاقتران والخسوف والكسوف للشمس والقمر، ومرور الكواكب عند الطالع وفي فترات سكونها. سنوضح السبب الطبيعي للأعراض السابقة الذكر وفي نفس ألوقت سنستطلع باختصار الخصائص الفيزيائية والأثيرية التي تمت ملاحظتها عموما لكل الأمم والتي لا تنفصل عن الخصائص والصفات الطبيعية للنجوم التي تتوافق معهم.
      
   2- مميزات سكان الأقاليم العامة:    

   إن تحديد المميزات الأممية في جانب منه يعتمد على خطوط العرض والزوايا من خلال مواقعها وصلاتها بدائرة البروج والشمس. ففيما نحن نقطن في واحدة من ألأرباع الشمالية فان الناس الذين يعيشون تحت خطوط العرض المتجهة إلى الجنوب أكثر وهي من خط الاستواء حتى مدار الجدي ( المدار الصيفي )، وبما أن الشمس هناك فوق رؤوسهم وهم محترقين بحرارتها، فان بشرتهم تكون سوداء وسميكة، وشعرهم شبيه بالصوف وذوي قامة قصيرة وبنية منكمشة، وهم بشوشين في طبعهم والعيش هناك على الأغلب بدائي ذلك أن الحرارة تخيم على بيوتهم باستمرار وبشكل عام ندعوهم بالإثيوبيين ( Ethiopians) وليسوا هم فقط على هذه الحال بل نلاحظ وبشكل مماثل طقسهم وحيواناتهم ونباتاتهم والتي تعطي انطباعاً واضحاً عن حالة الاحتراق بالشمس.    
   أما أولئك الذين يعيشون تحت خطوط العرض الشمالية، أولئك الذين يضعون دببة فوق رؤوسهم بما أنهم بعيدون من دائرة البروج وبعيدون عن الشمس لذا نجدهم باردين، لكن لأنهم يتمتعون بحصة أعلى من الرطوبة، فنراهم منتعشين غير مرهقين بالحرارة، وهم بيض البشرة، ذوي شعر سبط غير مجعد، طوال وبنيتهم قوية، طبعهم بارد نوعا ما، وهم أيضاً بدائيون في عاداتهم لان منازل سكانهم باردة دائماً.  
   إن الخاصية الشتوية لمناخهم، وحجم نباتاتهم ووحشية حيواناتهم تتفق مع هذه الصفات. وبشكل عام ندعوهم بـ (Scythions).    
   بالنسبة لسكان المنطقة الواقعة بين المدار الصيفي ومدار أصحاب الدببة، بما أن الشمس ليست مباشرةً فوق رؤوسهم ولا بعيدة جداً عند استواءها منتصف النهار، فهم يحظون بدرجة حرارةِ هواءٍ معتدلة، وبالتأكيد فهي تتنوع لكن لا نجد تغيرات عنيفة من الحرارة القاسية إلى البرودة الشديدة. فنراهم متوسطي اللون، وقامة معتدلة، وطبع معتدل، يعيشون معاً متقاربين ومتحضرين بعاداتهم، كما إننا نجد الذين يقطنون في الأماكن الأقرب إلى الجنوب أنهم أكثر ذكاء وإبداعاً، وخبرتهم أفضل في التنبؤ بالأشياء ذلك أن السمت (Zenith) قريب من دائرة البروج والكواكب التي تدور حولها، وبسبب هذه الحالة فان الناس يتميزون بروح نشطة، من آثارها الحصافة والبحث وهم مناسبين جداً لمتابعة العلوم خاصة الرياضيات، ونجد منهم المجموعة الشرقية التي تتميز بالذكورية وحيوية الروح والصراحة في كل الأمور، ومن المنطقي أن يعزى ذلك إلى أن الشرق يحظى بعضٍ من صفات طبيعة الشمس. لذا فان هذه المنطقة نهارية، مذكرة ويعتمدون على اليد اليمنى، وقد لوحظ انه حتى في حيواناتهم أن أعضاءها اليمنى هي الأكثر فاعلية وقوة. أما المجموعة الغربية فيميلون للأنوثة أكثر وهم ارق روحاً، كتومين وذلك لان منطقتهم قمرية، حيث يتلاشى القمر هناك ويتخذ شكله بعد الاقتران. ولهذا يعد إقليم ليلي، مؤنث وعلى عكس الشرقيين فهم أيسري اليد. 
   وألان فمن كل هذه المناطق العامة فان ظروفا معينة للصفات والعادات ستنشأ بشكل طبيعي فمثلاً في حالة المناخ ، حتى في المناطق التي تعد على إنها حارة، باردة أو  معتدلة بشكل عام، فان بعض المناطق المحلية أو  البلدان تتمتع بخصائص غريبة من إفراط أو  نقص بسبب موقعها، ارتفاعها، أو  انخفاضها، أو  مجاورتها وكذلك نجد أن الناس في بعضها يميلون لإجادة الفروسية لانبساط بلدانهم أو  في بعضها المتاخم للبحر يميلون لان يكونوا بحارة، وقد يميلون للتمدن لغنى تربة بلدانهم، وكذلك فمن الممكن اكتشاف خيرات خاصة في كل طالع ينتج من تناغمات الطبيعة لأقاليمهم الخاصة مع نجوم البروج. إن هذه الخيرات، أيضاً ممكن أن نجدها متوفرة بشكل عام، لكن ليس في كل فرد، وعليه لابد لنا مع التعامل مع الموضوع بشكل مختصر أي الذي يمكننا من الاستفادة منه لغرض التحقيقات الخاصة. 
      
3-   العلاقة بين البلدان والمثلثات والنجوم:  

   وألان فيما يخص المثلثات الأربعة التي تم تميزها سابقا أيضاً في دائرة البروج، فان المثلثة التي تتكون من الحمل والأسد والقوس هي شمال غربية ويحكمها المشتري بشكل رئيس بسبب الرياح الشمالية، لكن المريخ ينضم إلى المشتري في حكمه بسبب الرياح الجنوب غربية.

   والمثلثة المؤلفة من الثور والعذراء والجدي هي مثلثة جنوب شرقية، وتحكمها الزهرة بشكل رئيسي بسبب الرياح الجنوبية ولكن زحل يشاركها حكمها بسبب الرياح الشرقية.

   أما المثلثة المؤلفة من الجوزاء والميزان والدلو فهي مثلثة شمال شرقية ويحكمها بشكل رئيس زحل بسبب الرياح الشرقية ويشاركه حكمه المشتري بسبب الرياح الشمالية، أما المثلثة المؤلفة من السرطان والعقرب والحوت فهي جنوب غربية ويحكمها المريخ بشكل رئيسي بسبب الرياح الغربية والذي تشاركه الزهرة في حكمه كحاكم ثاني بسبب الرياح الجنوبية.
   وحيث أن الحال هي كذلك، كما أن عالمنا المسكون ينقسم إلى أربعة أرباع مساوية في عددها لعدد المثلثات، وتنقسم عرضياً ببحرنا من مضيق هرقل إلى خليج آضنة[1] في تركيا وسلسلة الجبال المحاذية للشرق وبهذا كله ينفصل جزءاه الجنوبي والشمالي. 
   وطولياً بواسطة الخليج العربي،  Acansea، بونتوس (The Pontus- منطقة تقع على الساحل الجنوبي للبحر الأسود) وبحيرة أزوف (Lake maeotis) فبهذا كله ينفصل الشرق عن الغرب. وهكذا تظهر أربع أرباع وهي تتوافق في مواقعها مع المثلثات، نجد الربع الأول يقع عند الجزء الشمال غربي من عالمنا المسكون وهو يحيط بالـ cetice gaul وندعوه باسم عام هو أوربا ويقابله الربع الجنوب الشرقي، ويشمل إثيوبيا. وهي الجزء الجنوبي من آسيا العظمى. وكذلك فالربع الشمال الشرقي من عالمنا وهو ذك الذي يتضمن سيثيا (Scythia- المنطقة إلى الشمال والشمال الشرقي من البحر الأسود) وهي كذلك الجزء الشمالي من آسيا العظمى، والربع الذي يقابله المتجه باتجاه الرياح الجنوب شرقية هو ربع إثيوبيا الغربية والذي ندعوه باصطلاح عام بـ ليبيا .
   وكذلك بالنسبة للأرباع الأنفة الذكر، فالأجزاء الموجودة قريباً من مركز عالمنا المسكون وضعت بأسلوب معاكس بالنسبة للأرباع المحيطة، كما أن الأخيرة مقارنة بالعالم ككل، فحيث إن الربع الأوروبي يقع في الغرب الشمالي من العالم، فالأجزاء حول المركز والتي تقترن مع الزوايا المقابلة نجد أنها تقع في الجنوب الغربي من  الربع والأمر ذاته بالنسبة للزوايا ألأخرى لذا فكل واحد منهم يتعلق بمثلثين يقعان مقابله، فالأجزاء ألأخرى في تناغم مع الميل العام للربع. فالأجزاء في المركز ( من العالم ) تتشارك في الصفات مع الميل المعاكس، وكذلك بالنسبة للنجوم التي تحكم مثلثاتها، ففي كل البيوت تحكم بمفردها لكن في الأجزاء حول المركز فهي من المجموعة ألأخرى، إلى جانب ذلك، عطارد فهو بين هذا وذاك، كما هو مشترك بيت القطاعين.
   وضمن هذا الترتيب، فالباقي من الربع الأول واعني به الربع الأوربي، والذي يقع في الشمال الغربي من عالمنا المسكون، يشابه المثلث الشمال غربي أي مثلث الحمل والأسد والقوس، وبالتأكيد فان من يسيطر عليه من بين أرباب المثلثات هما المشتري والمريخ occidental. وعندما نعبر عنه باصطلاح الدول فان هذه الأجزاء تتألف من بريطانيا، (Gaul –Transalpine منطقة تحدها جبال الألب ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وجبال البرانس والمحيط الأطلسي والراين أي ما هي ألان فرنسا وبلجيكا بالإضافة إلى أجزاء من ألمانيا وهولندا وسويسرا) ، مولدوفا (Bastarnia)،ايطاليا ، والمنطقة شمال ايطاليا من خليج جنوه إلى جبال الألب cisalpine)  )، والمنطقة الواقعة في جنوب شرق ايطاليا المطلة على البحر الادرياتيكي الشرق والبحر الأيوني إلى الجنوب الشرقي ومضيق أو ترانتو إلى الجنوب (Apulia)، صقلية (Sicily)، والمنطقة في وسط ايطاليا (Tyrrhenia)، celltica ,Gane,  واسبانيا . 
   وكما هو متوقع فان الصفة العامة لهذه الأمم، وبسبب سيطرة المثلث والنجوم التي تشترك في حكمه، هي الاستقلالية، حب الحرية، الولع بالجيوش، المثابرة، الولع بالحروب والقتال، والتمتع بصفة القيادة, الاهتمام بالنظافة، الاتصاف بالشهامة، لكنهم لا يمتلكون العاطفة الحارة تجاه المرأة وينظرون بازدراء لمباهج الحب كما إنهم يكتفون بالارتباط بالرجال ويرغبون بذلك أكثر وما ذلك إلا بسبب الزاوية الغربية للمشتري والمريخ والأكثر من ذلك بسبب أن الأجزاء الأولى من المثلث الأنف الذكر هي ذكورية والأجزاء الأخيرة مؤنثة. وهم لا ينظرون إلى هذا الأمر على انه انحطاط. كما إنهم لا يتحولون إلى حالة التخنث والرقة ذلك لان تربيتهم ليست فاسدة، لكنهم يحتفظون في ثنايا أرواحهم بالرجولة، والقدرة على المساعدة، والإيمان الخالص، حب الإنسانية، ولديهم قدرة على عمل الخير ومن هذه البلدان بريطانيا Transalpine Gaul ، - ألمانيا ومولدوفا Bastarnie)) حيث أنها أكثر شبهاً بصفات الحمل والمريخ ولذلك وعلى الأغلب، فان سكان هذه البلدان يمتازون بالقسوة والعناد والفظاظة لكن ايطاليا والمنطقة الواقعة في جنوب شرق ايطاليا المطلة على البحر الادرياتيكي الشرق والبحر الأيوني إلى الجنوب الشرقي ومضيق أو ترانتو إلى الجنوب (Apulia) والمنطقة شمال ايطاليا من خليج جنوه إلى جبال الألب cisalpine)  )، صقلية (Sicily)، فلهم صفات أكثر  شبهاً بصفات الأسد والشمس، فنجد هذه الشعوب تمتاز بالاستبداد و السيطرة، الكرم، والتعاون. أما المنطقة في وسط ايطاليا (Tyrrhenia)، celtica ، واسبانيا فهي بلدان تخضع القوس والمشتري، حيث نلحظ في شعوبها امتيازها بالاستقلال والبساطة وحب النظافة. 
   بالنسبة للأجزاء في الربع الذي يقع قرب مركز عالمنا المسكون، Thrace ،والمنطقة التي تقع شرق أوروبا وتشمل أجزاء من اليونان الحديثة وبلغاريا ويوغسلافيا  (macedanion )،والمنطقة الواقعة في الجزء الغربي من جزيرة البلقان (illyria)، والمنطقة الواقعة غرب اليونان ((Achaia،والجزر اليونانية Hells، وجزيرة كريت (Crete) وبالمثل جزيرة سيكلاديس في بحر ايجة ((Cycladey والمناطق الساحلية  من الأناضول (أسيا الصغرى (Asia Minor  ، وقبرص الواقعة في ملتقى ثلاث قارات)  (Cyprus والتي تقع في الجزء شرقي من الربع بأجمعه فلديها صفات مشتركة مع المثلث الجنوب غربي الثور والعذراء والجدي والحكام المشاركين وهم الزهرة ، وزحل وعطارد. وكنتيجة لذلك فان سكان هذه البلدان هم في حالة توافق وانسجام مع هذه الكواكب سواء كان بدنياً أو  روحياً كما نجدهم ذوي بنية منسجمة. وكذلك فهم يتمتعون بصفات القيادة والنبالة والاستقلال وذلك بسبب المريخ. وهم محبين للحرية والسيطرة على الذات والديمقراطية كما أنهم وضّاعين للقوانين وذلك لتأثير المشتري. كما أنهم يمتازون بحبالموسيقى والتعلم مولعين بالمنافسة والعيش النظيف لتأثير الزهرة. 
   ونجدهم كذلك اجتماعيون، ودودون مع الغرباء محبين للعدالة ومولعين بالآداب وذوي فصاحة مؤثرة وذلك لتأثير عطارد. وهم أيضاً مولعين بالألغاز بشكل خاص، وذلك بسبب زاوية الزهرة الغربية. 
   والآن لنأخذ جزءاً جزءاً، فتلك المجموعة التي تعيش في جزر كلاديز cycladey وعلى سواحل الأناضولAsia Miner و قبرص Cyprus نجد أن صفاتهم أكثر شبهاً بصفات الثور والزهرة ولهذا السبب وعلى العموم، يمتازون بالترف والنظافة والاعتناء بالجسم. أما سكان المنطقة الواقعة غرب اليونان Achaia ، والجزر اليونانية Hellas وجزيرة كريت crete فصافتهم تماثل صفات العذراء وعطارد ولذا فهم أكثر عقلانية مولعين بالتعلم ويطورون الروح بشكل أفضل من الجسد، وسكان مقدونيا Thracians, Macedonian  وسكان الجزء الغربي من البلقان llyrians صفاتهم تشابه صفات الجدي وزحل لذا فهم يمتازون بولع الاقتناء كما أنهم ليسوا في غاية الرقة ولا هم اجتماعين فيما يخص العلاقات الاجتماعية. 
   أما الربع الثاني والذي يحيط بالجزء الجنوبي من آسيا العظمى والأجزاء ألأخرى بضمنها الهند، Ariana , Gedrosa ,الأرض المقابلة تقريبا إلى المنطقة الحديثة من خراسان Parthia, بلاد فارس Persia ، المدينة الواقعة في جنوب غرب آسياMedia   ، بابل Babylonia, بلاد ما بين النهرين Mesopotamia ، بلاد آشور Assyria والتي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من عالمنا المسكون، فهي كما نفترض، تماثل المثلث الجنوبي شرقي وهو مثلث الثور والعذراء والجدي، والذي يحكمه كل من الزهرة وزحل في الزوايا الشرقية، لذا فقد نجد أن طبائع سكان هذا المثلث تتوافق مع الطبائع التي يحكمها هذين الحاكمين، وكذا فهم يبجلون نجم الزهرة تحت مسمى إلهة الخصب إيزيس (Isis) وزحل تحت مسمى اله النور مثراس هيليوس(Mithras Helios) واغلبهم يتكهنون بالأحداث المستقبلية، ونجد عندهم طقوس لتقديس الأعضاء التناسلية بسبب زوايا النجمين ألسابقي الذكر وهما بطبيعتهما توليديان، كما أنهم غيورون، شهوانيون، وينزعون إلى ملذات الحب كما إنهم بسبب تأثير الزهرة فهم يجيدون الرقص والقفز وعندهم ولع بالتزيين، وبسبب تأثير زحل فهم يحبون حياة الترف. 
   يعيشون علاقاتهم مع النساء بشكل معلن وليس سراً، وهذا بسبب زوايا الكوكبين الشرقية، لكنهم يقيمون علاقات كهذه مع الرجال، لذا فهم ينجبون أولادهم من أمهاتهم، كما إنهم يعبرون عن الاحترام بالانحناء حتى الصدر، بسبب الشروق الصباحي للكوكبين وبسبب صدارة القلب وهو القريب لقوة الشمس. أما الباقين فم مترفون بشكل عام ومتنعمين في ملبسهم وفي زينتهم وفي كل العادات التي تتعلق بالجسد وهذا بسبب الزهرة، وفيما يخص أرواحهم  ورغباتهم فهم حلماء نبلاء، مولعين بالحروب، وذلك بسبب موقع زحل الشرقي. والآن سنعدها جزءا فجزءاً، المقابلة تقريبا إلى المنطقة الحديثة من خراسان Parthia ،المدينة الواقعة في جنوب غرب آسيا Media و بلاد فارس Persia هي الأكثر شبهاً بالثور والزهرة حيث أن سكان هذه المناطق يرتدون ملابس مشغولة باليد والتي تغطي سائر الجسد عدا الصدر، وهم كرماء ويمتازون بالنظافة بشكل عام . أما بابل وبلاد ما بين النهرين و بلاد آشور فسكانها أشبه بالعذراء وعطارد لذا فان دراسة الرياضيات ومتابعة الكواكب الخمسة هي من مميزات سكانها. ونجد الهند Armani و Gedrosia هو الاسم القديم للمنطقة أن يقابل اليوم بلوشستان لها ارتباط مع الجدي وزحل لذا نراهم دميمين، قذرين، وهمجيين.
    أما الأجزاء المتبقية من الربع والمتموقعة حول مركز العالم المسكون وهي المنطقة الواقعة جنوبي شرقي فلسطين على الطريق بين مصر وفلسطين (Idumaea)، جوناء سوريا (المنطقة الجنوبية من سوريا Coelê Syria)، Judaca ، فينيقيا (شمال فلسطين Phoenicia)،Chaldaea، Orchinia،عسير واليمن (حالياً المنطقة الخصبة الواقعة في جنوب غرب وجنوب اليمن Arabia Felix)، والواقعة باتجاه شمال غرب الربع بأكمله، وعلى توافق مع المثلث الشمال غربي أي مثلث الحمل والأسد والقوس، بالإضافة إلى حكامه المتشاركين وهم المشتري والمريخ وعطارد، لذلك فان هذه الشعوب مقارنة بغيرها متفوقين في التجارة والمقايضة، يفتقرون إلى المبادئ، يتصفون بالدناءة والجبن والغدر والوضاعة، ومتقلبين (ذوي نزوات) بشكل عام، وعلة ذلك زوايا النجوم آنفة الذكر.  
   وفيما يخص هذه المناطق، فان سكان المنطقة الواقعة جنوبي شرقي فلسطين على الطريق بين مصر وفلسطين (Idumaea)، جوناء سوريا (المنطقة الجنوبية من سوريا Coelê Syria)، Judaca اقرب في صفاتهم للحمل والمريخ، لذلك فهم بشكل عام جريئين، ملحدين وماكرين. أما الفينيقيون وال Chaldaea، Orchinia فهم على صلة مع الأسد والشمس،لذلك نجدهم ابسط وأكثر لطفا ومولعين بالتنجيم. أما سكان عسير واليمن (حالياً المنطقة الخصبة الواقعة في جنوب غرب وجنوب اليمن Arabia Felix) فعلاقتهم مع القوس والمشتري وهو ما يعزى إليه خصوبة البلد   ويتناسب مع اسم البلد وتنوع توابله، وكذلك ظرف وكياسة السكان وانفتاحهم وترفهم في أمور معاشهم، التبادل التجاري وفي عملهم.  
   وفيما يخص الربع الثالث،والذي يتضمن الجزء الشمالي من آسيا العظمى، والأجزاء الأخرى المحيطة ب(Hyrcania)، أرمينيا، (Matiana)، (Bactriana)، (Casperia)، البلد الواقعة في شرق آسيا في الجزء الشمال الغربي من جمهورية الصين الشعبية في مقاطعة شينجيانغ (Serica)، (Sauromatica)، (Oxiana)، (Sogdiana)، والمناطق الشمال شرقية من العالم، فانه على توافق مع المثلث الشمال شرقي أي مثلث الجوزاء والميزان والدلو، وكما هو متوقع، فهو محكوم من قبل زحل والمشتري في زاوية شرقية. لذلك فان سكان هذه المناطق يعبدون المشتري وزحل ويتمتعون بثروات وفيرة بالإضافة إلى الذهب ويتصفون بالنظافة والعيش الرغيد، متعلمين وخبراء في أمور الدين، ويمتازون بالصلاح و الذهنية المنفتحة، تتسم روحهم بالنبل والشموخ، كارهين للشر وعطوفين وعلى استعداد للموت فداءً للصديق إن كانت القضية عادلة أو  مقدسة، وهم شرفاء وانقياء في علاقاتهم الجنسية ويبذخون في ملبسهم، ذوي صدر رحب ووجه منبسط. إن هذه الصفات تأتت لهم عن طريق زحل والمشتري في الزوايا الغربية.   
   ونرى من هذه الشعوب إن (Hyrcania)، أرمينيا، (Matiana) على توافق أكثر مع الجوزاء وعطارد وعليه يستفزون بسهولة ويميلون للوضاعة. أما القاطنين في   (Bactriana)، (Casperia)، البلد الواقعة في شرق آسيا في الجزء الشمال الغربي من جمهورية الصين الشعبية في مقاطعة شينجيانغ (Serica) فيتوافقون مع الميزان والزهرة، لذا نراهم أغنياء ومن أتباع عرائس الإلهام (بنات زيوس -  أساطير) كما أنهم أكثر ترفاً. أما مناطق (Sauromatica)، (Oxiana)، (Sogdiana) sogdiana (وادي نهر زرافشان) وتقع في عصرنا الحديث في أو زبكستان وطاجيكستان، فهي متوافقة مع الدلو وزحل، لذا فإن شعوبها اقل لطفاً، ويفتقرون للإبداع والخيال ويتصفون بالهمجية.
   الأجزاء المتبقية من هذا الربع والواقعة قريباً من مركز هذا العالم وهي (Bithynia)، (Phrygia)، (Colchica)، سوريا(Syria)، المنطقة من أرمينيا القديمة التي تقع في جنوب شرق تركيا الحديثة على الحدود مع سوريا (Commagenê)، السهول والمنطقة الجبلية في شرق الأناضول الوسطى (Cappadocia)، (Lydia)، (Lycia)، (Cilicia)، و (pamphylia المنطقة في جنوب آسيا الصغرى ، بين lycia وcilicia ، وتمتد من البحر الأبيض المتوسط إلىجبل الثور (مقاطعة انطاليا الحديثة اليومPamphylia)، وحيث أنها واقعة في جنوب غرب الربع، نجد أن لها علاقة إضافية مع المثلث الجنوب غربي أي مثلث السرطان والعقرب والحوت وحكام هذا المثلث وهم المريخ والزهرة وعطارد، لذا فان من يعيش في هذه البلدان عادة ما يعبدون الزهرة على إنها أم الآلهة ويسمونها بأسماء محلية عديدة، أما المريخ فيدعونه بأدونيس (Adonis)، والذي بدوره يسمى بتسميات أخرى، ويقيمون طقوس دينية خاصة والاحتفالات المصحوبة بالمراثي، وهم منحرفون إلى أقصى حد ووضيعين، متعبين، أنذال، وعادة ما نجدهم في إرساليات المرتزقة يسلبون الغنائم ويأخذون الأسرى، ويستعبدون مواطنيهم ويشتبكون في حروب مدمرة، وبسبب اقتران المريخ والزهرة في الشرق وحيث أن المريخ شرفه في الجدي، وهو برج في مثلثة الزهرة، والزهرة في الحوت وهو برج من مثلثة المريخ فيحدث أن تبدي نساءهم ودا كبيراً لأزواجهن، كما إنهن عطوفات،يتحملن مسؤولية بيوتهن، مجتهدات، متعاونات، وكدودات ومطيعات بكل معنى الكلمة. ومرة أخرى وبالتفصيل، فمن هذه الشعوب اؤلئك الذين يعيشون في (Bithynia)، (Phrygia)، (Colchica) وهم على توافق مع السرطان والقمر لذلك نجد أن رجالهم متروين ومذعنين، واغلب النساء رجوليات ومسيطرات وعدائيات كالأمازونيات[2] اللواتي كن يتحاشين إقامة علاقة مع الرجال، مولعات بالأسلحة، واللواتي كن ومنذ نعومة أظفارهن يقمن بتشويه صفاتهن الأنثوية وتحويلها إلى رجولية وذلك بقطع الثدي الأيمن لإغراض حربية ويكشفن هذه الأجزاء للعيان في جبهة المعركة ليكشفن عن افتقارهن للأنوثة بطبيعتهن، إن سبب ذلك هو الزاوية الشرقية والمذكرة للقمر. أما سكان سوريا(Syria)، والمنطقة من أرمينيا القديمة التي تقع في جنوب شرق تركيا الحديثة على الحدود مع سوريا (Commagenê)، والسهول والمنطقة الجبلية في شرق الأناضول الوسطى (Cappadocia)، فهم على توافق مع العقرب والمريخ لذا فهم أكثر غلظة ومحتالين ومخادعين وتجد من بينهم المجدين. أما سكان (Lydia هو تاريخي منطقة غربي آسيا الصغرى ، والمنسجمه مع تركيا 'دا الحديثة مقاطعات مانيسا وازمير.)، (Lycia)، (Cilicia)، و (Pamphylia)، فهم على صلة مع الحوت والمشتري، ولهذا فهم أكثر ثراءً و يعملون في التجارة كما إنهم اجتماعيون ومتحررون ويمكن الوثوق بهم في المعاهدات.
   أما الربع المتبقي والذي يتضمن ما يسمى بشكل عام بليبيا والأجزاء الأخرى تتضمن (Numidia)، قرطاجة (Carthage)، إفريقيا(Africa)، (Phazania)، (Nasamonities)، جيرمانيا (Garamantica)، موريتانيا (Mauritania)، (Gaetulia)، (Metagonitis) والمناطق الواقعة جنوب غرب العالم، فهي على صلة بالمثلث الجنوب غربي أي مثلث السرطان والعقرب والحوت، وعليه فهو محكوم بالمريخ والزهرة في زاوية غربية، وبسبب هذا الاقتران بين هذين الكوكبين فان سكان هذه المناطق يحكمون من قبل رجل وزوجته هما في الأصل أخوين،الرجل منهما يحكم الرجال والمرأة تحكم النساء، وتستمر عندهم الخلافة على هذا المنوال، وهم متأججي العاطفة ويحبون إقامة العلاقات مع النساء حتى أن بعض الزيجات تحدث بالعنف والاختطاف، وعادة ما يستمتع ملوكهم في أو ل مع العرائس، كما انه من الشائع عند البعض منهم أن تكون المرأة مشاعا للجميع، كما أنهم مولعين بتجميل أنفسهم والتزين بزينة النساء وما ذلك إلا لتأثير الزهرة، أما تأثير المريخ فيجعل متصفين بالرجولة روحاً، مؤذين، يمارسون السحر، محتالين، مخادعين، مستهترين. ومن هذه الشعوب سكان (Numidia)، قرطاجة (Carthage)، إفريقيا(Africa)، وهم أكثر توافقا مع مثلث السرطان والقمر، لذلك هم اجتماعيون ومنخرطون في التجارة، ويعيشون في رخاء. أما اؤلئك الذين يقطنون موريتانيا (Mauritania)، (Gaetulia)، (Metagonitis)، فهم على توافق مع مثلث العقرب والمريخ، وعلى هذا فهم شرسين، مولعين بالحروب، آكلي لحوم، متهورين للغاية، يستهينون بالحياة إلى حد انه لا يرحم احدهم الأخر. اؤلئك الذين يقطنون  (Phazania)، (Nasamonities)، جيرمانيا (Garamantica لمنطقة جغرافيه من الارض على الضفة الشرقية لنهر الراين (جوف جيرمانيا))، فهم على توافق مع الحوت والمشتري، لذلك هم متحررون وبسطاء، متحمسين للعمل، أذكياء، يتسمون بالنظافة الاستقلالية كقاعدة عامة، ويعبدون المشتري على انه آمون (Ammon)، الأجزاء المتبقية من الربع والواقعة قرب مركز العالم،وهي (Cyrenaica)، (Marmarica)،مصر(Egypt)، (Thebais هو المنطقة من مصر القديمة اقصى الجنوب من صعيد مصر ، من abydos إلىاسوان.)، الواحات(the Oasis)، (Troglodytica هو قديم من ميناء مصر على الساحل الغربي للبحر الأحمر.)، شبه الجزيرة العربية(Arabia)، (Azaniaازانيا هو الاسم الذي تم تطبيقه على اجزاء مختلفة من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى)، وإثيوبيا الوسطى (Middle Ethiopia)، المواجهة لشمال غرب الربع بأكمله، ولها بالإضافة لذلك علاقة بالمثلث الشمال شرقي وهو مثلث الجوزاء والميزان والدلو، ويكون على ذلك حكامه زحل والمشتري بالإضافة إلى عطارد، لذلك نجد من يعيش في هذه البلدان، والخاضعين لتأثير السيطرة للكواكب الخمسة في الغرب، يعبدون الآلهة ويتأثرون بالخرافات، يكرسون أنفسهم للطقوس الدينية وهم  مولعين بالمراثي، يدفنون موتاهم تحت الأرض بعيدا عن الأعين بسبب تأثير الزاوية الغربية للكواكب، ويمارسون جميع أنواع الأعراف، والعادات، والشعائر خدمة لجميع الآلهة، وعندما يكونون تحت السيطرة فيصبحون أكثر إذعانا وجبنا وعوزا وتحت طائلة المعاناة ، أما في محل القيادة فنجدهم شجعانا وذوي نفوس سامية متعددي الزوجات أو  الأزواج ومنغمسين في الشهوات، يتزوجون من أخواتهم، يتصف الرجل منهم بمقدرته على الإخصاب من اجل الايلاد والمرأة منهن علىالحمل بالرغم من أن أراضيهم قاحلة، بالإضافة إلى العديد من رجالهم معتلي الصحة وذوي شخصية متأنثة، حتى أن البعض منهم يحتقرون الأعضاء التناسلية بسبب تأثير الكواكب النحسة عند ضمها إلى الزهرة في الغرب، ومن هذه الشعوب سكان (Cyrenaica)، (Marmarica)، وخاصة في مصر السفلى(Lower Egypt)  فهم أكثر توافقا مع الجوزاء وعطارد، ولهذا فهم متفكرون وأذكياء وسطحيون في كل الأمور خاصة في بحثهم عن الحكمة والدين، كما إنهم سحرة ويمارسون المهن المبهمة والغامضة وبشكل عام فهم بارعون في الرياضيات. اؤلئك الذين يقطنون في (Thebais)، الواحات(the Oasis)، (Troglodytica)، فهم اقرب إلى الميزان والزهرة، فيتسمون بالعاطفة الجياشة وتملئهم الحيوية والنشاط ويعيشون في وفرة ورخاء.   
   أما سكان شبه الجزيرة العربية(Arabia)، (Azania)، وإثيوبيا الوسطى (Middle Ethiopia)، فهم على توافق مع الدلو وزحل، وهو السبب الذي يجعل منهم آكلي اللحوم واكلي سمك ، رحالة يعيشون حياة قاسية ووحشية.   
   وليكن هذا هو شرحنا المختصر فيما يخص علاقة الكواكب وبروج الدائرة بمختلف الأمم، وكذلك الخصائص العامة للأخيرة. وسنستعرض فيما يلي قائمة بالأمم المختلفة والبروج التي هي على علاقة معها استنادا إلى ما قد ذكرناه عنها قبل قليل: 
      
   الحمـــــل:
   الثــــــور:   
   الجـوزاء:  
   السرطان:   
   الأســــــد:   
   العــذراء: 
   الميــزان: 
   العقــرب:  
   القـــوس:  
   الجــــدي: 
   الدلــــــو:   
   الحـــوت:  
      
                      
      
      
   [1] هي خامس اكبر مدن تركيا تقع جنوب البلاد على جبال طوروس تبعد 50 كم عن البحر الأبيض المتوسط.  
   [2] الأمازونيات: الأمازونية امرأة من عرق خرافي زعمت الأساطير الإغريقية إنهن كن يقمن قرب البحر الأسود.  
      
   4- طريقة عمل التوقعات الدقيقة :

   بعد هذه المقدمة التوضيحية ستكون المهمة التالية هي التعامل وبشكل مختصر مع آلية التنبؤات، وستكون أو لها تلك التي تتعلق بالأحوال العامة للبلدان والمدن. إن طريقة هذا المطلب هي كالتالي: إن العامل الأول والأكثر فاعلية لهذه الأحداث يكمن في اقترانات الشمس والقمر في الكسوف والخسوف كما حركة النجوم في الوقت ذاته. وفيما يتعلق بالتنبؤ بحد ذاته، فأن جزأً منه يتعلق بالأقاليم حيث لابد أن نتنبأ بالبلدان أو  المدن التي ستتأثر بالكسوفات والخسوفات أو  بالحركات الدورية المهمة للكوكب، أي زحل والمشتري والمريخ حيثما حلت، َسيُعدَ حينئذ مؤثراً. وجزء آخر من التنبؤ وهو الذي يتعلق بالزمن حيث يتعين توقع وقت التنبؤات ومدتها. وجزءا آخر وهو الجزء الذي يتعلق بالشمولية، أي لابد لنا أن نفهم ما هي الأصناف التي ستشملها هذه النبوءة. وأخيراً الزاوية المخصوصة التي من خلالها سنحدد ما هو نوع الحدث نفسه.

   5 - تحديد البلدان المتأثرة:

   نحن ألان بصدد بحث الجزء الأول من المطلب، وهو الأقاليم، بالطريقة التالية: ففي الكسوف والخسوف للشمس والقمر عندما يحدثان، خاصة تلك التي تلاحظ بسهولة،  سنتحرى عن ذلك الجزء من دائرة البروج الذي ستحدث فيه وعن البلدان ذات العلاقة مع مثلثات هذه الأجزاء، وبأسلوب مماثل سنحدد أي من المدن يتوافق مع البرج الذي حدث فيه الكسوف أو  الخسوف وذلك إما  من خلال  طالعها أثناء وقوعهما ومواقع النيرين في الوقت عينه أو  من خلال تواجد الأرباب في منتصف السماء.   
   ومهما كانت البلدان والمدن التي سنكتشفها والتي توافق هذه الحالات فلابد لنا من افتراض وقوع نفس الحدث لها جميعا عند الحديث مجملا خاصة تلك ذات العلاقة الحقيقية مع البرج الشمسي للكسوف أو  الخسوف وفي برج الكسوف أو  الخسوف ذاته، ذلك انه وقع فوق كوكب الأرض وكان ملاحظاً. 
      
   6- وقت وقوع الأحداث المتنبأ بها:   

     المطلب الثاني وهو الذي يخص التسلسل الزمني، حيث يجب أن نتعلم أو قات الأحداث المعنية وطول ُمددها، وسنوضحه كما يلي؛ فبقدر ما يكون الكسوف أو  الخسوف الحاصلَين في نفس الوقت لا يكتملان في نفس عدد الساعات المعهود في كل مكانٍ وناحية، وحيث أن الكسوف الشمسي ليس متساوي في درجة الاحتجاب أو  طول المدة في كل ألاماكن، سنتكلم أو لا عن ساعة الكسوف أو  الخسوف في ألاماكن التي يطالها ذلك وعن الارتفاع الزاوي للقطب والمراكز كما هي عند الولادة؛ وثانياً عن عدد ساعات الاحتجاب التي يستغرقها كل منهما. فعندما نحدد هذه المعلومات ونتفحصها فسنجد انه في الكسوف الشمسي أن الحدث المتنبأ به سيستمر لعددٍ من السنين مسأو  لعدد ساعات الاحتجاب التي سجلناها؛ وان كان خسوفاً قمرياً فسيتمر الحدث المتنبأ به لأشهر مساوية بعددها لعدد ساعات الخسوف.    
    إن طبيعة بدايات الأحداث وشدتها يستدل عليها من موقع مكان الكسوف أو الخسوف بالنسبة للمراكز. فلو أن الكسوف أو  الخسوف وقع على الأفق الشرقي فهذا يشير إلى أن بداية الحدث المتنبأ به سيكون في الفترة الأولى من أربعة أشهر من وقت الكسوف أو  الخسوف وذروة الحدث ستكون في الثلث الأول من الزمن الكلي لمدته؛ وإن وقع في منتصف السماء فإن الحدث سيقع في الأربعة أشهر الثانية والثلث الأوسط ؛ وإن وقع على الأفق الغربي فإن الحدث المتنبأ به سيقع في الأربعة أشهر الثانية أي الثلث الأخير.   
   ونستدل على البدايات المحددة لفتور الحدث أو  اشتداده من التقابلات التي تحدث أثناء ذلك، إن كان الكسوف أو  الخسوف قد وقع  في مناطق مهمة أو  في مناطق لها زاوية مع نفس هذه المناطق المهمة، وكذلك من التحركات ألأخرى للكواكب، فإن كانت الكواكب التي تؤثر في الحدث المتنبأ به إما شارقة أو  غاربة أو  ثابتة أو  بازغة وكانت في ذات الوقت على نفس الزاوية  مع   البروج الداعمة للسبب (للعلة)، ذلك إن الكواكب عندما تكون مشرقة أو  ثابتة فإنها تبث الشدة في الأحداث، لكن عندما تكون غاربة وتحت مستوى أشعة الشمس أو  مقتربة من المساء فإنها ستعمل على التقليل من شدة الحدث. 
      
   7- الأصناف المشمولة بالتأثير:  

   والمطلب الثالث هو تصنيف الشمولية، حيث لابد من تحديد أي الأصناف ستتأثر بالحدث. ويمكننا تحديد ذلك من خلال طبيعة وهيئة البروج التي يصدف أن يحدث فيها الكسوف أو  الخسوف والتي تكون الأجرام السماوية فيها (الكواكب أو  النجوم الثابتة) حاكمة لكلٍ من برج الكسوف أو  الخسوف وللزاوية التي تسبق هذا الكسوف أو  الخسوف. ففيما يخص الكواكب وجدنا أن حكم هذه المناطق هو كالأتي: المنطقة ذات اكبر عدد من العلاقات مع كل من المناطق الأنفة الذكر وهي مناطق الكسوف أو  الخسوف ومناطق الزاوية التي تتبعها بفضل اقرب الاتصالات أو  والانفصالات التي يمكن ملاحظتها وبفضل تأثير الزوايا ذات العلاقة والأكثر من ذلك هو حكم البيوت والمثلثات والأرباب والحدود ومن ذلك كله فان الكوكب هو من سيكون صاحب التأثير الأقوى. 
   وفي كل الأحوال فان لم يصدف أن يكون نفس الكوكب ربا للكسوف أو  الخسوف أو  ربا  للزاوية فلابد لنا من أن نأخذ الاثنين معاً حيث سنجد اكبر عدد من الخصائص، كما ذكرنا سابقا، لأحدى المناطق حيث تكون الأولوية لرب الكسوف أو  الخسوف.   
   إن لم يصدف أن يكون الكوكب ذاته هو رب الكسوف أو  الخسوف أو  رب الزاوية، فلابد أن  نأخذ أكثر كوكبين حظيا بأكبر عدد من التآلفات، كما قد سبق، مع إحدى المناطق ومع اعتبار الأفضلية لرب الكسوف أو  الخسوف. وان وجدت عدة كواكب على أي منطقة فسنعطي الأولوية في التأثير للأقرب للزاوية، أو  للأهم، أو  للأكثر محاذاة ً للقطاع الشمسي.  
   أما في حالة النجوم الثابتة، فسنأخذ أو ل النجوم المضيئة والواضحة والتي تدل على الزاوية القادمة  عند الزمن الفعلي للكسوف أو  الخسوف وحسب الزوايا التسعة التي سبق أن عرفنا عنها في مصنفنا الأول، والنجم الذي ينتمي للمجموعة المرئية عند وقت الكسوف أو  الخسوف إذا كان في الطالع أو  على خط الاستواء مع الزاوية التي تلي موقع الكسوف أو  الخسوف.   
   وهكذا عندما نكون قد حددنا الكواكب المؤثرة في الحدث وأخذنا بنظر الاعتبار أجزاء البروج والتي حدث فيها الكسوف أو  الخسوف أو  وجد فيها الكوكب الرئيسي (المؤثر) فسنستطيع تحديد الأصناف المشمولة بتأثير الحدث.   
   إن التشكيلات النجمية ذات الهيئة البشرية وكذلك النجوم الثابتة تجعل من الحدث متعلقاً بالجنس البشري.وبالنسبة للبروج الأرضية، فان رباعية القدم تتعلق بالحيوانات رباعية القدم، والتي تكون  بهيئة الزواحف فيختص تأثيرها بالأفاعي وما شابهها، وكذلك الحال بالنسبة لتلك التي تكون بهيئة الحيوانات المفترسة والتي لها القابلية على مهاجمة الإنسان فتأثيرهـا يتعلق بنفس الفئة، أما التي بهيئة الحيوانات الأليفة فيتعلق تأثيرها بالحيوانات الداجنة والمفيدة  ذات المنفعة الاقتصادية،  وحسب هيئاتها المتعددة، مثل الخيول، الثيران، الخراف وما إلى ذلك. 
   ومرة أخرى البروج الأرضية، الشمالية منها، تشير إلى الهزات الأرضية، والجنوبية تشير إلى أمطار مفاجئة وغير متوقعة. 
   البروج التي تسيطر على مناطق معينة وتكون بهيئة مخلوقات مجنحة مثل العذراء والقوس وكوكبة الدجاجة أو كوكبة النسر الطائر وما إلى ذلك, فسيقع تأثيرها على المخلوقات المجنحة خاصة التي تستخدم في غذاء الإنسان. 
   وان كانت بهيئة كائنات سابحة فسينصب تأثيرها على الأسماك والحيوانات المائية ومن هذه التشكيلات المتعلقة بالبحر، نجد السرطان والجدي وتشكيلة الدولفين فإنها تؤثر على الكائنات البحرية والبحار و الأساطيل.   
   أما التشكيلات التي تتعلق بالأنهار مثل الدلو والحوت، فإنها تؤثر على الكائنات النهرية والتي تعيش في الينابيع.والنجوم في كوكبة برج السفينة (Argo) فهي تؤثر فيما شابه ذلك. وكذلك النجوم في البروج المعتدلة والبروج المنقلبة فلها تأثير على أحوال الطقس والفصول التي تقع في كل واحد من هذه البروج وبشكلٍ خاص فإنها تتعلق بالنمو والأشياء التي تنمو وتنبثق من الأرض، حيث إنها عند الاعتدال الربيعي تؤثر في البراعم والشتلات الجديدة  للنباتات الشُجيرية مثل العنب والتين وكل ما ينتج عن ذلك. وفي الانقلاب الصيفي فإنها تؤثر في جمع المحاصيل وخزنها، وفي مصر خاصة فإنها تؤثر في ارتفاع منسوب النيل.   
   أما بروج الانقلاب الخريفي فإنها تؤثر على البذار والمحاصيل العشبية المخزنة وهكذا، وفي بروج الانقلاب الشتوي فنها تؤثر في الخضراوات وأنواع الطيور والأسماك المنتشرة في هذا الفصل. الأمر الأخر هو أن البروج المعتدلة لها تأثير على الطقوس المقدسة وعبادة الآلهة، والبروج الانقلابية لها تأثير على تغيرات الجو وكذلك السلوكيات الأعراف السياسية. أما البروج الثابتة فتأثيراتها تقع على تأسيس وبناء البيوت وبالنسبة للبروج المجسدة (bicorporal) فتأثيرها يقع على الرجال والملوك. و بشكل مماثل تلك المجموعات النجمية القريبة من الشرق، وبالنسبة لوقت الكسوف أو  الخسوف فانه سيدل على ما يخص كل من المحاصيل، الشباب، والتأسيسات والكسوفات أو  الخسوفات التي تحدث قرب منتصف السماء فوق الأرض فهي تؤثر في الطقوس المقدسة، الملوك و منتصف العمر.  
   أما الكسوف أو  الخسوف الذي يقع قرب الغرب فهو يؤثر في تغيير التقاليد أو  العادات وكذلك مرحلة الشيخوخة وأولئك الذين يموتون.  
   وحول مسالة حجم الجزء المشمول من هذا الصنف بتأثير الحدث فالجواب يحدده نطاق الاحتجاب في كل من الكسوف أو  الخسوف وكذلك المواقع ذات الصلة بهما حيث إن نجوم هذه المواقع هي أيضاً ضالعة في التأثير، فلو كانت نجوم ذات الصلة بالكسوف غربية أو  أنها شرقية ولها ارتباط مع الخسوف، فإنها تؤثر على اقل مقدار وان كانت متضاربة فتأثيرها يقع على النصف، وان كانت ارتباط الكسوف مع نجوم شرقية أو الخسوف مع نجوم غربية فسيكون التأثير على الأغلبية.  
      
    8- طبيعة الحدث المتنبأ به:
      
   أما المطلب الرابع فيتعلق بطبيعة الحدث المتنبأ به، أي إذا كان حدثاً ذا تداعيات ايجابية أو  العكس، وأي نوع من التأثير هو في كلا الحالتين، انسجاما مع الخصائص المحددة للأجناس، ونستطيع أن ندرك ذلك من خلال طبيعة نشاط الكواكب التي تحكم المواقع المؤثرة ومن خلال تشكيلاتها إحداها مع الأخرى ومن خلال المواقع التي صادف أن تواجدت فيها. فالشمس والقمر هما المسؤولان عن الكواكب الأخرى كما لو أنهما كانا القائدين لها لأنهما المعنيان بالطاقة كلياً، وهما ما يجعل من الكوكب حاكما، والأكثر من ذلك هما سبب قوة أو  ضعف الكواكب الحاكمة. إن الملاحظة الدقيقة للنجوم الحاكمة هي التي ستدلنا على نوعية الحدث المتنبأ به.
    وسنبدأ مع ميزات القوى الفعالة، واحدة تلو الأخرى، وفي كل الأحوال لتكون مطالعة عامة وموجزة للتذكير وليكون واضحاً عندما نتكلم عن الطبائع للكواكب الخمسة، أي أن كل ما ينتج من هذه الطبائع معني بالأمر، سواء أكان الكوكب نفسه في وضعه الملائم أو  احد النجوم الثابتة أو  احد بروج الدائرة، اخذين بالاعتبار الطبيعة الملائمة له،كما لو أن الخصائص قد طبقت على الطبائع أو  الصفات ذاتها وليس على الكوكب. ولا بد أن لا ننسى انه في المُركبات لا بد أن نأخذ في الاعتبار تمازج كوكب مع آخر، بل، ما ينتج من تمازجهما مع غيرهما مما يشاطرهما نفس الطبيعة، سواء كانت نجوماً ثابتة أو  بروج، وذلك بفضل تآلفها مع الكواكب التي سبق ذكرها.    
   فزحل عندما ينفرد في تأثيره فهو بالتأكيد سيتسبب في التدمير بالبرودة وخاصة عندما يعنى الحدث بالإنسان، حينها سيسبب أمراض رئوية، سل، تدمير، تصدعات في القشرة الأرضية سببها الموائع، الروماتيزم، الحمى الرباعية، الملاريا، الإبعاد، الحرمان، السجن، الأسى، الخوف، الوفيات وخاصة بين كبار السن،كذلك فهو يشير إلى الحيوانات البكماء المفيدة للإنسان، فهو الذي يتسبب في ندرتها وكذلك يشير إلى الأمراض الجسدية المدمرة، لذا فان الذين يربون هذه الحيوانات يتأثرون بها ويهلكون إثر ذلك.  
   وفيما يخص الطقس،فيسبب البرد القارص، الإنجماد، الرطوبة، الأوبئة، فساد الهواء، تلبد الغيوم، الظلام، بالإضافة إلى العواصف الثلجية، وليس المفيدة منها بل المدمرة، والتي تساعد على ظهور الزواحف (الهوام) المؤذية للإنسان.   
   أما البحار والأنهار فيتسبب، بشكل عام، بتدمير الأساطيل، والرحلات الكارثية وندرة ونفوق السمك وخاصة المد والجزر الشديدين للبحار وسيول مياه الأنهار الشديدة وتلوثها.   
   وعند الحديث عن المحاصيل الأرضية، فان زحل يصيبها بالنقصان والندرة والتلف خاصة تلك التي تزرع لاستخدامات ضرورية، وذلك إما بواسطة الديدان أو الجراد أو الأمطار الغزيرة ونحو ذلك، وعن ذلك ينتج المجاعة والدمار للإنسان. 
      
   وعندما يحكم المشتري لوحده، فإنه حدث الزيادة بشكلٍ عام، وبشكلٍ خاص عندما يتعلق الحدث بالإنسان فيؤدي إلى الشهرة، الرفاهية، الرخاء، حلول السلام، والزيادة في ضروريات الحياة، الصحة الجسدية و النفسية، بالإضافة إلى المنح والعطايا من الملوك الذين بدورهم يحضون بامتداد ملكهم وبالعظمة والنبل عندما ينفرد المشتري في حكمه. 
   بالنسبة للحيوانات المفيدة للإنسان فيصيبها بالزيادة والوفرة أما تلك التي لا تنفعه فيصيبها بالنقصان والهلاك، كما انه يجعل من حالة الجو معتدلة وصحية، كما يكون كثير الرياح ورطب ومثالي لنمو المحاصيل الأرضية، ويحقق إبحاراً موفقا للأساطيل وارتفاع الأنهار لمستوى معتدل ووفرة المحاصيل ونحوه.     
      
   المريخ عندما يتصدى للحكم بمفرده، فهو يتسبب في الدمار عموماً والذي يسببه من خلال الجفاف وخاصة عندما يتعلق الحدث بالإنسان فيجلب الحروب والعصيان المدني والأسر والاسترقاق والانتفاضات الغضب والانتقام من الرؤساء، والموت المفاجئ الناشئ عن هذه الأسباب، والأكثر من ذلك فهو يسبب الحمى المتكررة وارتفاع ضغط الدم والموت السريع والعنيف خاصة لمن كان في مقتبل العمر وكذلك العنف والاعتداءات والفوضى والحرائق المتعمدة وجرائم القتل والسطو والقرصنة. 
   بالنسبة للجو فيتسبب بالطقس الحار والدافئ والرياح العنيفة والجو الذي يسبب أمراضاً وبائية والتلف بسبب البرق والأعاصير والجفاف.   
   أما تأثيره على البحار فيتسبب بتحطم السفن والأساطيل  بسبب الرياح المتغيرة أو  البرق وما شابه، انحسار المياه في الأنهار وجفاف الينابيع وتلوث مياه الشرب. وعند الإشارة إلى الاحتياجات الضرورية للإنسان التي تنتجها الأرض فيتلفها بسبب الجفاف نتيجة الجو الحار أو  بسبب الجراد أو  الرياح العاتية أو  إحراقها في مخازنها.  
      
   بالنسبة للزهرة إ ن أصبحت هي الحاكم المنفرد والمسيطر فتحدث بشكل عام تأثيرات مشابهة لتلك التي يحدثها المشتري مضافا لذلك خاصية جديدة الذات عندما يتعلق الحدث بالإنسان فهي تجلب الشهرة والشرف و السعادة والرخاء والزواج السعيد وكثرة النسل والاكتفاء في كل العلاقات المتبادلة والزيادة في الممتلكات ونمط منظم وناجح في الحياة واحترام القيم الجليلة. إن الزهرة هي السبب وراء الصحة البدنية الجيدة التحالف مع القادة وتزيد في رونق الحكام.  
   أما الرياح فتحيلها إلى الاعتدال واستقرار حالة الرطوبة كما تجعلها رياحاً منعشة و من الهواء نقياً، وتغدق في انهمار المياه التي تزيد الخصوبة وتجعل من إبحار الأساطيل موفقاً، ناجحاً ورابحاً وكذلك ارتفاع مناسيب مياه الأنهار. أما لحيوانات والمحاصيل المفيدة للإنسان فهي السبب الأبرز لغزارتها وجودة المنتجات والأرباح.   
      
   عطارد لو انه كان لحاكم فطبيعته، عند الحديث يشكل عام، ستكون مثل أي كوكب آخر يرتبط به، وعند الحديث بشكل خاص فانه يفوق غيره نشاطاً وعند التنبؤ بالأحداث التي تتعلق بالإنسان فيشير إلى الذكاء والنشاط الشديد والإبداع في كل حال لكنه أيضاً يتسبب في حالات السطو والسرقة و القرصنة والتهديد وزيادة على ذلك فهو يجعل من الرحلات البحرية غير موفقة عندما يرتبط بزاوية مع كوكبٍ نحسْ ، ويشيع أمراض الجفاف، حمى الملاريا المتكررة والسعال والسعال المصاحب بالبلغم والسل الرئوي .
   إن عطارد هو السبب في الأحداث التي تقع فيما يخص القوانين الدينية وعبادة الآلهة والدخل القومي وهو مسؤول عن تغيير العادات القوانين من وقت لآخر،انسجاماً مع الكوكب الذي يرتبط به في كل مناسبة وحدث.
   أما تأثيره على الجو، فبما انه شديد الجفاف والتقلب نظراً لقربه من الشمس وسرعة دورانه حولها فهو، بالخصوص، ميال إلى إنتاج رياح غير منتظمة وشديدة ومتغيرة وكما هو متوقع الرعد والأعاصير والتصدعات في القشرة الأرضية والزلازل والحرائق الناجمة عن ذلك وأحياناً واستنادا إلى ما سبق فهو قد يعني نفوق الحيوانات وهلاك النباتات المفيدة، وعند الغروب ينقص مياه الأنهار تدريجياً وعند الشروق يزيدها.
      
   وهكذا هي التأثيرات التي تنتجها الكواكب، كلٌ بذاتها وبحسب ما تمليه عليها طبيعتها الخاصة، وعند ارتباطها مرة مع هذا ومرة مع ذاك وبزوايا مختلفة وبتبادل البروج ووضعيتها مع الشمس، حيث تعاني الكواكب طبائع مشتركة لقواها فكل ينتج خاصية هي نتاج مزيج الطبائع المشتركة والتي تتصف بالتعقيد.  
   وبالطبع فإنها ستكون مهمة عسيرة بل مستحيلة لتحديد ما ينتج من كل مزيج بشكل مضبوط أو  إحصاء كل الزوايا لكل الأنواع. لكن من الممكن استيعاب ذلك والأسئلة المترتبة على ذلك فمن الأفضل تركها لمهارة وقدرة الرياضيين لتحديد الفروقات الدقيقة.  
   ومن الضروري إدراك ماهية العلاقة بين الكواكب التي تحكم عملية التنبؤ والبلدان أو  المدن التي يعنى بها التوقع.فلو كانت الكواكب الحاكمة سعيدة لها علاقة بالأشياء المتأثرة بها، وليست مغلوبة بكواكب أخرى من القطاع المقابل فستكون أقوى لإنتاج خيرات الطبيعة وحتى وان كانت لا علاقة لها بالأشياء المتأثرة بها أو  مغلوبة من كواكب القطاع المقابل فستكون اقل دعماً للطبيعة. لكن لو كانت ذات طبيعة منحوسة أو  مؤذية  وتحكم عملية التنبؤ فان كانت على صلة بالأشياء التي ستؤثر عليها أو  مسيطر عليها من قبل القطاع المقابل فيكون أذاها اقل. أما لو أنها لم تكن لا حاكمة للبلدان و لا مغلوبة بالكواكب ذات العلاقة بهذه البلدان فتنال هذه البلدان اشد ما في طبيعتها من قوى تدميرية.
   وفي كل الأحوال فان هؤلاء الناس هم الأكثر تأثراً بالأمراض التي تنتشر على مستوى عالمي حين يصدف أن يكونوا في نفس المواقع واقصد بذلك النيرين والزوايا مل تلك التي تهيئ سبب البلاء والتعاسة أي إن مكان الكسوف أو  الخسوف أو  المواقع المقابلة لها تماماً من هذه المواقع التي تكون الأخطر والأصعب تجاوزا هي التي تكون إما في نفس الدرجة للكسوف أو  الخسوف أو  في الدرجة المقابلة.

   9- ألوان الكسوف أو  الخسوف والمذنبات ونحو ذلك: 

   في عملية التنبؤ للحالات العامة فلابد أن نلاحظ الألوان في وقت الكسوف أو  لخسوف سواء كان للنيرين نفسيهما أو  للتشكيلات النجمية التي يصدف أن يحدثا بقربها.مثل القضبان (Rods) أو  الهالات (Halos) وما شابه. فلو أنها بدت سوداء أو  مكدرة وشاحبة اللون فإنها تشير إلى التأثيرات التي لها علاقة بطبيعة زحل، أما لو بدت بيضاء اللون فستشابه تأثيرات المشتري، وإن بدت محمرة اللون فان تأثيراتها ستماثل المريخ وتلك التي تميل إلى الاصفرار فستماثل الزهرة، وإن تعددت ألوانها فستكون مثل عطارد.  
   وإن كان اللون المميز قد ظهر بشكل يغطي كل جسم النيرين أو  كل المنطقة المحيطة بهما فهذا يعني أن الحدث المتنبأ به ستتأثر به عظم البلدان.وإن كان اللون منحصراً في جزء معين فإنها ستؤثر  فقط في الجزء المقابل لهذه الظاهرة. 
   ولابد أن نلاحظ إضافة لذلك، من اجل التنبؤ بالأحداث العامة، المذنبات التي تظهر أما في وقت الكسوف (أو  الخسوف) أو  في أي وقتٍ آخر. فمثلاً، ما يسمى بالحزم (beams)، الأبواق (trumpets)، الجرار(Jars)، وما إلى ذلك. فهذه تنتج بالطبيعة التأثيرات الخاصة بالمريخ و عطارد، وهي الحروب والجو الحار وتخلخل الأوضاع وما يرافق ذلك. كما أنها تشير إلى المناطق التي ستعاني من المشاكل من خلال تلك الأجزاء من دائرة البروج التي تظهر فيها رؤوسها ومن خلال اتجاهات الأشكال التي تشير إليها نهايات ذيولها.
   أما التشكيلات التي تتخذها رؤوسها  فإنها تشير إلى نوع الحدث والفئة التي ستنالها المتاعب، أما المدة التي تستغرقا فيمكن من خلالها أن نتنبأ بمدة الحدث، ويمكن معرفة بداية هذه الأحداث من خلال موقعها بالنسبة للشمس، وبشكل عام فان ظهورها في الشرق فيدل على أن الأحداث ستقع بشكل متسارع وظهورها في الغرب يدل على أن الأحداث ستدنو بشكل بطيء.
   10 – القمر الجديد للسنة الجديدة:   
    الآن وبعد أن بينّا الطريقة التي يتم بها التنبؤ لعموم الدول والبلدان والمدن، ولا يبقى للذكر سوى الأمور ذات التفاصيل الأكبر، والإشارة إلى الأحداث التي تقع بشكل سنوي وتأثير الفصول عليها. وعند البحث في هذا الموضوع فإن مما يناسب المقام تعريف ما يسمى بالقمر الجديد للسنة. 
   إن القمر الجديد للسنة هو ذلك القمر الذي يتواجد عند بداية الدورة الشمسية في مدارها الدائري لكل دوراتها، وهو أمر يتضح بذاته. 
   وللتأكد، فانه لا يمكن فهم معنى نقطة البداية في الدائرة، وفي عرض عام، لكن من خلال الدائرة في وسط دائرة البروج يمكن اعتبار نقاط البداية الوحيدة محددة أما بخط الاستواء أو  المدارين وهما النقطتين على القبة السماوية حيث تتقاطع الدائرة الظاهرية لمسير الشمس بين البروج مع الدائرة الاستوائية السماوية أو النقطتين اللتين تكون عندهما الشمس في أطول بعد من الدائرة الاستوائية السماوية، وحتى حينها سيكون المرء في حيرة من أمره في تفضيل أي من هذه النقاط الأربعة.
   في الحقيقة فانه في الدائرة ولا واحدة من هذه النقاط ستكون المقصودة، هذا لو كانت هناك نقطة بداية واحدة، لكن الذين اضطلعوا بالكتابة حول هذه الأمور فقد استفادوا من كل واحدة من النقاط الأربع  وبطرق مختلفة مفترضين كل واحدة على إنها نقطة البدء.  
   وهذا ما قادتهم إليه جدالاتهم والخصائص الطبيعية لكل من النقاط الأربعة، إن هذا ليس بالأمر الغريب  فكل واحدة من هذه النقاط  لها ادعاء خاص بها لتكون أو  لتعتبر هي نقطة البدء والواقع الجديد، قد يتم تفضيل نقطة الاعتدال الربيعي ذلك أو لا: انه في هذا الوقت يبدأ النهار ليكون أطول من الليل ولأنه موسم الرطوبة، وهذا العنصر كما ذكرنا سابقا يكون فعالا بشكل كبير عند الولادات، أو  قد تم تفضيل نقطة الانقلاب الصيفي وذلك أن أطول نهار يحدث في هذه الفترة، وبالنسبة للمصريين فلأنها تدل على تدفق مياه النيل وشروق نجم الشعرى اليمانية في مجموعه الكلب الاكبر ، وهناك من يفضل نقطة الاعتدال الخريفي لان كل المحاصيل تكون  في هذه الحين قد حصدت ووضعت البداية الجيدة لبذر المحاصيل المستقبلية والبعض الذي يفضل الانقلاب الشتوي فلان بعد النقصان أو ل ما يبدأ النهار بازدياد طوله، وانه ليبدو أكثر مناسبا لي هو أن يتم تطبيق أو  استخدام النقاط الأربعة للبحث والتدقيق لمعرفة أي واحدة منها هي التي تؤثر بالسنة مع ملاحظة نقاط الاقتران والتقابل للشمس والقمر مع البدر الجديد والذي تقريبا يسبقهما، ومن بين هذا كله بالخصوص الاقترانات التي يحدث عندها الكسوف أو  الخسوف ، لذا فعندما تحدث نقطة البداية في الحمل فحينها يمكننا تخمين الوضع الذي سيكون عليه الربيع وعندما تكون في السرطان فنستطيع تخمين حال الصيف، وهكذا الحال عندما تكون نقطة البداية في الميزان في معرفة حال الخريف، وعندما تكون في الجدي، حال الشتاء.  
   وبالرغم من ذلك فان الشمس هي المسؤولة عن إيجاد الصفات العامة وأحوال الفصول والتي من خلالها، حتى ذلك الجاهل بعلم التنجيم  يستطيع الإخبار بالمستقبل.  
   إضافة لذلك فلابد أن نأخذ بالاعتبار الصفات الخاصة ببروج الدائرة للحصول على تنبؤات عن الرياح والطبائع العامة، وتنوع الدرجات من وقت لآخر توضحها الاقترانات التي تحدث في النقاط الآنفة الذكر وزوايا الكواكب معها، وبالخصوص من خلال الاقترانات والقمر الكامل عندما يقعان في البروج على اختلافها ومن خلال بدورة الكواكب، وهذا ما يمكن بالحث الشهري.  
   وبما انه من المناسب لهذا الغرض أن يتم تطبيق القوى الطبيعية الخاصة للبروج وتأثيرها في الأحوال السنوية، كما هي الحال للكواكب وقد شرحنا هذا الأمر فيما سبق، أي علاقة الكواكب والنجوم الثابتة مع الجو والرياح والفصول وسيبقى لنا الحديث طبائع البروج واحداً تلو الآخر، وجزءاً فجزء.
      
   11- طبائع البروج وتأثيراتها على الطقس: 

   إن برج الحمل، إجمالاً،  وحيث انه يشير إلى الاعتدال فهو يتميز بالرعد و البَرَد، وعند الحديث عنه جزءً تلو آخر من خلال تعدد درجاته وهذا مما يعزى إلى تأثيرات النجوم الثابتة والمعينة، فيتسم قسمه الأول بالمطر والرياح أما وسطه فبالاعتدال والأخير يتصف بكونه حاراً وضاراً.
   أما أجزاءه الجنوبية فتتميز بالحرارة وبكونها مدمرة أما الأجزاء الجنوبية فتتميز بالبرد الشديد والمثلج.   
      
   أما برج الثور، إجمالاً، فهو يشير إلى ارتفاع درجات الحرارة وعند تفصيله جزءً تلو آخر، فان جزءه الأول خاصة القريب من مجموعة نجوم بنات أطلس (Pleiades) فيدل على الهزات الأرضية و الرياح والضباب، الجزء الأوسط  فيتميز بالرطوبة والسيولة، أما الأخير قرب مجموعة نجوم القلاص (Hyades) فيتسم باتقاد الحرارة وبوفرة الرعد والبرق.  
   أما أجزاءه الشمالية فيميزها الاعتدال الجنوبية بعدم الثبات والانتظام.   
      
   برج الجوزاء، بالعموم، فيتميز باستقرار درجات الحرارة، أما تفصيل أجزاءه فالأول ممطر ومدمر، الأوسط بالاعتدال، والأخير مختلط وغير منتظم.   
   أجزاءه الشمالية عاصفة وتسبب الهزات الأرضية والجنوبية تشير إلى الجفاف والإحراق. 
      
   برج السرطان، عند الحديث عنه يشكل مجمل، فيتميز بجو مشمس ودافئ لكن جزءً فجزء، فالأول ومنطقة (Praesepe)  فهو خانق، يشير إلى الهزات الأرضية والضباب، الأوسط إلى الاعتدال، وجزءه الأخير عاصف.   
   الأجزاء الشمالية منه و الجنوبية فتتميز بالحرارة المتقدة والمحرقة.  
      
   برج الأسد، إجمالاً، حار خانق أما أجزاءه، فالأول خانق ومهلك، الثاني معتدل، والأخير ممطر ومدمر. الأجزاء الشمالية تتميز بعدم الاستقرار والإحراق أما الجنوبية فتمتاز بالرطوبة. 
      
   برج العذراء، إجمالاً، يتميز بالرطوبة ويدل على عواصف رعدية أما تفصيل أجزاءه فالأول يتميز نوعاً ما بالدفء والإهلاك، الأوسط بالاعتدال، والأخير مشبع بالرطوبة. الأجزاء الشمالية منه عاصفة والأجزاء الجنوبية معتدلة.
      
   برج الميزان، عموماً، يتميز بالتغير والتنوع، أما الحديث عن أجزاءه ، فالأول والأوسط معتدلان والأخير مشبع بالرطوبة. أجزاءه الشمالية عاصفة وأجزاءه الجنوبية رطبة ومدمرة.   
      
   برج العقرب، بالإجمال، يدل على الرعد والنار، وتفصيل أجزاءه، فالأول مثلج والثاني معتدل والأخير يسبب الهزات الأرضية. الأجزاء الشمالية تتسم بالحرارة والجنوبية بالرطوبة.   
      
   برج القوس، جملةً، فيتميز بأنه عاصف لكن تفصيله: فالجزء الأول منه رطب والثاني معتدل والأخير حارق. أجزاءه الشمالية عاصفة والجنوبية رطب ومتقلب.
      
   برج الجدي، عموماً، فهو رطب، أما تفصيل أجزاءه: فالأول يتميز بجو حار ومدمر أما الثاني فتدل والأخير فيدل على عواصف مطرية. الأجزاء الشمالية والجنوبية رطبة مدمرة.  
      
   يرج الدلو، ككل، بارد ومشبع بالرطوبة لكن تفصيل أجزاءه: الأو ل رطب والأو سط معتدل والأخير عاصف. الأجزاء الشمالية تشير إلى جو حار والجنوبية فتشير إلى تلبد الغيوم.
      
   برج الحوت، بالإجمال، هو بارد وعاصف، لكن بالتفصيل: فجزءه الأو ل معتدل والثاني رطب والأخير حار. أجزاءه الشمالية عاصفة، الجنوبية ممطرة.   
   12- البحث في الطقس بشكل مفصل:  
   بعد أن تم توضيح الحقائق كما في المقدمة السابقة، فان أسلوب التعامل مع الدلالات بالتفصيل يتضمن الخطوات التالية:  

   فالأسلوب الأو ل وهو الأكثر فهماً وعلى علاقة بالأرباع والذي يتطلب، كما قلنا سابقاً، ملاحظة الأقمار الجديدة أو  البدور والتي غالباً ما يحدث قبيل بروج الانقلاب والاعتدال، وكذلك ملاحظة درجة القمر الجديد أو  البدر الذي قد يقع على الخطوط التي يكون البحث عندها، ونرتب الزوايا كما في طوالع الولادات.
   سيكون من الضروري تحديد حاكم موقع القمر الجديد أو  البدر والزوايا التي تليه، بالأسلوب الذي بيناه سابقا في شرح الكسوف أو  الخسوف وبناء على ذلك سنحدد الحالة العامة من خلال طبيعة الأرباع الخاصة، وتحديد مسألة درجة الشدة ودرجة الفتور من طبيعة الكواكب الحاكمة وصفاتها ونوعية الطقس الذي تسببه.  

   الأسلوب الثاني لهذه العملية يستند بشكل أساسي على الشهر، هنا سيكون من الضرورة بمكان أن نحلل الأقمار الجديدة أو  البدور التي تولد في البروج بنفس الطريقة ناظرين فقط إلى القمر الجديد إذا تواجد قرب برج الاعتدال أو  برج الانقلاب السابق، ويجب أن نستفيد من الأقمار الجديدة التي ولدت في ابعد نقطة من الربع التالي، وفي حالة البدر نلاحظ البدور التي ولدت في ابعد نقطة من الربع التالي، وبشكل مماثل سيكون من الضروري ملاحظة الزوايا والحكام لكلا الموقعين،بالخصوص اقرب ظهور للكواكب و تقدمها ورجوعها والخصائص المعينة للكواكب ومواقعها، والرياح التي يسببها كلا من الكواكب نفسها ومن قبل أجزاء البروج التي تصدف أن تكون فيها، إضافة لذلك، لأي ريح يميل الخط الذي يقع عليه القمر من خلال انحراف الدائرة. ومن كل هذه الحقائق واستناداً إلى قانون السيادة يمكننا أن نتنبأ بالإجمال بحال الطقس والرياح لكل شهر.   

   الخطوة الثالثة هي الأكثر تفصيلاً فيما يخص الشدة والفتور. إن هذه الملاحظة مبنية على تشكيلة الشمس قبل، وأحيانا قد يكون بثلاثة أيام بعد، تقدم القمر المشابه لتقدم الشمس، وكذلك مبنية على زواياهم مع الكواكب، عندما تكون في كل موقع من هذا النوع، أو  إنها مثل غيرها، أي مثل التثليث أو  التسديس. ذلك انه، وانسجاما مع طبيعة هذه الزوايا يمكن إدراك ميزة التغيير الخاصة، بالتناغم مع العلاقات الطبيعية للكواكب المصاحبة وبروج الدائرة مع البيئة والرياح.   
   إن اشتداد هذه الصفات الخاصة يوما بعد آخر وفتورها يكون سببه بشكل رئيسي طلوع أكثر النجوم الثابتة لمعاناً وتلألؤاً وقوة في الصباح أو  المساء، عند الشروق أو  الغروب، بالنسبة للشمس. فالمعتاد أن هذه النجوم تلطف من الطبائع الخاصة لتتوافق مع طبيعتها هي. ولا يقل عن ذلك عندما يمر احد النيرين فوق إحدى الزوايا.   
   أما عند الحديث عن اشتداد الطقس أو  فتوره ساعة بعد ساعة، فهي تتنوع استجابة لمواقع مثل هذه النجوم، وبنفس الطريقة فان ارتفاع أو  انحسار المد يتجاوب مع حالة القمر، والتغيرات في الهواء (الجو) السائد تحدث خاصةً عند ظهور احد النيرين في الزوايا، وباتجاه تلك الرياح التي وجد ميل القمر متجها نحوها.   
   وفي كل الأحوال لابد من أن نستنتج استناداً على مبدأ أن السبب الكوني والأولي الكامن له الأسبقية والسبب وراء الأحداث الخاصة يليه، وان القوة تشتد وتتعزز عندما تتعاضد النجوم سيدة الطبائع الكونية في تشكيلة مع الأسباب الثانوية.   

   13- أهمية البروج المحيطة (الجوية): 

   إن ملاحظة البروج التي تُرى حول الشمس أو  القمر، أو  الكواكب ممكن أن تكون مفيدة في معرفة الدلالة أحداث معينة. فلابد لنا حينئذٍ أن نلاحظ الشمس عند الشروق لتحديد الطقس في النهار وملاحظتها عند الغروب لتحديد الطقس أثناء الليل، وكذلك الزوايا التي تشكلها الشمس مع القمر لتوقع أحوال الطقس لفترات أطول.  
   واستناداً، إلى افتراض، إن كل زاوية تتنبأ بالأحوال الجوية حتى الزاوية التالية، فعندما تكون الشمس عند شروقها أو  غروبها واضحة وصافية ومنتظمة ولا تشوبها الغيوم فهي تشير إلى جوٍ أو  طقسٍ صاف ومشمس و لطيف، لكن إذا كان قرصها مشوبا بألوان مختلفة أو  مائلا إلى الاحمرار أو  إن الأشعة إلي يرسلها ذات ل   
   ون بني محمر بشكل خارج من القرص أو  مرتد عليه، أو أن تظهر بقعة مشعة على احد جوانب الشمس وعادة ما تكون على شكل هالة أو  حلقة متوهجة أو  تشكيلات غيمية مصفرة كما لو كانت تبعث أشعة طويلة، فهي تشير إلى رياح عنيفة، والتي ستنشأ من الجهات أو  الزوايا التي تشير لها العلامات السابقة. أما لو كانت شاحبة أو غائمة أو داكنة أو قاتمة اللون عند الشروق أو الغروب وكانت صاحبة بالغيوم، أو رافقتها هالات من جانب واحد أو البقع المشعة التي اشرنا لها سابقاً، على جانبيها، وكانت ترسل أشعةً كامدة وغير متلألئة  فهي حينئذٍ تشير إلى عواصف وأمطار.
   أما القمر فلابد ملاحظته في دورته بثلاثة أيام قبل، أو ثلاثة بعد، من القمر الجديد أو البدر أو الأرباع، فعندما يظهر رفيع وصافٍ لا يحوطه شيء فهو يشير إلى جوٍ صاف، وان كان رفيعاً واحمر، وعتمة الجهة غير المضاءة بادية نوعاً ما معكرة فتشير إلى الرياح واتجاهها باتجاه ميله، وان شوهد شاحباً أو قاتماً وعريض فيشير إلى عواصف وأمطار.   
   ولابد أن ندقق في الهالات حول القمر، فان وجدنا واحدة وكانت صافية ومتلاشية بشكل تدريجي فإنها تشير إلى جو صحو، وان كان هناك اثنان أو ثلاثة فتشير إلى العواصف، أما إن كانت الهالات مصفرة أو مكسورة فكذلك ستشير إلى عواصف تصاحبها رياح قوية، وان كانت الهالات سميكة وضبابية فتدل على عواصف ثلجية وان أتسمت بالشحوب والعتمة وان كانت مكسورة فستكون العواصف ثلجية ورياحها قوبة وكلما زاد عددها كلما اشتدت العواصف.
   أما الهالات التي تحيط بالنجوم أي الكواكب والنجوم الثابتة المتلألئة فتشير إلى ما يلاءم لونها وما يلاءم طبيعة النيرين اللذان تحيط بهما.  
   أما النجوم الثابتة والمتجمعة والمتقاربة بعدد معين فلابد تدقيق ألوانها وضخامتها، فان بدت ساطعة وأضخم من المعتاد ومن الممكن أن تكون في جزء من السماء فستدل على الرياح التي ستهب من المناطق التي رأيناها فيها.
   أما العناقيد النجمية مثل (Praesepe) ونحو ذلك، في أي سماء صافية تظهر هذه العناقيد وكانت غير مرئية أو غير واضحة فستدل على انهمار المياه، أما إن كانت صافية وشديدة التلألؤ فتدل على رياح عنيفة، وكذلك كلما وجدنا المجموعة النجمية المسماة (Asses) على جانبي (Praesepe) فتلك إلى الشمال إن أصبحت غير مرئية فهذا يعني أن الرياح الشمالية ستهب، أما إذا كانت المجموعة الجنوبية منها غير واضحة فهذا يعني أن الرياح الجنوبية هي التي ستهب. 
   أما الظواهر التي تحدث من حين لآخر في السماء، فان المذنبات تدل على الجفاف والرياح، وكلما زاد عدد الأجزاء الموجودة في رؤوس المذنبات وكبر حجمها فان ذلك يدل على أن الرياح ستكون أقوى واشد. وبالنسبة للنيازك والشهب فان ظهرت من زاوية واحدة فتدل على أن الرياح ستهب من هذا الجانب. لكن إذا ظهرت من زاويتين متقابلتين فستكون الرياح مختلطة، وان ظهرت من الزوايا الأربع فستحدث عواصف من كل الأنواع بضمنها الرعد والبرق وما إلى ذلك.  
   أما السحب والغيوم التي تكون بهيئة الصوف المنكوش فأحيانا تشير إلى العواصف، أما قوس قزح الذي يظهر من حين لآخر فيدل على العواصف إن كان الجو صحوا وعلى الصحو إن كان الجو عاصفاً.   
   ولتلخيص الموضوع برمته، فان الظاهرة المرئية والواضحة والظاهرة بألوان معينة في السماء فبشكل عام تدل على نتائج مماثلة لتلك التي أحدثتها ، فبالشكل الذي قد تم شرحه مما سيق.
    ولنعتبر ما قد شرحناه للان وبوصف عام هو تعليل لمباحث الأسئلة العامة وسواء بالظواهر الأكثر كونية أو بالتفاصيل الخاصة.   
   وفيما يلي، وبأسلوب مناسب، سنوضح العملية التي يتم التنبؤ بها لفرع المواليد .
          

المقالة الثالثة
      
      
   3- تقسيمات أحكام المواليد: 
   بعد هذه المقدمة، يمكن لأي شخص إن يحاول إن يقسم هذه الصناعة سيجد إن جميع التوقعات الطبيعية والممكنة يتعلق بعضها بالأحداث السابقة للولادة والتي منها ما يخص الوالدين، وبعضها يتعامل التي تحصل قبل وبعد الولادة مثل عدد الأخوة والأخوات، والأخرى هي الحوادث التي تحصل عند وقت الولادة، وهو موضوع ليس بالسهل أو البسيط، وأخيرا الذي يتعلق بالحوادث التي تقع بعد الولادة، وبطبيعة الحال فهو موضوع أكثر تعقيدا من سابقه في التطوير النظري. ومن بين المواضيع المتعلقة بالولادة هي جنس الجنين، وعن التوائم الفردية والمتعددة، والمسوخ، والأطفال الذين لا ينمون وهكذا. أما الأمور المتعلقة بحوادث ما بعد الولادة فمنها مدة الحياة، لان حسابها لا يتعلق بالأطفال وهي ثابتة ولا يمكن تغييرها، ومنها شكل الجسم والأمراض والإصابات التي يمكن إن تصيب الجسم، وعن الفكر والنفس والأمراض والإصابات التي تصيب النفس، ثم ما يتعلق بالحظوظ السعيدة، أما ماديا أو معنويا، ومنها أيضا نوعية النشاط، ومنها ما يتعلق بالزواج وإنجاب الأطفال، وما يتعلق بالأصدقاء والشركات والمجموعات، ويتبعها ما يتعلق بالرحلات، وأخيرا ما يتعلق منها بطبيعة الموت، والتي هي لها علاقة بمدة الحياة، ولكنها وضعت في الأخير حفظا للترتيب. سوف نتكلم عن كل هذه الأمور باختصار، شارحين معها القوى الفاعلة للكواكب كما قلنا سابقا بالطريقة الحقيقية للبحث، وبما انه من غير المنطقي إن يضيع بعضهم وقته في أمور تافهة، ولذلك نحن سنرفضها حتى نعطي الأمور الطبيعية الأساسية حقها. وسنبحث فيما يسمح لنا به التوقع، وليس بالكثير من الكلام الغير منطقي، ولكن عن طريق ملاحظة مناظرات الكواكب مع ما يتصل معها، وبتعبير عام ستطبق على جميع الحالات، سنتجنب التكرار في مواضع خاصة في بحث التوقعات. 
   يجب إن نختبر في المقام الأول مواقع الكواكب على مدار البروج التي تتصل بسمت رأس المولود المطلوب عنه السؤال أي نقطة وسط السماء، إذا كان السؤال عن الأعمال، أو مكان الشمس للسؤال عن الأب، ثم نرى أي كوكب له أكثر الحظوظ على ذلك الموقع بالأساليب الخمسة المذكورة (البيت والشرف والمثلثة والحد والنظر)، فإذا كان هنالك كوكب واحد لديه كل هذه الحظوظ فسنعطيه الأفضلية للسلطة على تلك النقطة، وإذا كان هنالك كوكبان أو أكثر يتزعمونها فنأخذ الكوكب ذو المزاعمة الأكبر. بعد هذا لاستنتاج طبيعة التوقعات، يجب إن نأخذ بالاعتبار طبائع الكواكب المتزعمة وطبائع البروج التي يتواجدون فيها والأماكن التي توجد صلة معها. ولمعرفة مقدار الحدث يجب إن نختبر قوى تلك الكواكب وان وهل هي قوية في أماكنها أو بالعكس، وذلك لأنه بالنسبة إلى الكون، هي إن تكون الكواكب في حظوظها الأساسية وان تكون مشرقية وان تكون مستقيمة، وبالنسبة للوليد هي عندما تكون الكواكب في بروج الأوتاد أو البروج التي تليها خصوصا الأساسية منها وهي بروج الطالع ووسط السماء. أما ضعف الكواكب فيكون بالنسبة للكون إذا كانت في بروج لا صلة لها بها أو إذا كانت مغربيةأو راجعة، وبالنسبة للمواليد إن تكون زائلة عن الأوتاد. وبالنسبة لوقت الحدث المتوقع على العموم يجب إن نلاحظ إذا كانت الكواكب مشرقية أو مغربية بالنسبة للشمس أو لدرجة الطالع، وذلك إن الأرباع التي تسبقهما تعتبر مشرقية والأخرى مغربية. أيضا يجب إن نلاحظ إذا كانت الكواكب في بروج الأوتاد أو ما يليها، فإذا كانت مشرقية وفي الأوتاد فهذا يعني إنها أكثر تأثيرا في البداية، أما إذا كانت مغربية أو إنها في البروج التالية للأوتاد فيعني إن لديها بعض البطء في اتخاذ الفعل.
      
4-   عن الوالدين:
   
   إن النمط العام لهكذا نوع من المطالب، التي من المفروض إن نلتزم بها على الطريقة التالية. لذلك علينا إن نبتدئ بإتباع الخطوات التي ذكرناها، التي تتعلق بالأبوين وهي التي تأتي أولا. الآن الشمس وزحل مرتبطان بالطبيعة بشخص الأب، والقمر والزهرة مرتبطتان بالطبيعة بشخص الأم. ومن طبيعة مواقعهما بالنسبة لأحدهما الآخر وبالنسبة للكواكب يمكن إن نخمن أمور الوالدين. والآن إذا كان السؤال عن الحظ والغنى بالنسبة لهما يمكن معرفة ذلك من حال النيرين، فإذا كانا محاطين بالكواكب وكانت هذه الكواكب من نفس النوبة من نفس البروج أو البروج التي تليها، فهذه دلالة على إن وضعهما رائع خاصة إذا كانت كواكب الصباح قبل الشمس وكواكب المساء بعد القمر، لكن إذا كان زحل والزهرة مشرقيين وكانا في حظوظهما أو في الأوتاد، فهذا دليل واضح على السعادة، بالنظر إلى ما يناسب الأبوين. لكن  إذا كان النيران يسيران لوحدهما بدون رفيق، فهذا يدل على انحطاط وضع الأبوين وعدم شهرتهما، خصوصا إذا كان زحل والزهرة في أماكن غير مفضلة لهما. وإذا فرضنا إن النيران مصحوبين بكواكب هي ليس من نوبة كل منهما، كأن يشرق المريخ قريبا من الشمس أو يشرق زحل بعد القمر، أو إنهما مصحوبين بكواكب ليس لها حظوظ في أماكنها أو من غير النوبة، فهذا دليل على إن حالهم متوسط وان الأمور تتغير معهما في الحياة. وإذا كان سهم السعادة الذي سنعطي شرحا عنه، موافقا مع المولود الذي تكون كواكبه الجيدة مصاحبة للنيرين، فسوف يأخذ الطفل إرثا جيدا، لكن إذا كانت هنالك غير موافقة أو مقابلة، أو إذا لم توجد هنالك كواكب مرافقة للنيرين أو كانت الكواكب المرافقة نحسة فتكون ارث الوالدين غير مفيد أو حتى يكون مؤذيا.  
   أما بالنسبة لأعمار الوالدين بالطول أو القصر فنرى ذلك من أوضاع الكواكب الأخرى، فبالنسبة للوالد، إذا كانت هنالك أي مناظرة بين المشتري أو الزهرة نحو الشمس أو زحل، أو كان زحل نفسه في مناظرة جيدة مع الشمس، إن كانت قرانا أو تثليثا أو تسديسا، وكلاهما في قوتهما، فنستنتج إن عمر الوالد سيكون طويلا، فإذا كانا ضعيفين، فالدلالة ستختلف، برغم أنها لا تعني نهاية حياته. فإذا كانت المناظرات غير موجودة، فإذا كان المريخ ينظر للشمس أو زحل أو كان يشرق بالترافق معهما وكان زحل ينظر بالتربيع أو المقابلة إلى الشمس وكانا كلاهما زائلين عن الأوتاد فهذا ما يجعل الوالد ضعيفا، لكن إذا كانا على الأوتاد فيجعل حياتهما قصيرة أو يعرضهما للأذى، قصيري الحياة إذا كانا على وتد الطالع أو وسط السماء وتواليهما، ويتعرضان للأذى إذا كانا على وتد الغارب أو وتد الأرض أو تواليهما. بالنسبة للمريخ، إذا كانت الشمس في هذه الوضعية، يدمر الأب فجأة أو يسبب له الأذى لعينيه، وإذا كان زحل فيجعله يتعرض لخطر الموت أو يعرضه للحمى والارتجاف أو للأذى بسبب القطع أو الحرق. زحل نفسه إذا كان في مناظرة سيئة إلى الشمس يسبب الموت للأب بالأمراض والعاهات. 
   بالنسبة للأم، إذا كان المشتري ينظر إلى القمر والزهرةبأي مناظرة، أو إذا كانت الزهرة متفقة مع القمر، في اقتران أو تثليث أو تسديس وهما في قواهما فيعطي دليلا على طول عمر الأم. فإذا كان المريخ يشرق بعد الزهرة أو القمر أو كان يربعهما أو يقابلهما، أو كان زحل يفعل كل ذلك مع القمر، وهو ضعيف وزائل، فهذا يدل على المرض وسوء الحال للأم، وإذا كان قويا وفي وتد، فهذا يجعل الأم قصيرة العمر، لكن إذا كانا على الأوتاد فيجعل حياتها قصيرة أو يعرضها للأذى، قصيرة الحياة إذا كانا على وتد الطالع أو وسط السماء وتواليهما، وتتعرض للأذى إذا كانا على وتد الغارب أو وتد الأرض أو تواليهما. فإذا كان المريخ ينظر إلى القمر وهو في زيادة، فيسبب الموت المفاجئ للأم أو إصابتها في عينيها، ولكن إذا كان القمر في نقصان فيسبب لها التعرض للأذى أو الموت بسبب الإجهاض أو ما شابه أو الإصابة كالقطع أو الحرق. فإذا كان ناظرا للزهرة، فانه يسبب الموت بالحمى، أو بالأمراض الغامضة، أو بالتعرض إلى أمراض مفاجئة. إذا كان زحل ينظر للقمر وهو مشرقي فانه يسبب الموت بسبب الحمى والارتجاف، وإذا كان مغربيا بسبب تقرحات وسرطان الرحم.  
   ويجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أيضا أنواع الأمراض والحوادث والوفيات، عن طريق الصفات الخاصة للبروج التي يتواجد فيها الكواكب المسببة للمرض، والتي سنجد فيها حالات أكثر ملائمة للتعامل مع المولود نفسه، والتي يمكن ملاحظتها عن طريق الشمس والزهرة نهارا وزحل والقمر ليلا. 
   أما بالنسبة للباقي، في حالة المطالب الخاصة، فانه يكون من الملائم أن نعد كوكب الأب أو الأم كطالع لكل منهما وان نحسب أمور الهيئة كما انه لو كانت هيئتهما الولادية. وبإتباع إجراءات البحث للتصنيف العام، العملية والنظرية، سيكون الشرح كما التالي. انه هنا وفي كل مكان من المناسب أن نستدعي حالة المزج بين الكواكب، وإذا حدث إن الكواكب التي تحكم تلك المناطق المطلوب السؤال عنها ليست من نوع واحد إنما هي من أنواع مختلفة أو تكون لها نتائج معاكسة، فيجب أن نتوجه إلى الكوكب الذي له أكثر الشهادات من الطرق التي تحصل لتزيد القوة في حالات معينة، إلى الربوبية على الحدث المتوقع. ويمكن أن نوجه توقعنا حسب طبائع الكواكب، وإذا كانت هنالك كواكب لها القوة نفسها من الشهادات فيمكن أن نحصل على الحدث من مزج تأثيري الكوكبين كلاهما على أساس الطبيعة، ولكن إذا كانا منفصلين، فيمكن أن نعطي لكل منهما حوادثه بما يتفق مع طبيعته بالتناوب، مبتدئين بالأكثر قربا من المشرق ثم الأبعد عنه. بالنسبة للكوكب عليه أن يكون له صلة منذ البداية مع المكان المطلوب السؤال عنه، وعلى العموم، إذا لم تكن للكوكب أي صلة على المكان فانه لن يكون له تأثير عند وقت السؤال فعلى أية حال فالسيطرةالأساسية هي ليست الحالة أبدا لكن مسافة الكوكب المسيطر من الشمس أو من الأوتاد هي كذلك. 
      
   5- عن الإخوة والأخوات: 

   لقد شرحنا قبل قليل شرحا وافيا عما يتعلق بالأبوين، أما بالنسبة للأخوة، إذا كان السؤال عن الإخوة بالدم، فهو المستولي على درجة برج وسط السماء، وبرج مكان الأم، الزهرة بالنهار والقمر بالليل، لان هذه البرج هو برج الأم والذي يتبعه هو برج أبناء الأم، الذي سيكون نفسه برج الإخوة. إذا كانت السعود ناظرة إلى ذلك البرج أو الكوكب الذي يحكم هذا البرج فيعني أن عدد الإخوة كثير معتمدين على مواقع تلك الكواكب في البروج، ولكن إذا كانت النحوس ناظرة إلى كوكب الإخوة أو كانت تقابلها فهذا يدل على موت الإخوة خصوصا إذا كانت الشمس من بين الكواكب الناظرة. إذا كان نظر المقابلة على الأوتاد وخصوصا الطالع الموجود فيه زحل فيعني أن هذا هو أول من يولد وإذا كان المريخ فيعني أن عدد إخوته قليل لان بعض إخوته قد ماتوا، وإذا كانت الكواكب التي تدل على للإخوة في أماكن جيدة فيمكن القول أن الإخوان في حالة جيدة من الشهرة والمنصب، والعكس بالعكس فإذا كانت في أماكن رديئة فيدل على الوضاعة والتحقير. لكن إذا كانت هنالك نحوس تقارن أو تشرق مع كواكب الإخوان فيكونوا ذو أعمار قصيرة وهذا يتحدد بجنس الكوكب لتأثيره على جنس الإخوة. بجانب هذا، فان الكواكب الأبعد إلى المشرق تشير إلى المولودين مسبقا والى المغرب إلى المولودين لاحقا، فإذا كان كوكب الإخوة ينظر بايجابية إلى المستولي عليه فهذا يدل على أن الأخوين متحابان وإنهما سيعيشان فترة طويلة معا خصوصا إذا كانا ينظران إلى سهم السعادة لكن إذا كان الكوكبين في برجين غير متصلينأو كانا متقابلين فان هذا يدل على المشاحنات والبغضاء والحسد والغيرة. أخيرا إذا أراد احدهم أن يشغل نفسه بمطالب أخرى يمكنه أن يأخذ كوكب الإخوة ويحسبه كطالع ويعرف منه أحوال الإخوة كطالع الميلاد.   
      
      
   6- عن جنس المولود ذكر أم أنثى: 

   والآن بعد أن اطلعنا على موضوع الإخوة بطريق مقبول وطبيعي، تكون الخطوة التالية أن نبدأ النقاش حول الأمور المتعلقة بالولادة، وأول شيء يود معرفته هو جنس الجنين ذكر أم أنثى، وهذا كله يعتمد على النيرين والطالع وبعض الكواكب التي تحمل بعض الصلات بينهما، خصوصا ربوبيتهما على وقت الإخصاب، وأيضا على وقت الولادة، يجب أن ننظر إلى الحالة بأكملها، فإذا كانت النقاط الثلاثة تحكمها كواكب ذكرية فان المولود ذكر، وإذا كانت أنثوية فإنها أنثى. لكن مع هذا يجب التنبه ليس إلى أجناس الكواكب فقط بل إلى طبيعة البروج المتواجدة فيها كما شرحنا وجدولنا في المواضيع السابقة ومن موقعها بالنسبة للسماء فالكواكب الشرقية تتذكر والغربية تتأنث إضافة إلى علاقة هذه الكواكب مع الشمس فان الكواكب المشرقية تتذكر والمغربية تتأنث ومن هذه المعايير يمكن أن نعرف أي كوكب يحكم الهيئة لكي نعرف جنس المولود.[1]
      
   7- عن التوائم: 

   لكي نعرف إن كانت المرأة تحمل جنينين في بطنها نأخذ بحساب النيرين والطالع فإذا كانوا جميعهم في بروج متجسدة، وخصوصا إذا كانت الكواكب التي تستولي على مكانيهما في بروج مجسدة كذلك، أو كان بعضها في بروج متجسدة وكان الآخر مجتمعين في بروج فيها أكثر من كوكب، لكن إذا كانت الكواكب الحاكمة جميعها في بروج متجسدة وكانت الكواكب الأخرى مرتبة كذلك فهذا يعني أكثر من اثنين ويمكن التعرف على العدد من عدد الكواكب المجتمعة مع الدليل على الحمل بأكثر من اثنين، وعن الجنس كما اشرنا في الموضوع السابق. ولكن إذا لم يتضمن هذا التجمع للكواكب وتد الطالع مع النيرين، أو بالأحرى وسط السماء فسوف تنجب أمهاتهم توائم أيضا وربما أكثر، فمثلا 3 ذكور، كالملوك (كرونوس وزوس واريس) عندما يكون زحل والمشتري والمريخ في برج متجسد وينظرون إلى النيرين، أو 3 إناث، كالملكات (افروديت ودايانا ومينرفا) إذا اجتمع الزهرة والقمر وعطارد المؤنث، وذكرين وأنثى، كما في حالة التوأمين (كاستور وبولكس)، عند اجتماع المشتري وزحل والزهرة، وأنثيين وذكر، كما في حالة ديميتر (إلهة الحبوب) وكوريه (بيرسيفون زوجة هادس اله العالم السفلي)، عند اجتماع القمر والزهرة والمريخ. وفي هذه الحالات  يمكن أن يولد الأطفال ولهم مميزات جسدية غير مكتملة وعلامات فارقة وهذهالعلامات ربما تكون من طبيعة الكواكب الحاكمة. 
      
   8- عن المسوخ:  

   إن موضوع المسوخ ليس غريبا لأنه بالدرجة الأولى إذا كان النيران بعيدين عن الطالع ولا يوجد أي اتصال بينهما وبين الطالع وان النحوس قد انفصلت عن الأوتاد. عندما تحصل هذه الوضعية فهذا يعني شقاء ووضاعة أحوال المواليد ولو أنهم لم يولدوا ممسوخين، فلكي يتأكد من ذلك فلينظر إلى المستولي على آخر اجتماع أو استقبال سابق والى المستولي على محل النيرين، لذلك إذا كان موقع الطالع والقمر ساعة الولادة ليس لهما علاقة بالاجتماع السابق فإذن من المتوقع أن يكون الوليد من الصعب تصنيفه. والآن إذا كان النيران في مثل تلك الظروف يقعان في بروج ذوات الأربعة أو بروج حيوانية وكانت النحوس في الأوتاد فلن يكون الوليد منتميا إلى الجنس البشري، فإذا لم تكن السعود مستولية على موقع النيرين وكانت النحوس هي كذلك فسيكون الوليد متوحشا كالحيوان وذو طبيعة مؤذية. ولكن إذا استولت السعود عليه فسيكون لطيفا كالكلاب والقطط وما شابه. وإذا كان عطارد مستوليا فسيكون كالحيوانات التي يستخدمها الإنسان كالطيور والخنازير والجواميس والماعز وما شابه.   
   إذا كان النيران في بروج بشرية وكانت الكواكب كما سبق تستولي على مواقع النيرين فسيكون طبعا من الجنس البشري أو ممن يصنفون على ذلك ولكن بشكل ممسوخ على حد ما وذلك في تلك الحالة يمكن أن يصنف على أساس شكل البروج أو الأوتاد التي تنفصل النحوس بها من النيرين. فإذا لم تشهد السعود على أي من درجتي النيرين سيكون الوليد شاذا كليا وغريبا بمعنى الكلمة. ولكن إذا شهدت السعود على ذلك سيكون ذو مظهر جذاب ومحترم كالمخلوقات الخرافية. وإذا شهد عطارد على ذلك مع الكواكب الأخرى ربما يجعلهم شعراء يجنون الأموال، وإذا كان وحيدا جعلهم عميانا أو صما، أو ربما أذكياء أو ماكرين.  
       
   9- عن الأطفال الذين لا يعيشون طويلا:  
 
   ربما لأن أعداد الأطفال الذين لا ينمون لا يزال ضعيفا في الأمثلة التي تتعلق بأمور الولادة، فمن المناسب أن نراه بالطريقة التالية. لأنه متعلق بالسؤال عن مدة العمر، لان السؤال في كل حالة هو بنفس النوع، لكن بطريقة أخرى فالمطلبان مختلفين، لان هنالك اختلاف أكيد في المعنى الحقيقي للسؤال. لان السؤال عن مدة الحياة يعتبر أولئك الذين يكونون ذوي إدراك، أي ليس اقل من دورة واحدة للشمس، وهكذا مدة يمكن أن تحسب على إنها سنة واحدة، ولكنها بالحقيقة تكون بفترات اقل من هذه كالشهور والأيام والساعات، وهي مقاييس معروفة للزمن. لكن السؤال الذي يتعلق بالأولاد الذين لا ينمون أي الذين يموتون وهم صغار والذين لم يأخذوا الوقت الكافي لكي ينموا وذلك بسبب التأثيرات الشريرة. فلهذا السبب سيكون البحث عن أسباب ذلك معقدا ولكنه في بعض الأحيان ابسط،     
   وذلك عندما يكون احد النيرين على وتد وكان احد النحوس مقارنا معه أو مقابلا معه بدرجات متطابقة ولم يكن أي سعد ينظر إلى ذلك مناظرة جيدة وكان المستولي على النيرين نحسا أو يوجد مع النحوس، فلن يكبر هذا الوليد بل انه سيصل لنهايته عاجلا أم آجلا.   
    ولكن إذا كان القران أو المقابلة بدون أن تكون هنالك مطابقة في الدرجة بل أن النحس يتبع النير ببضع درجات، وإذا كانت النحوس قد أنحست مكان النيرين بإتباعها أو مقابلتها أو كان احد النحوس يؤثر على نير والآخر على الآخر (مثلا الشمس مع زحل في العقرب والمريخ في السنبلة يقابل القمر في الحوت). وبهذه الطريقة فان الأطفال لا يعيشون طويلا وذلك بسبب النحوسات التي تبدد أي أمل في أن يكون عمر الوليد طويلا.  
   أن المريخ ينحس الشمس بإتباعه إياها وزحل ينحس القمر كذلك، ولكن عند المقابلة فان زحل ينحس الشمس والمريخ ينحس القمر، وخصوصا إذا استولى النحس على موقعي النيرين أو الطالع (في المثال السابق المريخ يستولي بطلاقة على موضع النيرين).    
   ولكن إذا حصلت الولادة والنيرين في أوتاد مقابلين للنحوس فانه سيولد الرضيع ميتا أو نصف ميت. وفي مثل تلك الظروف إذا كان النيران ينفصلان من قران أو مناظرة مع السعود ومع ذلك فإنهم يطرحون الشعاع على مواقع انفصل منها النيران فهذا يدل على أن الوليد سيعيش بضعة شهور أو أيام وربما ساعات حسب عدد الدرجات المحصورة بين النير ومطرح شعاع النحس، بالتناسب مع مدى حجم النحس وقوة الكواكب التي تدل على القضية. ولكن إذا كانت شعاعات النحوس تقع قبل النيرين وكانت أشعة السعود تقع بعدها فهذا يدل على أن الوليد سيعيش.    
   ومرة أخرى، إذا استولت النحوس على السعود في مناظراتها مع الطالع، فيدل هذا على أن الوليد سيعيش في نحس وعوز، وإذا استولت السعود فانه سيعيش في كنف والدين آخرين، فإذا أشرق سعد أو كان ينظر إلى القمر وكان النحس غاربا فانه سيربى من قبل أبويه. ويمكن تطبيق طرق الحكم هذه في حالات الولادات المتعددة. لكن إذا كان هنالك كوكب مجتمع مع كواكب آخرين وكان ينظر إلى الطالع وكان غاربا فالولد سيولد نصف ميت أو كأنه كتلة لحم غير مكتملة.  
   وإذا كانت النحوس مستولية على ذلك فان الرضيع سيكون معرضا لهذا التأثير ولن ينجو. 
      
      
   10- عن مدة العمر:  

   أن اعتبار مدة الحياة تأخذ الأهمية الأولى في المطالب بالنسبة للأحداث التي تقع في الحياة لأن وكما يقول القدماء انه من السخيف أن تعطي توقعات لشخص لن يصل بعمره المحدد إلى زمن تلك التوقعات. أن هذا المبدأ ليس سهلا، إلا انه متعلق بالكواكب المستولية على النقاط المهمة. وهذه الطريقة ترضينا وهي متوافقة مع الطبيعة. وهي أيضا تعتمد على استنباط نقاط رؤوس البيوت الهيلاجية والكواكب المستولية على تلك الرؤوس. أو على استنباط النقاط أو النجوم القاطعة. وكل هذا يمكن استنتاجه من التالي:
   أولا علينا أن نحدد رؤوس البيوت الهيلاجية والكوكب الذي له الاستيلاء على درجة رأس البيت، ومنها درجات البيت الأول من 5 درجات فوق الأفق إلى 25 درجة تحته، التي تشرق متبعة درجة الطالع. وأيضا البيت الذي يطرح شعاع تسديسه الأيمن على الطالع، وهو بيت الملاك الصالح (البيت الحادي عشر)، والبيت الذي يطرح شعاع تربيعه الأيمن كذلك، وسط السماء (البيت العاشر)، والبيت الذي يطرح شعاع تثليثه الأيمن والمسمى بيت الرب (البيت التاسع)، وأخيرا البيت المقابل وهو الغارب (البيت السابع).
   ومن بين هذه البيوت كلها تفضل على أساس القوة والتأثير، وأولها بيت وسط السماء (العاشر)، ثم بيت المشرق (الطالع)، ثم البيت الذي يلي وسط السماء (الحادي عشر)، ثم بيت المغرب (السابع)، ثم البيت الذي يشرق قبل وسط السماء (التاسع).   
    أما بالنسبة للبيوت الواقعة تحت الأرض كما هو معقول أن تلغى من الحسبان إذا تواجد المستولي في احد البيوت التي مر ذكرها ما عدا البيوت التي ينظر إليها الطالع بشعاعه (البيوت الثالث والرابع والخامس).  
   أما بالنسبة للبيوت الواقعة فوق الأرض فانه من غير المناسب اعتبار البيت الذي لا يرتبط مع الطالع بمناظرة (البيت الثامن)، ولا البيت الذي يشرق قبله، والمسمى بيت الشيطان الشرير (البيت الثاني عشر)، وذلك لأنه يؤثر على النجوم الطالعة على ذلك البيت بسبب دخان الأرض الكثيف من رطوبتها تخلق نوعا من الضعف والتشويه وتجعل الكواكب والنجوم لا تظهر بصورة جيدة باللون والقدر.   
   بعد هذه كله يجب علينا أن نأخذ بنظر الاعتبار مناطق السلطة الأساسية وهي الشمس والقمر والطالع وسهم السعادة والكواكب التي تحكمها.  
   أن مقدار سهم السعادة يكون دائما المسافة بالدرجات بالنهار والليل من الشمس إلى القمر، والتي لها نفس المسافة من الطالع بتتابع البروج. لذلك، إذا كانت الشمس تنظر للطالع بأي مناظرة فان القمر ينظر لسهم السعادة بنفس المناظرة، لذلك يسمي بعضهم سهم السعادة ب-الطالع القمري-.
   في النهار، 
    يجب أن نعطي الأولوية للشمس إذا كانت في بروج هيلاجية،  
   فان لم تكن فننظر إلى القمر 
   وإذا لم يكن في موقع جيد بالنسبة للكواكب المستولية على موقعه، ننظر إلى الكوكب الأكثر حظوظا على درجة الشمس والطالع والاجتماع السابق للولادة بالحظوظ الخمسة المعروفة. تكفي 3 شهادات أو أكثر. وإذا لم يتحقق هذا فنستخدم درجة الطالع.   
      
   أما في الليل   
   فنعطي القمر الأولوية   
    ومن ثم الشمس. 
   ثم الكوكب الذي له الربوبية على القمر والاستقبال السابق للولادة وسهم السعادة،   
   فإذا كان الحدث قبل الولادة اجتماعا فنأخذ الطالع،   
   وان كان استقبالا فنأخذ سهم السعادة.    
   فإذا كان النيران أو صاحب النوبة في بيوت هيلاجية فنأخذ النير صاحب الموقع الأقوى، أو أن نأخذ الكوكب الذي يكون مستوليا على درجة النيرين فقط إذا كان كلاهما يقعان في مواقع السلطة العليا أو يحملان نفس الربوبية على كلا النوبتين.  
   هنا عندما يحدد الهيلاج، يجب أن نستعمل طريقتين أولهما تعتمد نظام ترتيب البروج المتوالية والتي تستخدم فقط في الحالة التي تسمى -مطارح الأشعة- وهي عندما يكون الهيلاج في الشرق أي بين الطالع ووسط السماء. علينا أن لا نستعمل فقط طريقة تتابع البروج التالية، بل علينا أيضا استعمال البروج السابقة بالطريقة المسماة -هوريمايا- عندما يكون الهيلاج مائلا عن وسط السماء.  
   لكي نبدأ القضية، أن الدرجات القاطعة التي تتبع تتالي البيوت هي درجة الأفق الغربي (درجة رأس البيت السابع وهي المقابلة لدرجة الطالع) لأنها تعني أن حاكم الحياة عندما يصل إليها سينتهي، وأيضا فان درجات الكواكب التي تنظر إلى الهيلاج فإنها تضيف أو تطرح سنوات من المجموع على الهيلاج. وهي لا تقطع لأنه لا تتحرك إلى الهيلاج بل أن الهيلاج هو الذي يتحرك إليها. فالكواكب السعيدة تضيف والنحسة تنقص. أما عطارد فانه يحسب على المجموعة التي ينظر إليها (أي إذا كان سعدا فانه يضيف والعكس صحيح). أما أعداد الزيادة والنقصان فإنها تحسب عن طريق الموقع بالدرجات لكل حالة. فبالنسبة لعدد السنوات فانه هو عدد ساعات اليوم لكل درجة، ساعات النهار إذا كان نهارا وساعات الليل إذا كان ليلا. فإذا كانت في المشرق فبالزيادة، وبالمغرب النقصان حتى تكون عند الغروب صفرا.  
   عند تسيير درجة الهيلاج بتتابع البروج التالية (التتابع الاعتيادي بتوالي البروج) فان مواقع النحسين يعتبر قاطعا أن كانا مجاسدة أو بشعاع التربيع والمقابلة، وأيضا فان البرج الذي يربع برج الهيلاج يكون قاطعا ، وأيضا إذا طرح شعاع التسديس على البروج طويلة المطالع التي تشرق ببطء تكون قاطعا. أو إذا طرح شعاع التثليث على البروج قصيرة المطالع التي تشرق بسرعة، وإذا كان القمر هيلاجا فان الشمس تكون قاطعة.
   في مثل هذه الحالة يكون مواقع الكواكب أما قاطعة أو مانحة. ولكن على أية حال يجب أن نعلم أن تلك الأماكن لا تقطع إلا إذا انتحست ويرتفع النحس إذا وقع القطع في حدود السعود أو كانت السعود تنظر إلى درجة القطع بأي مناظرة، وفي هذه الحالة بالنسبة للمشتري ليس أكثر من 120، والزهرة ليس أكثر من 80، وأيضا إذا تجاسد الهيلاج مع الكوكب وكانا بعيدين بالعرض. لذلك أيضا علينا أن نرى إذا كان هنالك تأثيرين احدهما مانح والآخر قاطع يجب أن ننظر أيهما أكثر قوة وتأثيرا بحسب الحظوظ التي هي للكواكب المانحة والقاطعة. وأيضا يجب أن لا نسمح لأي كوكب في التأثير إذا كان تحت الشعاع إلا إذا كان القمر هو الهيلاج لكي يكون موقع الشمس قاطعا فتكون النحوس مساعدة للقطع ولا تستطيع السعود أن تفعل شيئا. 
   على أية حال يمكن حساب عدد السنين من المسافة من بين الهيلاج والقاطع ولكن هذا لن يكون حسابه سهلا لان حسابه بالتقليد يتبع حساب أزمان مطالع الدرجات إلا إذا كان الطالع نفسه هو الهيلاج أو كان الهيلاج احد الكواكب المشرقة. توجد هنالك طريقة واحدة فقط يمكن استخدامها لمعرفة ذلك، وهو بحساب عدد الأزمان المستوية (الأزمان المستوية هي درجات المطالع المستقيمة لدائرة استواء السماء التي تشرق إحداها في فترة 4 دقائق تقريبا) التي انقضت للكوكب أو لمطرح شعاعه منذ أن كان في موقع الذي يسبقه عند الولادة، وذلك لان الأزمان المستوية تمر بالصورة نفسها بالنسبة للطالع ووسط السماء وتسمى ب -نسب المسافات الفلكية- (أي المطالع) ويحسب لكل زمان سنة شمسية واحدة. فإذا كان النقطتين قريبتين من الطالع فنأخذ الأزمان المستوية إلى درجة الالتقاء. وهي الأزمان المستوية التي يصل بها الكوكب القاطع إلى درجة الهيلاج. أي إلى درجة الطالع. ولكن إذا كان عند وسط السماء فنأخذ مطالع الفلك المستقيم الذي يقطع خط وسط السماء. وإذا كانت على الأفق الغربي، فنأخذ عدد الأزمان الغاربة أي نفس الأزمان التي تكون بمقابلة الأزمان الطالعة. ولكن إذاكان الهيلاج ليس في أي من هذه الأماكن الثلاثة أي انه يقع بينهما هنا لا يمكن الأخذ بالأزمان الطالعة أو الغاربة بل أن الحساب سيكون مختلفا. فلموقع ما يكون مشابها إذا كان بنفس المكان والاتجاه بالنسبة لخطي الأفق والزوال. وهذا غالبا ما يكون صحيحا بالنسبة للنقاط التي تقع على واحدة من أنصاف الدوائر التي ترسم من نقطتي تقاطع الأفق والزوال، كل منها على نفس الموقع  يبلغ حوالي ساعة زمانية (الساعة الزمانية هي سدس الفترة الزمنية التي يقضيها الكوكب من شروقه إلى زواله). وإذا كانت الدورة على تلك الأقواس المذكورة، فإنها ستصل نفس المكان بالنسبة لخطي الأفق والزوال، لذلك علينا أن نعطي الطريقة التالية. إذا كان الكوكب المتقدم يقع في الطالع أو وسط السماء أو الغارب أو أي محل آخر، فيجب أن تحسب عدد الأزمان المستوية التي تجلب الكوكب التالي إلى مكانه بالنسبة للطالع. بما إننا استخرجنا درجة وسط السماء ولدينا درجتي المتقدم والتالي (الهيلاج والقطع) ننظر أولا لدرجة المتقدم كم لها من الأزمان بعد أن انفصلت من الزوال، أي درجات المطالع بينها وبين وسط السماء، سواء كانت فوق أو تحت الأرض على الدائرة العظمى، ونقسمها على أزمانها اليومية (أي نصف قوس النهار أو الليل) لدرجة المتقدم، أزمان النهار إذا كانت فوق الأرض وأزمان الليل إذا كانت تحت الأرض. لكن بما أن مقاطع فلك البروج والتي لها ساعات متساوية متحركة من الزوال تقع على نفس أنصاف الدوائر، فمن الضروري أن نحسب عدد الأزمان التي تستغرق درجة التالي للوصول إلى وسط السماء بعد أن نضيف لها نفس أزمان درجة المتقدم، وعندما نحسب هذا، نعود لحساب عدد الساعات المستوية للفرق بين درجة التالي ووسط السماء، وذلك بنفس طريقة المطالع على الدائرة العظمى، وأين أصبحت بعد مرور نفس الساعات المستوية بالنسبة لدرجة المتقدم، ونضرب هذا في أزمان ساعات النهار لدرجة التالي إذا كانت فوق الأرض أو أزمان الليل إذا كانت تحتها، ونأخذ الفرق من النتيجتين فيظهر عدد السنين المفترض عليها السؤال. 
   لجعل الشرح السابق أكثر وضوحا، افترض أن درجة المتقدم تقع في أول الحمل، ودرجة التالي في أول الجوزاء، وعرض المنطقة هو التي يكون فيها أطول نهار 14 ساعة، وقيمة الساعة الزمانية لأول الجوزاء هو 17 زمانا (أي أن قوس نصف نهار أول الجوزاء هو 17 * 6 = 102 زمان) وافترض أن أول الحمل عند الطالع، وهذا يعني أن وسط السماء سيكون أول الجدي، ونفترض أن أول الجوزاء يبتعد عن وسط السماء (رأس الجدي) بحوالي 148 زمانا (الفرق بين رأسي الجدي والجوزاء بتوالي البروج يبلغ 32 + 30 +  28 + 28 + 30 = 148) وبما أن رأس الحمل يبعد 6 ساعات مستوية عن وسط السماء (أول الحمل يصل إلى وسط السماء بعد أول الجدي ب 6 ساعات)، نضرب هذا في 17 زمان وهو ساعة أول الجوزاء فيكون لدينا الناتج 102 زمانا. وهنا، بعد 46 زمانا (148 - 102 = 46) وهو الفرق فان درجة التالي ستصل إلى موقع درجة المتقدم. وهو بالحقيقة مساو إلى الأزمان التي يستغرقها شروق برجي الحمل والثور (20 + 26 = 46) بما أننا افترضنا أن الهيلاج هو الطالع.   
   وبنفس الطريقة إذا افترضنا أن أول الحمل عند وسط السماء فسيكون أول الجوزاء يبعد بحوالي 58 زمانا عن وسط السماء (28 + 30 = 58) إذن بما أن درجة التالي يجب أن تكون عند وسط السماء لذا يكون الفرق بين المسافتين 58 زمانا وهي الفترة التي يستغرقها الحمل والثور لعبور وسط السماء. 
   بنفس الطريقة لنفترض أن أول الحمل عند الغروب، فهذا يجعل أول السرطان عند وسط السماء. فيكون الجوزاء قد افترق عن وسط السماء بحوالي 32 زمانا. وبما أن أول الحمل يسبق وسط السماء ب 6 ساعات نحو الغروب، فإذا ضربنا هذا في 17 فيكون الناتج 102 زمانا وهو المسافة بين رأس الجوزاء من الزوال عندما يغرب. وبما انه كانت درجة المتقدم تبعد 32 زمانا عن وسط السماء فيدل على أن أول الجوزاء يحتاج إلى 70 زمانا (102 – 32 = 70) كي يصل إلى درجة الغروب وهي الفترة التي يحتاجها برجي الحمل والثور للغروب كما يحتاجها برجي الميزان والعقرب للشروق (34 + 36 = 70).   
   والآن لنفترض أن أول الحمل ليس على أي من الأوتاد لكنه متحرك على سبيل المثال 3 ساعات مستوية باتجاه البروج المتقدمة، أي أن وسط السماء هو الدرجة 18 من الثور. وهذا يعني أن أول الجوزاء يأتي على بعد 13 زمانا من وسط السماء فوق الأرض على توالي البروج ((28 + 30) – 3 * 15 = 13). فإذا ضربنا ال3 ساعات المستوية في 17 زمانا فسيكون أول الجوزاء بعيدا عن وسط السماء باتجاه البروج المتقدمة 51 زمانا (17 * 3 = 51) وسوف يكمل المسافة في 64 زمانا (51 + 13 = 64). لكنه يفعل ذلك في 46 زمانا إذا كان مشرقا، 58 زمانا إذا كان عند وسط السماء، 70 زمانا إذا كان غاربا. هنا أصبح عدد الأزمان مختلفا من الأخريات لكونه 64 زمانا ونلاحظ انه متناسب مع زيادة 3 ساعات لوجود فرق يبلغ 12 زمانا بين وسط السماء والغارب (70 – 58 = 12) عندما يكون الفرق ربعا واحدا (فترة الربع الواحد 6 ساعات مستوية) لكنه يكون 6 أزمنة عندما يكون الفرق 3 ساعات. لذلك يكون من الممكن استخدام هذه الطريقة بصورة ابسط، فإذا كانت درجة المتقدم طالعة فنحسب الموضوع على أساس أزمان المطالع إلى التالي. وإذا كانت على وسط السماء فيكون بأزمان مطالع الكرة العظمى (الفلك المستقيم). وإذا كانت غاربة فيكون بأزمان مغاربها. 
   ولكن إذا كانت بين ذلك، على ما قلنا في المثال السابق فنحسب قيم الأزمان لكل من الأوتاد المحيطة وسنجد بما أن أول الحمل قد غادر وسط السماء فوق الأرض وهو يقع بين وسط السماء ودرجة الغارب، فان الأزمان المعتبرة إلى أول الجوزاء كما حسبنا هي 58 في وسط السماء و 70 في الغارب. ثم نحسب كم ساعة مستوية انتقلت درجة المتقدم من وسط السماء إلى الغارب، ستكون نسبة إلى 6 ساعات مستوية للربع الواحد (نصف نهار أول الحمل يبلغ 6 ساعات)، فان كسر الفرق بين الزمانين سوف يضاف أو يؤخذ من الوتد الذي أقيمت عليه المقارنة. فعلى سبيل المثال أن الفرق بين 70 و 58 هو 12 زمانا وقد افترض أن المتقدم قد زال عن وسط السماء ب 3 ساعات مستوية وهو نصف 6 ساعات لذلك فنحن نأخذ نصف ال12 زمانا ليكون فرق المطالع 6 أزمنة فأما أن نضيفه إلى 58 أو نطرحه من 70 وسنجد الناتج كما هو 64 زمانا.  
   فإذا كان قد مر بساعتين مستويتين من أي من الأوتاد وهذا ما يساوي ثلث ال6 ساعات فسنأخذ ثلث ال12 زمانا وهي 4 أزمنة. فإذا كانت هاتين الساعتين زائلة من وسط السماء سوف يضاف الناتج إلى 58 وإذا كانت الساعتين متقدمة على الغارب فسوف يطرح الناتج من 70.   
   أن طريقة التحقق من عدد الفترات الزمانية بتلك الطريقة يجب أن يعمل به. بالنسبة للباقي، يجب أن نستخرج كل الحالات القاطعة كالغروب أو المناظرات خصوصا بالنسبة للبروج التي تشرق بسرعة فإنها تكون حرجة مؤذية وربما تكون نقطة تحول حسب ما يكون القران متنحسا أو جيدا بالطريقة التي شرحناها. فعندما يكون الموقع بنفس الوقت متنحسا وعبور الكواكب المتعلقة بتحاويل السنين تنحس المواقع الحاكمة، فذلك دليل على الموت المحتم. فإذا كان احدهما جيدا فهذا دليل على نكبة كبرى، فإذا كانا جيدين فهذا دليل على إصابة أو كارثة عابرة. ويمكن التحقق من هذا عن طريق العلاقة بين المولود والظروف المحيطة به. وفي بعض الأحيان انه من الشك أنه يمكن التغلب على القوى المدمرة فان حساباتنا لا تمنع القدر الماضي منه والمتوقع، فان الحوادث التي تقع وتوافق التوقعات المسبقة، يمكن استنتاجها من السؤال على ذلك كما ذكرنا سابقا.   
      
   11- عن هيئة الجسد والشكل والمزاج:  

   والآن بعد أن شرحنا الإجراءات المتبعة في تحديد عمر الشخص، سنقوم بشرح هيئة وشكل الجسد، مبتدئين بالشرح المفصل بالترتيب المناسب، بصورة تقترب من الطبيعية، والأجزاء الجسدية تركب حسب النفس، بالنسبة للجسد فهو مادي يحمل الصفات الخارجية للشخص منذ الولادة، بينما تكون النفس عن الصفات المكتسبة والممنوحة من الولادة بعد ذلك شيئا فشيئا، ومن ثم الصفات العرضية المكتسبة لاحقا عبر الحياة.
   يجب أن ننظر إلى الأفق الشرقي والى الكواكب التي فيه أو الكواكب التي تحكمه كما شرحنا مسبقا، وبالخصوص إلى القمر أيضا، إذ من خلالها تظهر القوة المشكلة من الدرجتين (درجة الطالع والقمر) ومن المستولين عليها ومن خلال الاختلاط بينهما، ومن خلال النجوم التي تشرق في نفس الوقت، منها يمكن التحقق من شكل الجسد، أن الكواكب المسيطرة لها القوة الأكثر تأثيرا في هذا المجال والصفات الخاصة لموقعها تساعد في ذلك.
   في هذا الترتيب المفصل، يمكن أن نرتب الموضوع بالشكل التالي: أولا، بالنسبة لكوكب زحل إذا كان طالعا (على القبة الشرقية) يجعل الشخص ذو جلد قاتم، غليظ، ذو شعر أسود، شعر مجعّد، مشعر الصدر، عيون متوسطة، قامة معتدلة، وذو طبيعة فيها إفراط في البرودة واليبوسة. فإذا كان غاربا (على القبة الغربية) يجعل الشخص ذو بشرة داكنة، رشيق، قصير، شعر مسترسل، مع شعر قليل على الجسد، بالأحرى خفيف، وذو عيون سوداء، أما المزاج فهو بارد يابس. 
   وإذا كان المشتري مستوليا على تلك الأماكن فعندما يكون مشرقا يجعل الشخص ذو بشرة بيضاء بشكل يجعلها بلون جيد، وشعر خفيف التجعد وعيون كبيرة، طويل، وذو شخصية آسرة، مزاجه يفرط في الحرارة والرطوبة. فإذا كان مغربا فيجعل الشخص ذو بشرة بيضاء لكن ليس كما سابقا ولكن بشكل ما مقبول، مع شعر خفيف وربما يكون ذو صلع في قمة الرأس، وذو قامة معتدلة: بالنسبة للمزاج فهو أكثر رطوبة.   
   أما المريخ فإذا كان مشرقا فانه يجعل الشخص ذو بشرة بيضاء مائلة للاحمرار، طويل وغليظ ذو عيون عسلية وشعر كثيف، مجعد قليلا، وفي المزاج يكون مفرطا في الدفء واليبوسة. وعندما يكون مغربا يجعل بشرته محمرة، ذو قامة معتدلة، وعيون صغيرة، مع قليل من الشعر على الجسد، مع شعر اصفر، أما المزاج فيفرط في اليبوسة.
   وللزهرة نفس التأثير كما للمشتري لكنها تجعل الشخص حسن المنظر، رشيق، ذو منظر نسائي أنثوي، ممتلئ، وترف. وهي أيضا تجعل العيون براقة وجميلة.
   وإذا كان عطارد مشرقا يجعل الشخص شاحبا، بطول معتدل، رشيق، عيون صغيرة، وشعر مجعد، أما المزاج فانه يفرط في الدفء. إذا كان مغربا يجعل بشرته باهتة ذات لون غير جيد، شعر مسترسل وبشرة برونزية، قصير ونحيل، عيون براقة مستعرضة، أما المزاج فهو مفرط في اليبوسة.   
   أما النيرين فإنهما يساعدان الكواكب الأخرى عندما ينظران إليها، الشمس تميل إلى تأثير أكثر كثافة وغلظة ، أما القمر، خصوصا عندما ينفصل عن الكواكب، يميل إلى تأثير أكثر نعومة وخفة، وتميل إلى الترطيب، ولكن في بعض الأحيان يكون تأثيره متناسبا مع وضعية استنارته، طبقا لنظام المزج الذي ذكر في بداية هذا الكتاب.
   وعموما، عندما تكون الكواكب في التشريق فإنها تجعل الجسد ضخما، وعند التوقف الأول، قوي وعضلي، وعندما تكون متراجعة، جسم غير متناسق، وعند التوقف الثاني، ضعيف، وعند التغريب يكون غير محترما لكن يقوى على احتمال الجهد والمشقة.  
   كما قلنا فان أماكنها لها أهمية في تشكيل الخواص والأمزجة الجسدية. فعلى العموم فان الربع الربيعي يجعل الأشخاص يجعل الأشخاص أكثر جمالية في البشرة والقوام والضخامة والعيون. ويكون ذو طبيعة حارة ورطبة. أما الربع الصيفي ينتج أشخاصا ذو بشرة جيدة وقامة معتدلة ذوي ضخامة وعيون كبيرة وشعر كثيف ومجعد وذوي طبيعة حارة وجافة. أما الربع الخريفي ينتج أشخاصا ذو قامة قصيرة وجسد نحيل ذوي شعر معتدل بالتجعد وعيون جيدة، وذوي طبيعة باردة جافة. أما الربع الشتوي فينتج أشخاصا ذوي بشرة داكنة وطول معتدل وشعر مسترسل مع شعر قليل على الجسد وذوي طبيعة باردة رطبة.
   وأيضا فان للمجموعات النجمية التي تقع داخل أو خارج منطقة البروج التي لها أشكالا بشرية تعطي للأجسام رشاقة وتناسق في الحركة وعلى أية حال فان هؤلاء تتغير صفاتهم بالتناسب مع ميزة كل مجموعة. وتجعل الأجزاء المتوافقة كما هي في المجموعة، اكبر أو اصغر، أقوى أو اضعف. أضخم أو انحف. فعلى سبيل المثال، بروج الأسد والسنبلة والقوس تجعل بعض الأجزاء كالقدمين اكبر، بينما بروج الحوت والسرطان والجدي تجعلها اصغر. وأيضا في حالة بروج الحمل والثور والأسد تجعل الأطراف الأمامية أو العليا أقوى وأضخم من الخلفية أو السفلية، بينما بالعكس بالنسبة لبروج العقرب والقوس والجوزاء فإنها تعطي النحافة للأطراف العليا والضخامة للأطراف السفلى. وأيضا بالنسبة لبروج السنبلة والميزان والقوس تجعل الأطراف أكثر تناسقا، بينما في بروج العقرب والحوت والثور تجعلها بصورة غير متناسقة. إذن ما بقي، انه من المناسب أن نلاحظ ونمزج كل هذه الأشياء ونصنع مزيجا للشخصية التي تنتج من ذلك المزيج، باعتبار الشكل ومزاج الجسد.
      
   12- عن أمراض الجسد:

   إن الموضوع التالي يتحدث عن الأمراض والإصابات التي تحدث للجسد وسنرفق هنا طريقة البحث بشكل مرتب. وهي كما يأتي. وبهذه الحالة ولتحصيل فهم اكبر،    
   فمن الضروري أن ننظر إلى وتدين من الأوتاد وهما الطالع والغارب، وخصوصا إلى الغارب والبيت الذي يسبقه (البيت السادس) الساقط عن نظر الطالع. 
   وعلينا أن نلاحظ المناظرات التي ينظر بها النحسان إلى الوتدين فإذا كان احدهما أو كلاهما ينظران بسلبية من قران أو تربيع أو مقابلة إليهما فنستنتج إن الطفل يولد وهو يعاني أمراضا وإصابات خصوصا إذا كان احد النيرين أو كلاهما يتواجدان في الأوتاد،  
   وبهذه الحالة ليس فقط عندما يشرق النحس بعد النيرين بل حتى لو أشرق قبلهما وكان في وتد فتكون له القوة في إحداث الأذى والمرض على طبيعة البرج الطالع والبرج الذي يتواجد فيه النحس.  
   وأيضا على طبيعة الكواكب الناحسة والمتنحسة والكواكب التي تنظر إليها.    
    بالنسبة للبروج التي تتواجد في المنطقة المتنحسة في الأفق فهي ستحدد جزء الجسم الذي سيكون الخطر عليه، وإذا ما كان ذلك الجزء سيعاني من الأمراض والإصابات أو كليهما، ومزاج الكواكب التي تسبب هذه الأنواع وأسباب الأحداث التي ستحصل.
    بالنسبة لأهم مواقع الجسم، 
   زحل يحكم الأذن اليمنى، الطحال، المثانة، البلغم، والعظام. المشتري يحكم اللمس، الرئة، الشرايين، والمني.  
   المريخ يحكم الأذن اليسرى، الكليتين، الأوردة، والخصى والمبايض. الشمس تحكم النظر، الدماغ، القلب، الأوتار والأربطة العضلية وكل الأجزاء الواقعة في الجهة اليمنى. الزهرة تحكم الشم، الكبد، والعضلات.    
   عطارد يحكم الكلام والتفكير، اللسان، الصفراء، والأرداف. 
   القمر يحكم التذوق والشرب، المعدة، البطن، الرحم، وكل الأجزاء الواقعة في الجهة اليسرى.   
   توجد قاعدة عامة تقول إن الإصابات تكون إذا كان هنالك نحس قوي عند الطالع والأمراض بالعكس تحدث الأمراض عندما يكون النحس في الغارب. هذا لأن الإصابة تحدث مرة واحدة ولا تحتمل ألما مستمرا، بينما يكون المرض يحمل على المريض آلاما مستمرة أو مفاجئة. 
   ولغرض تحصيل الوقائع والدلالات، يمكن ملاحظة بعض التأثيرات المعينة للأمراض أو الإصابات بصورة خاصة وذلك عن طريق بعض الحوادث التي ترافق مواقع الكواكب والنجوم، 
    فمثلا يحصل العمى في عين واحدة إذا كان القمر في الطالع أو الغارب، وكان ينظر إلى الشمس باجتماع أو استقبال أو غيره، ولكن يسلط شعاع نوره على احد عناقيد النجوم الموجودة في السماء كثريا الثور أو نثرة السرطان أو سديم سهم القوس أو لسعة العقرب أو منطقة عناقيد ضفيرة برنيسيس في الأسد أو سديم الدلو في الدالي،
    وأيضا إذا كان النحسان مشرقين بعد القمر الناقص في وتد أو قبل الشمس وكانا في وتد.   
    ولكن إذا كان لديهما مع النيرين قران أو مقابلة ككوكبي صباح مع الشمس أو كوكبي مساء مع القمر فيؤدي إلى العمى لكلا العينين. ويسبب المريخ العمى بسبب انفجار أو طعنة بآلة من حديد أو الحرق، وإذا كان عطارد ناظرا بسبب اللعب أو الرياضة أو بسبب هجوم جرمي. ويسبب زحل العمى عن طريق مرض العشو أو عن طريق البرد.   
   إذا كانت الزهرة موجودة في أوتاد الأفق وخصوصا في الغارب وكانت قد اقترنت بزحل أو ناظرته أو تبادلت البيت معه وقابلت المريخ فهذا يؤدي إلى عقم الرجال وان تكون النساء معرضات إلى فقدان الحمل، ولادات في سابق وقتها خصوصا في بروج السرطان والسنبلة والجدي.   
   وإذا كان القمر عند الشروق يتصل بالمريخ، وكان أيضا يتصل مع عطارد وكان المريخ فوق القمر أو في مقابلة، فان المولودين سيكونون مخصيين أو خنثويين لا أعضاء تناسلية لهم.  
   وإذا كان النيران والزهرة أصبحوا في بروج ذكرية، والقمر ناقص، وكانت النحوس قريبة منهم فان الذكور سيكونون محرومين من أعضائهم الجنسية أو يعانون من أذى فيها خصوصا إذا كان هذا في بيوت النحسين والشمس (الحمل والأسد والعقرب والجدي والدالي)، والإناث بدون أي ظواهر للأنوثة. وربما الذين لا يعانون من مشاكل الأعضاء الجنسية يعانون من مشاكل أخرى كصعوبة الكلام أو اللثغة أو الصعوبة في التلفظ إذا كان زحل أو عطارد يقارنان الشمس عند وتد، خصوصا الغارب عندما يكون عطارد غاربا وينظر إلى القمر. وإذا كان المريخ موجودا معهم يؤدي إلى ترخية صعوبة الكلام بالنسبة للسان. وأيضا إذا كان النيران كلاهما في مقابلة وكانت النحوس في الأوتاد والكواكب متجهة إليهما خصوصا إذا كان القمر في احد العقدتين أو في احد البروج المعرضة للأذى (الحمل، الثور، السرطان، العقرب، الجدي) تؤدي إلى التشوه في الجسم مثل الزوائد في الظهر، والالتواء، والكساح، والشلل، وتكون هذه التشوهات ولادية إذا كان النحس مقترنا مع النيرين ولكن إذا كان هنالك تقابل أو كان النحس في وسط السماء فتكون التشوهات بسبب حادث خطير مثل السقوط من مرتفع عال أو تهدم البيوت أو هجمات قطاع الطرق أو الوحوش. فإذا كان المريخ غالبا كان السبب بسبب النار أو الجروح أو الهجمات العنيفة أو السطو وإذا كان زحل كذلك فيكون من خلال هدم البيوت أو غرق السفن أو التشنجات. 
   وتحصل الإصابات عادة إذا كان القمر قريبا من احد رؤوس البروج المنقلبة، فإذا كان عند رأس الاعتدال الربيعي (الحمل) فتكون الإصابة بالجذام وكذلك بالنسبة لرأس الاعتدال الخريفي (الميزان)، وإذا كان قريبا لرأس المنقلب الصيفي (السرطان) فتكون الإصابة بالحزاز الجلدي، وإذا كان قريبا من رأس المنقلب الشتوي (الجدي) فالإصابة بالبقع الجلدية القاتمة وهكذا. وتكون الأمراض بنفس بهذه الوضعية إذا كان هنالك نحس ينظر إلى القمر لكن بالطريقة المعاكسة ككوكب صباح إذا نظر إلى القمر أو كوكب مساء إذا نظر إلى الشمس. 
   بالنسبة لزحل فانه يسبب البرد في البطن والزيادة في البلغم أو يسبب الروماتزم، الضعف العام والغيرة ويجعله متعرضا إلى أمراض الدوزنتري والسعال وأوجاع البطن والقولون والتضخم في عضو ما. وبالنسبة للنساء يسبب المشاكل في الرحم. وأما المريخ فانه يسبب بصق الدم، ويجعل الشخص مكتئبا ويضعف الرئة ويسبب الحكة في الجلد أو الإسقربوط وأيضا فانه يسبب لهم نوبات غضب بسبب النواسير والبواسير والأورام الخبيثة وقروح الحروق والقروح النامية. وهو يعرض النساء إلى الإسقاط أو الولادات المتكررة أو الأمراض الهدامة. وأيضا فهي تعطي خواص الأمراض بالموافقة مع الطبيعة المشروحة سابقا للكواكب التي لها مناظرة بتأثيرها على المناطق الموافقة لها من الجسم.   
   يساعد عطارد على إطالة التأثير السيء للمرض عندما يسانده زحل يؤديان إلى البرد والى نوبات الروماتزم وتجمع المياه خصوصا قريبا من الصدر، الحنجرة والمعدة. وإذا سانده المريخ فيسبب الجفاف كما في حالة التقرحات والدمامل والالتهابات الجلدية واللخن وتشققات الجلد ، القيء الأسود، الحماقة، وما أشبه.  
   يمكن استنتاج بعض الأنواع المعينة من الأمراض وذلك عن طريق تغير البروج الواقعة على الوتدين الأفقيين. فبالنسبة لبروج السرطان والجدي والحوت، أو على العموم البروج الأرضية والسمكية، تسبب أمراض التقرحات الآكلة، اللخن، تقشر الجلد، تضخم الغدد اللمفاوية، والتضخم وما أشبه. بالنسبة لبرجي الجوزاء والقوس مسؤولان عن نوبات الصرع، وعندما تكون الكواكب في الدرجات الأخيرة من البروج فإنها تسبب الأمراض والإصابات خصوصا في الأطراف، عن طريق الآفات والروماتزم والتضخم خاصة في أطراف الأيدي والأقدام.    
   إذا لم يكن هنالك سعد ينظر إلى النحس ليزيل عنه الأذى أو إلى النيرين، فيكون المرض مؤلما وغير قابلا للشفاء. ولكن إذا كانت السعود قوية واستطاعة التغلب على النحوس التي تسبب الأذى، فتكون الإصابات غير قوية ولا تسبب الأذى والأمراض تكون معتدلة ويمكن شفاءها، هذا إذا كانت السعود طالعة. بالنسبة للمشتري يدل على إن الإصابات يمكن معالجتها عن طريق الإنسان والأمراض يخف ألمها. وإذا رافقه عطارد فيكون الشفاء عن طريق الدواء بأيدي طبيب ماهر. وإذا رافقته الزهرة يكون الشفاء عن طريق الدعاء والتقرب للآلهة وعن طريق كاهن يمكنه إزالة المرض بطريقة الشفاء المقدس، وإذا كان زحل موجودا فيكون الشفاء مترافقا مع كشف المرض والاعتراف به وهكذا، ولكن إذا كان عطارد مقترنا مع الزهرة فيكون الشفاء من خلال التصرف الصحيح مع المرض نفسه من قبل المصابين بهذه الأمراض.
      
   13- عن طبيعة النفس:

   بالنسبة لأنواع النفس (الصفات الشخصية) التي تتعلق بالمنطق والعقل يمكن فهمها عن طريق أوضاع كوكب عطارد في أوضاع خاصة، والأمور التي تتعلق بالأحاسيس والمشاعر الغير منطقية يمكن استنتاجها عن طريق احد النيرين وبالخصوص القمر عن طريق وضعه وأوضاع الكواكب التي ينفصل منها والتي يتصل بها. ولكن بما إن تغيرات حالات النفس كثيرة وكبيرة، وهي تقف على سبب أننا لا يمكن أن نشرح هكذا بحث بطريقة بسيطة، ولكن عن طريق مراقبات معقدة. وبالفعل فان الاختلافات بين البروج التي تتضمن عطارد والقمر أو الكواكب التي تستولي عليهما يمكن أن توضح أكثر صفات النفس وأيضا فان المناظرات الموجودة من الكواكب المتعلقة بهذه النوعية من النفس إلى الشمس، وأيضا الصفات الطبيعية الفردية لكل كوكب متعلق بحركات النفس. ومن هذه البروج المنقلبة منها تنتج أنفسا ملائمة للتعامل مع الناس، مولعة بالنشاطات السياسية والثورية، باحثة عن المجد، وأيضا، مصغية إلى الآلهة، نبيلة، متنقلة، لحوحة، مخترعة، جيدة في الحدس، وملائمة لدراسة أحكام النجوم والكهانة. أما البروج المتجسدة تجعل الأنفس معقدة، متغيرة، صعبة الفهم، خفيفة، غير مستقرة، عاشقة، متعددة المواهب، مولعة بالغناء، كسولة، سهلة الاكتساب، معرضة لتغيير رأيها. أما البروج الثابتة فتكون عادلة، غير متأثرة بالتملق، مثابرة، قوية، ذكية، صبورة، ماهرة، شديدة، واثقة النفس، عنيدة، متعالية، مشاكسة، طموحة، مسيطرة، صعبة، غير مرنة. 
   بالنسبة للأشخاص الذين تقع أكثر كواكبهم في الجهة الشرقية وخصوصا عند الطالع، خصوصا إذا وقعت الكواكب في حظوظها، تكون أنفسهم متحررة، بسيطة، واثقة، قوية، نبيلة، متحمسة، منفتحة. وإذا وقعت الكواكب معها عند وسط السماء تكون أنفسهم دقيقة، صبورة، ذات ذاكرة قوية، صلبة، ذكية، متسامحة، تنجز ما ترغب، غير مرنة، نشيطة، عنيدة، غير سهلة الخداع، غير راضية، عملية، سريع الغضب، ملهمة بالفهم. أما بالنسبة للذين تكون كواكبهم عند الأفق الغربي تجعل نفوسهم سريعة التغير، غير مستقرة، ضعيفة، لا تتحمل الجهد، عاطفية، متواضعة، جبانة، منافقة، غبية، بليدة، ضعيفة البديهة، صعبة الإثارة. أما إذا كانت الكواكب مجتمعة أكثرها عند وتد الأرض وعندما يكون كلا من كوكبي عطارد والزهرة كوكبي مساء في النهار وكوكبي صباح في الليل، تنتج أنفسا نبيلة وحكيمة ولكن بذاكرة غير جيدة، عير مجتهدة أو مولعة بالعمل الشاق، لكنها محققة للأشياء الخفية وباحثة عن الغير معروف، وكمثال على ذلك السحرة، الماهرون بالأمور الغامضة، أصحاب الأنواء، صناع الآلات والكمائن، لاعبو العاب الخفة، علماء أحكام النجوم، الفلاسفة، قراء البخت، مفسرو الأحلام وما شابه.
   عندما تكون الكواكب المستولية على النفس، بالإضافة لما ذكرنا في البداية، في حظوظها الأساسية ستجعل خصائص النفس منفتحة وغير منغلقة، عفوية ومؤثرة. خصوصا إذا كانت الكواكب المؤثرة تستولي على الموقعين مرة واحدة، فمثلا إذا كانت تنظر إلى عطارد بأي مناظرة، وكان القمر يتصل أو ينفصل منها، وإذا لم تكن تلك الكواكب مستولية على أية حال، بل إنها في أماكن غريبة بالنسبة لها، فإنها تهدي خصائصها الغير معروفة الغير مرئية الغير كاملة الغير مؤثرة بالنسبة لصفة النفس الجيدة. وان القوى على أية حال لطبيعة الكواكب التي تستولي على الموقعين أما تكون قوية أو ضعيفة على الأشخاص. لذلك فالرجال الذين لديهم ألفة مع الكواكب النحسة يكونون ظلمة وأشرار، لديهم قابلية واندفاع على أن يؤذون الآخرين، ولا احد يوقفهم، هذا إذا كانت الكواكب قوية. ولكن إذا كانت هذه الكواكب مغلوبة من كواكب سعيدة فيكون الرجال كسولين، غير مؤثرين، ومعاقبين بسهولة. أما بالنسبة للرجال المحكومين من الكواكب السعيدة يكونون عادلين وأخيار وهم سعداء ويحملون النية الطيبة والعطف على الآخرين ولا يؤذون أحدا، ويفيدون الآخرين من عدالتهم، هذا إذا كانت الكواكبالجيدة مستولية وقوية، ولكن إذا كانت الكواكب الجيدة مستولاة من قبل الكواكب النحسة، فيكون بسبب أدبهم ورأفتهم وعطفهم،يعانون بسبب قلة الاحترام والتوبيخ أو حتى يمكن أن يخطئهم معظم الناس. 
   هذا هو الطريق العام للبحث بالنسبة للنفس وكما سوف نشرح لاحقا، بالترتيب، الصفات الخاصة الناتجة من طبيعة الكواكب، وبهذا النوع من المزاعمة، إلى أن تستكمل نظرية المزج في اغلب جوانبها المهمة.  
   إذا كان زحل وحده مستوليا على النفس وهو يستولي على عطارد والقمر وله موقع مؤثر بالنسبة للسماء والأوتاد، يجعل صاحبه محبا للأجساد، قوي العقل، عميق التفكير، بسيط، ذو غرض واحد، متحمل للعمل الشاق، متسلط، حاضر للعقاب، محب للأملاك، جشع، عنيف، جامع للمال، وغيور، ولكن إذا كان موقعه غير جيد بدون أي حظ، فيكون صاحبه عديم الأخلاق، ذو روح وضيعة، غير مبالي، ذو عقل وضيع، خبيث، جبان، عديم الشخصية، كاذب، وحداني، متباكي، بدون خجل، مؤمن بالخرافات، مولع بالعمل المضني، لا شعور لديه، يعمل الخطط الخبيثة ضد أقرانه، مكتئب، لا يهتم بجسده.
   إذا كان زحل مسندا بالمشتري في المزاعمة وفي مواقع قوية، يجعلان صاحبهما خيرا، محترما من الناس، متمهل، ذو عقل نبيل، محب للمساعدة، مولع بالممتلكات، رحب الصدر، شهم، كريم، ذو نية طيبة، محب لأصدقائه، محترم، حكيم، صبور، فلسفي. ولكن إذا كان العكس فيجعل صاحبه غير مثقف، مجنون، سريع الخوف، مؤمن بالخرافات، متردد إلى القبور، معترف بأسرار الناس، شكوك، يكره أطفاله، بدون أصدقاء، مختبئ خلف الأبواب، بدون حكم، بدون إيمان، أحمق بخداع، حقود، خائن، عاجز، غير طموح، يغير رأيه دائما، عابس، يتكلم بصعوبة، حذر، ويقبل الإساءة. 
   إذا كان زحل مسندا بالمريخ وفي مواقع قوية، فيكون الشخص لا جيدا ولا سيئا، كادح، صريح، مزعج، متبجح، خشن في التعامل، بدون شفقة، محتقِر، قاسي، مشاكس، عجول، متمرد، مخادع، ناصب للكمائن، شديد الغضب، لا يحركه الدفاع، يرأس مجموعة شقاة، مستبد، جشع، يكره المدنية، مولع بالنزاع، خبيث، نشط، غير صبور، يتكلم بنبرة تهديد، مبتذل، مؤذي، ظالم، لا يقبل الاحتقار، يكره البشر، غير مرن، غير متغير، ولكن في نفس الوقت بارع وعملي، ولا يقدر عليه منافسوه، وبالعموم ناجح بالوصول إلى أهدافه. أما إذا كان العكس فيجعل أصحابه سطاة، قراصنة، غشاشون، يقومون بالأفعال المشينة، مرابون، كفرة، بلا عاطفة، مهينون، مخادعون، سراق، شاهدو زور، مجرمون، آكلو الميتة، صناع الشر، قتلة، سجناء، جاحدون، سراق القبور والمعابد، وهم بالنتيجة أشرار.  
   إذا كان زحل مسندا بالزهرة في مواقع جيدة فيجعل صاحبه يكره النساء، محب للتاريخ، وحداني، لا يحب الاجتماع بالناس، غير طموح، يكره الجمال، حسود، شديد في العلاقات الاجتماعية، لا يحب الرفقة، ذو رأي ثابت، متنبئ، له خبرة بالشعائر الدينية، يحب الأمور الغامضة، يحب القيام بشعائر التضحية، غامض، مدمن على الدين، لكنه شريف وموقّر، متواضع وخجول، متفلسف، لديه إيمان بالزواج، متحكم بنفسه، ماكر، حذر، سريع البدء بالهجوم، وسريع الشعور بالغيرة والشك تجاه زوجاته. أما إذا كان العكس فالشخص خليع، فاسق، غير مميز وغير نظيف في علاقاته الجنسية، بذيء، يخادع النساء وخصوصا من أقاربه، فاسد، يتجسس على الناس، شرير، يكره الجمال، يبحث عن الهفوات، سكّير، ذليل، غشاش، يمارس الجنس غير الشرعي كفاعل وكمفعول به الطبيعي والغير طبيعي، ويرغب بفعل ذلك حتى مع الممنوعين عنه بسبب السن أو المركز أو القانون وحتى مع الحيوانات، يحتقر الآلهة، يسخر من المعتقدات والشعائر، لا إيمان له مطلقا، مشوه السمعة، مسموم، شاذ لا يقف عند حد.   
   إذا كان زحل مسندا بعطارد في مواقع جيدة فيجعل صاحبه متطفل، فضولي، يتحقق من أمور القانون والنظام، مولع بالطب، غامض، مشارك في الشعائر والطقوس الغامضة والمبهمة، يصنع الأعاجيب، مخادع، يعيش ليومه، وديع، قادر على إدارة الأعمال، داهية، لاذع، دقيق، هادئ، ودود، مولع بالشؤون العملية، وقادر على الوصول لأهدافه. وإذا كان العكس فيجعل صاحبه يتكلم بالسخافات، خبيث، ليس لديه شفقة، موكل إلى الكدح، يكره أقرباءه، مولع بالتعذيب، بائس، يطوف في الليالي، ينصب الكمائن للآخرين، خائن، غير ودي، لص، ساحر، سجين، مزور، بليد، غير محظوظ وعادة غير ناجح.
   إذا كان المشتري لوحده وله المزاعمة على النفس، وفي مواقع حظوظه يجعل صاحبه كريما، شهما، يخاف الله، شريفا، محبا للجمال، لطيفا، مهيبا، متحررا، عادلا، ذا رأي سديد، جليلا، يهتم بشؤونه، عطوفا، مولعا بالنقاش، متفائل، له صفات القيادة، وإذا كان المشتري موجودا في موقع مضاد، يجعل النفس نفس الشيء المذكور، ولكن الاختلاف يكون باتجاه التواضع، واقل وضوحا، واضعف حكمة. فعلى سبيل المثال، بدل الشهامة والكرم، يصرف ماله على التبذير. وبدل احترام الآلهة، يهتم بالخرافة. وبدل التواضع، الجبن. وبدل الجاه، الغرور. وبدل اللطف، البساطة الحمقاء. وبدل حب الجمال، حب المتعة. وبدل الرأي السديد، السذاجة. وبدل التحرر، التذلل. وما شابه.   
   إذا كان المشتري مسندا بالمريخ في مواقع جيدة فيجعل صاحبه شديدا، مشاكسا، عسكريا، إداريا، قلقا، جامحا، متحمسا، متهورا، عمليا، صريحا، حدّيا، مؤثرا، مشاغبا، قياديا، مخططا، محترما، حاسما، مولعا بالانتصارات، ولكنه كريم، طموح، متحمس، حكيم، ناجح وإذا كان العكس فيكون صاحبه متغطرس، غير مميز، همجي، حقود، محرض على الفتن، عنيد، سمعته مشوهة، مغرور، جشع، نهّاب، متغير بسرعة، خفيف، يغير رأيه، غير مستقر، صلب الرأس، لا يمكن الوثوق به، ذو حكم ضعيف، عديم الشعور، يثار بسرعة، كثير الشكوى، مبذر، يحب الإشاعات، وفي كل الأحوال غريبا ومنفعلا.
   إذا كان المشتري مسندا بالزهرة في مواقع جيدة فيجعل صاحبه صافي، محب للمتعة والجمال، محب للأطفال، والمسرح، وأماكن التأمل، مولع بالذين أعانوه، صاحب شخصية جيدة، متفائل، عطوف، صريح، متدين، ميال إلى الرياضة، مولع بالمنافسة، حكيم، رقيق، ساحر بطريقة جليلة، شهم، عادل، متصدق، مولع بالتعلم، لديه حكم جيد، معتدل ومحتشم في أمور الحب، مولع بأصدقائه وأقربائه، ورع، طموح، يبحث عن المجد، وهو بالعموم محترم. أما إذا كان العكس فيجعله محب للبذخ، والعيش بالنعيم، مخنث، مولع بالرقص، روحه نسوانية، مسرف، شرير في علاقاته مع النساء، خليع، فاسق، ويحض على الفسق، سيء السمعة، غشّاش، محب للفخفخة، مائع، كسول، مبذر، يحب كشف الأخطاء، شهواني، يحب التزين كالنساء، ورأيه كرأيهنّ، مفتون بالشعائر الدينية، وسيط المواخير، يحب الأمور الغامضة، ولكنه جدير بالثقة، رؤوف، سهل التعامل، ومبتهج، وميال إلى السخاء في المحن.  
   إذا كان المشتري مسندا بعطارد في مواقع جيدة فيجعل صاحبه متعلم، محب للمناقشات، خبير بالهندسة والرياضيات، واعي، خطيب، ملهم، رصين، ذو ذكاء، يقدم النصائح القيمة، رجل دولة، متبرع بالمال، مدير، ذو طبيعة جيدة، كريم، يحب الجماهير، داهية، ناجح، قائد، محترم، متدين، ذو مهارة في الأعمال، رقيق، محب لأقرانه، حسن التربية، فيلسوف، عزيز. أما إذا كان العكس فيكون صاحبه بسيط، ثرثار مهذار، يقع في الأخطاء، تافه، متعصب، متحمس دينيا، يتكلم بحماقة، ميال إلى الأسى، متظاهر بالحكمة، غبي، متفاخر، طالب علم، ساحر، مشوش، لكن حسن التعلم،ذو ذاكرة جيدة، مدرس، وواضح في رغباته. 
   إذا كان المريخ لوحده وله المزاعمة على النفس، وفي مواقع حظوظه يجعل صاحبه نبيل، قيادي، شجاع، عسكري، متحرك، متهور، جامح، غير مبالي، عنيد، متحمس، صلب الرأس، مزدري، مستبد، نشيط، سريع الغضب، لديه مواصفات القيادة. أما إذا كان العكس فيجعله همجي، متغطرس، متعطش للدماء، يصنع المنازعات، مبذر، عالي الصوت، كثير الشجار، عنيف، سكّير، نهّاب، يمكر الشرور، عديم الرحمة، مضطرب، مجنون، يكره أقرانه، عاق.   
   إذا كان المريخ مسندا بالزهرة في مواقع جيدة فيجعل صاحبه مسرور، بهيج، ودي، يعيش بلطف، سعيد، لعوب، طبيعي، لبق، مولع بالرقص، شهواني، فنان، مقلد، يحب المتعة، قادر على تأمين نفسه، ذكوري، وميال إلى سوء التعامل في أمور الحب، ولكنه ناجح، حذر، وواعي، متحفظ ويصعب إدانته، وشديد العاطفة تجاه الصبيان والبنات، مبذر، سريع العصبية، وغيور. أما إذا كان العكس فيجعله ذو نظرة خبيثة، فاسق، خليع، لا أبالي، سيء السمعة، غشاش، متغطرس، كذاب، مخادع، يغوي نساء عائلته وعوائل الآخرين، وفي نفس الوقت متعطش للشهوات ولا يشبع منها، يفسد النساء والبنات، جريء، غيور، جامح، غادر، يقول بالزور، سريع التأثر ولا عقل له، وفي بعض الأحيان مسرف، مولع بالزينة، وقح، مجبول على الممارسات الدنيئة، ولا حياء له.  
   إذا كان المريخ مسندا بعطارد في مواقع جيدة فيجعل صاحبه قائد جيش، ماهر، نشيط، يصعب احتقاره، داهية، مخترع، سفسطائي، مجتهد، نذل، كثير الكلام، مشاكس، ذو حيل، غير مستقر، عامل نظامي، يمارس الفنون الشريرة، ساخر، مخادع، زائف، ماكر، ذو شخصية سيئة، متطفل، ميال إلى النذالة ولكنه ناجح وقادر على المحافظة على الإيمان والعزم، وهو على العموم مؤذ لأعدائه ومساعد لأصدقائه. أما إذا كان العكس فيجعله مسرف وجشع، بهيمي، مخاطر، ذو جرأة، يتعرض إلى تغيير رأيه، متحفز، يثار بسهولة، كاذب، لص، عاق، شاهد زور، جاهز لكي يأخذ موقع الهجوم، محرض على الفتن، يشعل النيران، يشعل الاضطرابات في الشوارع، متغطرس، قرصان، مجرم، مزور، ساذج، مشعوذ، ساحر، قاتل. 
   إذا كانت الزهرة لوحدها ولها المزاعمة على النفس، وفي مواقع حظوظها تجعل صاحبها راضي، جيد، مترف، فصيح، مرتب، بهيج، مولع بالرقص، تواق إلى الجمال، يكره الشرور، يحب الفنون، مولع بالزينة، يحب الديكور، ذو صحة جيدة، يحلم أحلاما لطيفة، حنون، متفائل، رقيق، شديد الحساسية، سهل الرضا، ناجح، وعموما هو ساحر بجماله. وإذا كان العكس فيكون صاحبها لا أبالي، خليع، مخنث، نسواني، جبان، وضيع، فاسق، ناقد، ليس له هدف، يستحق التوبيخ.  
   إذا كانت الزهرة مسندة بعطارد في مواقع جيدة فتجعل صاحبها فنان، فلسفي، ملهم بالفهم، موهوب، شاعر، محب للتأمل، محب للجمال، ذو أخلاق فاضلة، يبحث عن المتعة، مترف، سعيد، مولع بالأصدقاء، ورع، حصيف، داهية، ذكي، ناجح، سريع التعلم، يعلم نفسه، يبحث عن الأفضل، يحاكي الأمور الجميلة، مهذب في كلامه تأثير قيادي، ذو أخلاق مرتبة بجودة، جاد، مولع بالرياضة، مستقيم، ذو حكم مستقيم، شهم، وفي مسائل الحب، مقيد في علاقاته مع النساء وهو شديد الحماس على الصبيان، وغيور. أما إذا كان العكس فتجعل صاحبها مشاكس، داهية، يتكلم بالسوء، غير مستقر، ذو نوايا سيئة، مخادع، مهتاج، كذاب، سيء السمعة، شاهد زور، وضيع، يخطط المكائد، لا إيمان له، غير موثوق به، غشاش، يفسد النساء والصبيان، يتزين لنفسه، مخنث، حقود، يثير القلاقل والإشاعات، ثرثار، ساذج، يظهر بعض الأفعال تظهر الفساد وفي بعض الأحيان يؤديها بجد، يقرض نفسه للأفعال الحقيرة ويؤديها، والى جميع أنواع المعاملات القذرة. 
   إذا كان عطارد لوحده وله المزاعمة على النفس، وفي مواقع حظوظه يجعل الشخص الذي ولد تحت إشرافه حكيم، داهية، مفكّر، متعلم، مخترع، خبير، محاسب جيد، يحقق في الطبيعة، متأمل، موهوب، منافس، متفائل، متدبر، جيد الحدس، متخصص بالرياضيات، مشارك بالغيبيات، وناجح بالوصول لأهدافه. أما إذا كان العكس، فيكون صاحبه يلفظ الألفاظ النابية، متهور، كثير النسيان، عنيف، ذو عقل خفيف، متقلب، يتعرض إلى تغيير رأيه، أحمق، متشرد، معتوه، آثم، كذاب، غير مميز، غير مستقر، لا يمكن الاعتماد عليه، جشع، غير عادل، وعلى العموم، غير ثابت في حكمه وميال إلى الأفعال الشريرة.   
   وبناء على صحة ما ورد أعلاه، أن وضع القمر يضع أيضا إضافة معينة. وهي انه إذا كان قريبا من أقصى ميل له في الشمال أو الجنوب فانه يساعد صفات النفس في اتجاه التقلب، والدهاء والقابلية على التغير. وإذا كان قريبا من العقدتين فانه يساعدها في اتجاه حدة الذكاء، والنشاط، والاهتياج. وأيضا في حالة زيادة نوره باتجاه أكثر موهبة طبيعية، وشهرة، وثباتا ووضوحا. أما إذا كان في حالة نقصان نوره فيكون باتجاه أكثر بلادة وكسلا، واقل ثباتا على المبدأ، وأكثر حذرا واقل شهرة.  
   والشمس تساعد أيضا، فهي عندما تكون أليفة مع الكوكب الذي يستولي على مزاج النفس وفي مواقع جيدة فإنها تغير باتجاه العدالة، والنجاح، والشرف، والجاه، والتوقير للآلهة. ولكن إذا كان العكس وفي مواقع غريبة فإنها تجعله وضيعا، أكثر كدحا، اقل وضوحا، أكثر بدائية، أكثر عنادا وخشونة، وحياة أكثر صعوبة، وعلى العموم، اقل نجاحا. 
      
   14- عن أمراض النفس:

   بما أن الاعتبار على أمراض النفس الأساسية، فهذا يتبع أساسا خصائص النفس نفسها. لأنه من الضروري والمهم أن نلاحظ موقع عطارد والقمر وعلاقة كل منهما بالآخر، وبالأوتاد، وبالكواكب التي لها طبيعة الأذى، فإذا لم يكن لهما أي علاقة بالآخر (أي لا ينظر احدهما للآخر) ولا ينظران للطالع، أو كانا محاصرين أو وقعا في مقابلة أو قران مع الكواكب التي تسبب الأذى، فهو تسبب حدوث أمراض عديدة تؤثر على شخصية النفس. وتفسيرها أيضا يمكن حسابه من الطبائع الموصوفة للكواكب.
   بالفعل، بعض هذه الأمراض المعتدلة لديها بطريقة ما، تميز بما قد قيل مسبقا عن شخصية النفس وزيادة هذه الأعراض تكون من زيادة التأثيرات المؤذية، فيمكن للشخص أن يطلق لفظة -مرض- على الإفراط أو والضعف في الشيء الطبيعي. وهذه التأثيرات على أية حال غير متجانسة تماما كأنما لو كانت مرضية، التي تتعلق في الطبيعة عموما، والتي تتعلق في الجزء النشط من النفس والجزء الخامل، وهي مفصلة في أدناه باختصار.
   في أكثر الحالات يكون المصابين بالصرع من كان القمر وعطارد في مواليدهم غير ناظرين إلى احدهما الآخر أو إلى الطالع، بينما زحل في النهار أو المريخ في الليل يكونان في وتد وبالمناظرة التي شرحت مسبقا. وأيضا فهما يسببان الجنون العنيف عندما يكونان بنفس الشروط، أن يستولي زحل في الليل أو المريخ في النهار خصوصا إذا كان في السنبلة أو السرطان أو الحوت. ويتأثرون بالشياطين ويتجمع الماء في أدمغتهم إذا كانت النحوس في ذلك الموقع وتتحكم بالقمر في طوره، زحل عندما يكون محاقا في الاجتماع، والمريخ عندما يكون بدرا في الاستقبال وخصوصا إذا كان القمر في القوس والحوت. وإذا استولت النحوس لوحدها على الهيئة كما ذكرنا سابقا، فإن المرض الذي يتعلق بالجزء الذي يدل عليه يكون غير قابل للشفاء بالتأكيد، لأنه يكون غامضا وغير معروف. لكن إذا كان للسعود بعض الألفة خصوصا إذا كانت في الجانب الغربي أو كانت تنظر للطالع، فهذا يجعل المرض قابلا للشفاء ويمكن ملاحظته. فإذا كان المشتري فيمكن علاجه عن طريق الأدوية والعلاج الطبي والحمية، وإذا كانت الزهرة فيمكن العلاج عن طريق السحر والشعوذة والتقرب للآلهة. ولكن إذا كانت النحوس طالعة والسعود غاربة فتكون الأمراض حينها غير قابلة للشفاء بتاتا، و أيضا معروفة، ففي الصرع مثلا تأتي للضحية حالات نوبات متكررة، وتعرضه لأخطار مميتة، أما الجنون فهي تسبب عدم الاستقرار، الغرابة والنفور من الأصدقاء، شق الملابس، واللهجة البذيئة، وما شابه، أما في حالة النوبات الخطيرة،أو الماء في الدماغ، الذهول والانحراف والهيجان وأمور مشابهة أخرى. وبالتفصيل، أن الشمس والمريخ يساعدان على التسبب بالجنون، والمشتري وعطارد على الصرع، والزهرة على الذهول المقدس، وزحل والقمر يسببان تجمع المياه ووساوس الشياطين.
   أن ضعف جزء النفس المرضي بطبيعته ينتج بسبب الوضعيات التي تؤثر عليه من الكواكب. وهذا الضعف المماثل للجوء الضعيف وكما في المثال السابق يرى على حالته الشديدة، وهو واضح في الشدة والخمول التي تتعلق بالأمور الجنسية. ذكورا وإناثا، مقارنة مع الوضعية الطبيعية، وتفصل المسألة كما ذكرنا سابقا. وتؤخذ الشمس مع القمر بدل عطارد، وعلاقتهما مع المريخ والزهرة. فإذا كان النيران مهملين في بروج ذكرية، فالذكور يتميزون بالوضع الطبيعي، والإناث بالوضع الغير طبيعي. فهي تزيد فقط الفحولة والنشاط في النفس. ولكن إذا كان المريخ أو الزهرة احدهما أو كلاهما في بروج ذكرية، فتجد الذكور مولعين بالاتصال الجنسي الطبيعي، وهم يرغبون به، ومتعطشين له، وحاضرين بأي حال للأفعال الجنسية الشرعية منها وغير الشرعية. أما الإناث فيصبحن شهوانيات للاتصالات غير الطبيعية. ويحترفن إشارات العيون الجاذبة، وأيضا يملن إلى السحاق، عندما يتعاملن مع الإناث ويقمن مقام الذكور. فإذا كانت الزهرة وحدها في برج ذكري، فإنهن يعملن هذا في السر. لكن إذا كان المريخ في حظوظه غير متراجع، فإنهن يتعاملن مع النساءكما لو أنهن -زوجاتهن- الشرعيات. 
   لكن في الجهة الأخرى، إذا كان النيران مهملين في بروج أنثوية، فان الإناث يتميزن بالوضع الطبيعي، والذكور بالوضع غير الطبيعي. وذلك لأن أرواحهم ستكون ضعيفة وخنثوية. إذا كانت الزهرة في برج أنثوي، فان النساء يصبحن فاسدات، شهوانيات، بحيث إنهن في النتيجة يتصرفن بالطريقة الطبيعية بأية حالة ومع أي كان مهما كان، وبالطبع فإنهن لا يرفضن قطعا أي نشاط الجنسي، أن كان شرعيا أو غير ذلك. أما الرجال فعلى العكس، فإنهم يصبحون مخنثين ويتصرفون كالنساء ويفضلون دور النساء في الاتصال. ويعاملون بشفقة بسرية وخفاء. لكن إذا كان المريخ في برج أنثوي، فان تهتكهم واستهتارهم يكون ظاهرا وصريحا وهو يؤدون تلك الأعمال لكلا الجنسين. وان المواقع النهارية المشرقة للمريخ والزهرة لها دور مساعد على تثبيت النفس الذكورية، والمغربة لهما على تثبيت النفس الأنثوية. وأيضا، إذا شاركهما زحل فانه يعطيهما بتأثيره الفسوق والبذاءة والخزي، والمشتري يعطي اللياقة والكياسة والتواضع. أما عطارد فيعطي عدم الاستقرار في العواطف، والتقلب وبعد النظر.  


المقالة الرابعة



   1- المقدمة:

   إن ما ورد أعلاه يمكن أن يؤخذ كما يمكن تعلمه بالبحث عن الأمور السابقة أو المرافقة للمولود معا مع الأمور اللاحقة له وهي تطبق بدقة على مزاج الشخص وذلك بالكشف عن الصفات العامة لمزاجه. ومن بين الحوادث الخارجية، التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار في أدناه، هي مناقشة أمور الحظ من مال أو جاه يأتي أولا، وبما إن الحظ المادي مرتبط بخصائص الجسد، فان الجاه مرتبط بخصائص النفس.  
      
   2- عن الحظ المادي

   إن ما ستكون عليها المكتسبات المادية للشخص يمكن إن تستنتج من ما تسمى (سهم السعادة)، التي يؤخذ مكانها من الطالع بنفس المسافة من الشمس إلى القمر لكلا المواليد النهارية والليلية، لنفس الأسباب التي قلناها في شرح طول العمر. وكما وضحنا بهذا الشكل، فإننا ملزمين إذن إن نأخذ صاحب البرج، وان نرى أي حالة للكواكب من ناحية القوة والألفة، بنفس الطريقة التي تم توضيحها في البداية. وأيضا يجب إن نأخذ بنظر الاعتبار الكواكب التي لها مناظرة مع الكواكب القوية، وأيضا إلى الكواكب التي تتقابل معها وتغلبها. فلذلك إذا كانت الكواكب التي تستولي على سهم السعادة قوية فتجعل الشخص غنيا خصوصا إذ كان هنالك شهادة واضحة مع احد النيرين. فإذا كان زحل فيدل على الغنى عن طريق المباني والزراعة وشحن البضائع بالسفن، وإذا كان المشتري فعن طريق العلاقات، الوصاية، والكهانة، وإذا كان المريخ فعن طريق العمليات العسكرية والقيادة، وإذا كانت الزهرة فمن الهدايا من الأصدقاء أو النساء، وإذا كان عطارد فمن البلاغة والتجارة. وبطريقة خاصة، إذا كان زحل مسؤولا عن الحظ المادي، فإذا كان لديه مناظرة مع المشتري، وهذا يدل على الغنى من قبل الميراث، خصوصا إذا حصل هذا عند الأوتاد العليا والمشتري في برج متجسد أو يتصل به القمر. فعند هذه الحالة فالشخص يرث مالا وممتلكات من آخرين، وإذا كانت للكواكب من نفس الجنس شهادة على هذا الحدث فانه يأخذ تركته بدون فقدان، ولكن إذا استحكمت الكواكب من الجنس الآخر على الحدث فإنها تجلب فقدانا للممتلكات، والوقت المتوقع للفقدان يحسب بطريقة اقتراب الكواكب القاطعة إلى الأوتاد أو تواليها. 
      
   3- عن حظ الجاه:

   انه من الضروري استنتاج مسائل الجاه والسعادة الناتجة    
   من مواقع النيرين والألفة بينهما وبين الكواكب المترافقة معهما.  
      
   المستوى الاول  

   1- النيران في بروج ذكرية.  
   2- كلاهما او احدهما في وتد .   
   3- نير النوبة مترافق مع الكواكب الخمس. 
   4- الكواكب المرافقة للنير النوبة في وتد وتنظر الى وسط السماء.  

   المستوى الثاني 

   1- النيران في بروج ذكرية.  
   2- كلاهما او احدهما في وتد .   
   3- نير النوبة مترافق مع الكواكب الخمس. 
   المستوى الثالث 
   1-   الشمس في برج ذكري والقمر في برج انثوية.   
   2-   احد النيرين في وتد .  
   3-   نير النوبة مترافق مع الكواكب الخمس.   
   المستوى الرابع 
   1-   الشمس في برج ذكر والقمر في برج انثى.  
   2-    احد النيرين في وتد . 
   3-    نير النوبة مترافق مع الكواكب الخمس.  
   4-   الكواكب المرافقة ليست في وتد وليس لها شهادة على وسط السماء.   
   المستوى الخامس 
   1-   الشمس في برج ذكر والقمر في انثى . 
   2-   النيران ليسا في وتد.  
   3-   اكثر الكواكب المرافقة في وتد تنظر لوتد .  
   المستوى السادس 
   1- الشمس في برج ذكر والقمر في انثى 
      
   6-وإذا لم تكن الكواكب المترافقة مع النيرين في وتد أو لم تكن تنظر إلى وتد فإنهم يتعرضون إلى الصعوبات في أعمالهم ولا يحصلون على الترقيات،    
   7-وهم تعساء وبائسون في حظوظهم عندما لا يكون النيران في وتد أو في بروج ذكرية أو متبوعا بسعد.
      
      
   لذلك فالخط العام للبحث قبلنا كان يتضمن تدريج الكرامات على هذا الترتيب. وبما انه يوجد الكثير من الوضعيات ما بين هذه الدرجات، فيمكن تقدير هذه الوضعيات عن طريق الأوضاع المحددة للنيرين نفسيهما، والتغيرات المعينة على الكواكب التي تترافق معها.  
   فإذا كانت الكواكب المترافقة من نفس نوبة النير، أو كانت كواكب سعيدة فهذا يدل على استقلالية وحصانة الجاه،    
   ولكن إذا كان العكس أي كواكب من النوبة الأخرى أو كواكب نحسة فهذا يدل على اعتمادية الجاه وضعف حصانتها.   
   وان نوع الجاه في المستقبل يمكن معرفته من الكوكب المرافق،   
   فإذا كان زحل هو الكوكب المترافق فان الجاه يحصل من خلال التركات وجمع الثروات، وإذا كان احد السعدين فيكون عن طريق أعمال الخير، والهدايا، والسخاء والشهامة،   
   وإذا كان المريخ فيكون الجاه هو القوة المستحصلة من القيادة والانتصارات في الحروب وخوف التابعين، 
   وإذا كان عطارد فيكون عن طريق الذكاء والتعلم والعناية وإدارة الشؤون العامة. 
      
   4- عن نوع العمل: 
  
   إن الكوكب صاحب العمل يمكن استنتاجه بطريقتين، عن طريق الشمس ومن طريق برج وسط السماء. فيكون ضروريا جدا إن ننظر إلى الكوكب الذي يشرق قبل الشمس مباشرة، والكوكب الذي يكون عند وسط السماء، خصوصا إذا كان القمر يتصل به. فإذا كان نفس الكوكب يحتوي كلا الموقعين السابقين، فيكون هو الكوكب المطلوب، وأيضا إذا لم يستولي الكوكبان على احد الموقعين، فنستخدم الكوكب الذي يستولي على المكان الآخر. وإذا كان هنالك كوكب يشرق قبل الشمس وكوكب آخر في وسط السماء ينظر إليه القمر فيجب إن نستخدمهما كلاهما مع إعطاء الأولوية للكوكب الذي لديه أكثر شهادة على الهيئة الولادية كما شرحنا سابقا، ولكن إذا لم يكن هنالك كوكب يظهر قبل الشمس أو في وسط السماء، فيجب حينئذ إن نأخذ صاحب البيت التالي الذي يدل على المطالب العرضية للشخص، والأشخاص الذين يكونون على هذا الحال هم عموما غير نشطين.   
   وحينها إذن، يجب إن نستخرج الكوكب المستولي على العمل. إن نوع العمل، يمكن إن يستخرج من طبائع ثلاثة كواكب وهي عطارد والزهرة والمريخ. ومن البروج التي يمرون بها. فعندما يكون عطارد هو صاحب العمل، فانه يجعل الشخص كاتبا، رجل أعمال، محاسبا، مدرسا، تاجرا، صيرفيا، متنبئا، عالم فلك أو أحكام النجوم، مضحّيا، أو على العموم أي شخص يؤدي عمله عن طريق الكتب والوثائق والمستندات والتفسير والأخذ والعطاء، وإذا شهد زحل على عطارد (أي إن يكون زحل يستقبل نظر عطارد أو إن يكون عطارد في الجدي أو الدالي) فسيكون مديرا لأملاك الآخرين، مفسرا للأحلام، أو مترددا إلى الأضرحة لكي يقوم بالتنبؤ أو الإيحاء. وإذا شهد المشتري عليه سيكون قاضيا، خطيبا، فيلسوفا يستمتع بالألفة مع أكثر الناس.  
   إذا كانت الزهرة صاحبة العمل، فاتها تجعل نشاطات الشخص تقع ضمن استخلاص عطور الأزهار أو المراهم، الخمور، الألوان، الأصباغ، التوابل، والزينة، كما على سبيل المثال، بائعو المراهم، صانعو الأكاليل، أصحاب الحانات، تجار الخمور، أصحاب العقاقير، الحائكون، المتعاملون بالتوابل، الرسامون، الصباغون، بائعو الملابس. وإذا شهد زحل عليها فتجعله متعاملا بالبضائع المستخدمة للأفراح والزينة، مشعوذا، متعاملا بالسموم، وسيط المواخير، أو أي شخص يجد عيشه من المهن المتشابهة. وإذا شهد المشتري عليها سيكون الشخص رياضيا، لابسا للأكاليل، معتبرا نفسه جديرا بالجاه، أو رجلا يستمد تقدمه من النساء.   
   وإذا كان المريخ صاحبا على العمل والشمس تنظر إليه فتجعل الشخص مشتغلا بالنار في أعماله، مثل الطباخ، صاهر المعادن، صاحب المكوى، الصائغ، العامل بالمناجم، وإذا لم تكن الشمس تنظر إليه فيكون الشخص عاملا بالحديد، كباني السفن، النجار، المزارع، الصياد، كاسر الصخر، صانع الجواهر، الحطاب، القصاب، والعمال التابعين لهم. وإذا شهد زحل عليه يكون الشخص بحارا، غواصا أو ساحبا للماء، صاحب المجاري، صباغا، حارسا للطرائد، طباخا، أو محنّطا. وإذا شهد المشتري عليه يجعله جنديا، خادما، جابيا، صاحب حانة، صاحب عبارة، مساعد في التضحية.   
   إذا كان كوكبان يستوليان على العمل، على سبيل المثال يمتلك كلا من عطارد والزهرة المزاعمة على العمل، فينتج الأعمال المتعلقة بالفنون الروحية، كالآلات الموسيقية، الألحان، أو الشعر، والإيقاعات، خصوصا عندما يستبدلان البيوت. فتنتج عاملو المسارح، الممثلون، المتعاملين بالجواري، صانعو الآلات الموسيقية، أعضاء الكورال، صانعو الأوتار، الرسامون، الراقصون، الحائكون، وأصحاب الشمع. وإذا شهد زحل عليهما فيكون نفس الأعمال السابقة، إضافة إلى المتعاملين بالحلي النسائية. وإذا شهد المشتري عليهما فيكون المحامين، مدراء بيوت الحساب، الموظفين العامين، معلمي الأطفال، قادة  الجماهير.
   إذا كان المريخ وعطارد لهما المزاعمة على العمل، فإنهما ينتجان النحاتون، صانعو الأسلحة، صانعو الأصنام المقدسة، المزينون، المصارعون، الأطباء، الجراحون، مدعو الحق العام، الزناة، فاعلو المنكرات، المزورون. وإذا شهد زحل عليهما فينتج المجرمون، اللصوص الماهرون، السطاة، القراصنة، سراق المواشي، السذج. وإذا كان المشتري يشهد عليهما فينتج المدججون بالسلاح، المبارزون، الناشطون، الأشخاص الأذكياء، الفضوليون، الذين يتدخلون بشؤون الغير وبالتالي يحصلون على معاشهم.   
   وإذا كانت الزهرة والمريخ مستوليان على العمل، فإنهما ينتجان الصباغون، العطارون، العاملون بالقصدير والرصاص والذهب والفضة، المزارعون، الراقصون بالسلاح، صانعو العقاقير، الأطباء الذين يستخدمون العقاقير في عملياتهم. وإذا شهد زحل عليهما، فينتج مرافقو الحيوانات المقدسة، حفارو القبور، النعاة، العازفون بالمزامير في الجنائز، والذين يترددون على كل مكان به نوح وعزاء وشعائر دموية. وإذا شهد المشتري عليهما فينتج المترددين إلى المعابد، مفسرو الأحلام، حاملو الآلات المقدسة، مأذونو الزواج، وهم يسترزقون بهكذا أعمال، وفي نفس الوقت متلذذون بالمتعة والطيش. 
   وأيضا فان البروج التي يتواجد فيها الكواكب المستولية على العمل تسهم في تنويع مجال العمل، فالبروج الإنسانية (الجوزاء والسنبلة والميزان والنصف الأول من القوس والدالي) تعطي العون لكل المطالب العلمية المفيدة للإنسان، والبروج رباعية الأقدام (الحمل والثور والأسد والنصف الثاني من القوس والنصف الأول من الجدي) تعطي العون بالأمور التي تتعلق بالمناجم، التجارة، البناء، والنجارة. والبروج المنقلبة (الحمل والسرطان والميزان والجدي) تعطي العون بالأمور التي تحتاج التفسير والمقايضة أو تتعلق بالقياس، الزراعة، والدين، والبروج التي تتعلق بالمياه (البروج المائية والنصف الثاني من الجدي والدالي)  تتعلق بالنشاطات التي تتعلق بالمياه، أو البروج النباتية، فتتعلق ببناء السفن، أو الدفن، أو التخليل والتمليح.   
   وبطريقة خاصة، إذا كان القمر يتواجد أو ينظر إلى البرج الذي يتواجد فيه صاحب العمل، وكان منصرفا من اقتران مع عطارد في الثور أو الجدي أو السرطان فينتج المتنبئين، أصحاب القرابين، وإذا كان في القوس أو الحوت، الذين يستحضرون الأرواح والذين يمكنهم استحضار العفاريت، في السنبلة أو العقرب، السحرة، والفلكيون، والمتنبئون، الذين لهم نظر خفي، وفي الميزان والحمل والأسد، الذين يكون لديهم الهام من الآلهة، ومفسرو الأحلام، وطاردو الأرواح الشريرة.  
   لذلك، إن نوع العمل المعين يمكن إن يخلط ويعرف مدى فعاليته من خلال مناظرات الكواكب، ويمكن معرفة قوة العمل من الكواكب المستولية. فإذا كان مشرقا أو على وتد فتكون الأعمال مستقلة، ولكن إذا كان غاربا أو زائلا عن الوتد فيكون العمل ثانويا. وإذا استولت عليه الكواكب السعيدة، فيكون كبيرا، لامعا، مربحا، غير مخطئ، وإذا استولت عليه الكواكب النحسة فيكون وضيعا، غير لامع، غير مربح، وفاشل. وإذا كان زحل في مقابلة، فيجلب التجمد للعمل، وإذا كان المريخ فيجلب التهور والشهرة، وإذا كان كلاهما فيعني الدمار المطلق للعمل. وعلى العموم فان فترة الزيادة والنقصان يمكن حسابها بطريقة الموقع، من وقت لآخر، للكواكب المسؤولة عن التأثير، بالنسبة إلى الأوتاد الأفقية (الطالع والغارب).
      
   5- عن الزواج:  

   إن موضوع الزواج يأتي بالترتيب بعد أمور العمل، والآتي هي الطريقة التي يمكن إن نستخدمها لمعرفة الارتباط الشرعي بين رجل وزوجته. فبالنسبة للرجال فمن الضروري إن نرى موقع القمر في هيئتهم الولادية. فإذا كان القمر في الأرباع الشرقية فسيجعل الرجل يتزوج وهو شاب أو يتزوج امرأة اصغر منه سنا، وإذا كان في الأرباع الغربية فسيجعل الرجل يتزوج متأخرا أو يتزوج امرأة أكبر منه سنا. ولكن إذا كان القمر تحت الشعاع ولديه اتصال مع زحل فهذا الشخص لن يتزوج أبدا. وأيضا، إذا كان القمر في برج ثابت أو انه كان ينظر إلى كوكب واحد فسيتزوج لمرة واحدة فقط. لكنه إذا وجد القمر في برج متجسد أو كان ينظر لعدة كواكب في نفس البرج فانه سوف يتزوج أكثر من مرة. وإذا كانت الكواكب التي ينظر إليها، أما بالقرابة أو بالشهادة، سعودا فانه سيتزوج نساء جيدات. والعكس إذا كانت نحوسا. فإذا كان القمر يتصل بزحل فتكون زوجته عاملة وصارمة، المشتري، جليلة ومدبرة جيدة، المريخ، غليظة وعنيدة، الزهرة، مرحة، جميلة، وساحرة، عطارد، ذكية وماهرة، وأيضا، فان الكواكب جميعها عدا المريخ تجعل النساء مقتصدات ومحبات لأزواجهن وأطفالهن، والعكس مع المريخ،يجعلهن سريعات الحنق، غير مستقرات، وليس لديهن الشعور.   
   أما بالنسبة للنساء فمن الضروري إن نرى موقع الشمس في هيئتهم الولادية. فإذا كانت الشمس في الأرباع الشرقية فستجعل المرأة أما تتزوج وهي شابة أو تتزوج رجالا اكبر منها عمرا، ولكن إذا كانت في الأرباع الغربية، فستجعل المرأة تتزوج متأخرا أو تتزوج رجالا اصغر منها عمرا. وأيضا، إذا كانت الشمس في برج ثابت أو إنها كانت تنظر إلى كوكب مشرقي، فإنها ستتزوج مرة واحدة فقط. لكنها إذا وجدت في برج متجسد أو كانت تنظر لعدة كواكب في التشريق فإنها سوف تتزوج أكثر من مرة. فإذا كانت الشمس تنظر لزحل فهي ستتزوج زوجا رزينا، مفيدا، كادحا، وإذا كان المشتري في مناظرة، فيكون الزوج رزينا ومهيبا، وإذا كان المريخ، فالرجل ذو نشاط وضعيف الوجدان وعنيد، والزهرة، فالرجل وسيم وأنيق، وعطارد، ماهر وعملي، الزهرة مع زحل، بليد وضعيف في العلاقة الجنسية، الزهرة مع المريخ، غيور وعنيف وشهواني، الزهرة مع عطارد، مفتون بالصبيان. وفي هذا الموضوع نذكر بان الأرباع الشرقية بالنسبة للشمس هي البروج التي تقع قبل البرج الصاعد والبرج الهابط (البيوت 10، 11، 12، 4، 5، 6)، وبالنسبة للقمر هي البروج التي تقع من عند الاجتماع إلى التربيع الأول،ومن الاستقبال إلى التربيع الأخير، والبروج الغربية هي البروج التي تقابلها.  
   بالنسبة للزيجات فان الزيجات التي تستمر لكلا المولودين عندما يكون النيران في مواقع تجعلهما في مناظرات جيدة مثل التثليث أو التسديس وخصوصا إذا أتى هذا مع القبول المتبادل، وأكثر من ذلك إذا كان قمر الزوج له مناظرة مع شمس الزوجة. أما الطلاق على حجج واهية والعزلة الكاملة تحصل عندما تكون المواقع السابقة للنيرين في بروج لا ينظر احدها للآخر، أو في بروج متضادة بالمقابلة أو التربيع. وإذا كانت السعود ترعى النيرين عندما يكونان في مناظرات جيدة، فيكون الزواج طيبا، متوافقا، وناجحا، وإذا كانت النحوس ترعى النيرين فالزواج يكون ذا مشاكل وغير ناجح. وإضافة إلى ذلك، إذا كانت النيران غير متوافقين في مناظرة وكانت السعود تستولي على مواقعهما فان الزواج لا ينتهي ولكن يجلب بعض التجديدات والترتيبات، مما يحافظ على الألفة والعاطفة، لكن النحوس تؤدي إلى الطلاق مع العنف والأذى. وإذا كان عطارد لوحده معهما فيسبب الاتهام والتشكيك، ومع الزهرة، بالزنى، التسميم وما شابه. ولغرض التعرف عن الزيجات وبعض خصائصها من النظر إلى الزهرة والمريخ وزحل إذا كانت لها ألفة مع النيرين، فيمكن حينها الحكم على شرعية الزواج. ويمكن معرفة نوعية العلاقة عن طريق معرفة علاقة الزهرة بالمريخ وزحل، فبالأول يعني إن الزوجين ذوا عمر متقارب، كون شرف الزهرة (الحوت) يسدس شرف المريخ (الجدي)، وبالثاني يعني إن احدهما أكبر من الآخر كون بيت الزهرة (الثور) يثلث بيت زحل (الجدي). ويؤدي امتزاج عطارد بالزهرة والمريخ إذا كان احدهما يقبل الآخر إلى علاقة غرامية قوية، إذا كانت الزهرة مع القمر فانه يؤدي بالرجل إلى إن يتزوج بأختين، وإذا كانت الزهرة مع المشتري فانه يؤدي بالمرأة إلى إن تتزوج أخوين.  
   إذا كانت الزهرة مع زحل فإنها تولد علاقة مرضية وقوية، وإذا كان معهما عطارد فيؤدي إلى إن تكون العلاقة رائعة. ولكن إذا تواجد المريخ فيكون الزواج غير مستقر، مليء بالأذى والغيرة. وإذا كانت الزهرة مع تلك الكواكب على جهة واحدة فيكون الزواج من شخصين متقاربين بالعمر، وإذا كانت الزهرة مشرقية عن زحل فيكون الزواج بأشخاص أصغر سنا، وإذا كانت مغربية فيكون الزواج بأشخاص أكبر سنا. 
   وإذا كانت الزهرة مع زحل في بروج مشتركة بينهما كالميزان (بيت الزهرة وشرف زحل) والجدي (مثلثة الزهرة وبيت زحل) يسبب الزواج بين الأخوة والأخوات، وإذا كان القمر موجودا على تلك الهيئة في الطالع أو وسط السماء فيجعل الرجال يتزوجون بأمهاتهم أو خالاتهم أو أمهات زوجاتهم، وتتزوج النساء أبنائهن وأبناء أخوانهن وأزواج بناتهن. أما إذا كانت الشمس على هيئة القمر السابقة فتجعل الرجال يتزوجون بناتهم أو بنات أخواتهم أو زوجات أبنائهم، وتتزوج النساء آبائهن أو أخوة آبائهن أو آباء أزواجهن. فإذا كانت تلك المناظرات تحصل في بروج أنثوية، فتكون أشخاصا شاذين، مستعدين لكل النشاطات الجنسية الموجبة منها والسالبة، ومن خصوص تلك الحالات إذا حصلت تلك الاجتماعات بين الكوكبين في المناطق الخلفية لبروج الحمل والأسد والقوس والنصف الأول من الجدي. فإذا كانت تلك الصور عند الطالع ووسط السماء فتجعل أولئك الأشخاص يظهرون أفعالهم الغير طبيعية في العلن، وإذا كانت عند الأوتاد الأخرى فتجعل الرجال عقيمين وعديمي الأعضاء الجنسية. 
   بصورة عامة، أنظر إلى المريخ لمعرفة أوضاع الرجال بالنسبة للحب، فإذا كان المريخ منفصلا من الزهرة وزحل وكانت له شهادة على المشتري فيولد أشخاصا محتشمين في الحب ويهدفون إلى استعماله في صورته الطبيعية. ولكن إذا كان مجموعا مع زحل، فيجعل الرجال متشككين غير متأكدين من مشاعرهم. إذا كانت السعود تنظر إلى المريخ فالرجال حينئذ سريعي التأثر، ويبتعدون عن غير الياقة ويحاولون الرقابة على تصرفاتهم العاطفية. وإذا كانت الزهرة تنظر لوحدها أو المشتري ولم يكن زحل ناظرا معهما فيجعل الرجال غير جديرين يحاولون إرضاء شهواتهم في كل زاوية. فإذا كان احد الكوكبين مشرقيا والآخر مغربيا فيجعل الرجل مهتما بالرجال والنساء على حد سواء، وإذا كان كلاهما مغربيين فيكون منجذبا إلى النساء فقط، أما إذا كانا مشرقيين فيكون منجذبين إلى الصبيان. فإذا كانت الزهرة بعيدة إلى الغرب فانه يفعل مع النساء ذات الدرجات الواطئة كالخادمات، أما إذا كان المريخ بعيدا إلى الغرب فانه يفعل مع النساء المحترمات والمتزوجات. 
   أما بالنسبة للنساء، فننظر للزهرة إذا كانت في مناظرة مع المشتري أو عطارد، فإذا كان ذلك فتكون النساء معتدلات في حبهن إذا كان زحل شاهدا، فإذا لم يكن كذلك فيجعل النساء سريعات الإثارة، ولكن بتحفظ وخوف من الفضيحة. لكن إذا كانت الزهرة مع المريخ لوحدهما فإنها تجعل النساء فاسقات ومحبات للمعاشرة الغير شرعية. وإذا كان المشتري شاهدا على ذلك وكان المريخ تحت الشعاع فإنهن يفعلن ذلك مع العبيد والرجال ذوي الطبقة الحقيرة، وإذا لم يكن المريخ كذلك فإنهن يفعلن ذلك مع الرجال المحترمين والمتزوجين ويلعبن دور السيدات أو البالغات. فإذا كانت الكواكب في بروج أنثوية فإنها تأخذ الجانب السلبي في العلاقة، وإلا إذا كانت تلك الكواكب في بروج ذكرية فإنها تفعل كل تلك الأمور مع النساء. ويساعد زحل على ذلك حسب موقعه إذا كان ناظرا وهو في بروج أنثوية أو ذكرية حسب الحالة.
   6- عن الأطفال:
  
   أما موضوع الأطفال يأتي بعد موضوع الزواج. فننظر إلى الكواكب الموجودة في وسط السماء أو التي تنظر إليه أو إلى رأس البيت الذي يتلوه وهو بيت الملاك الصالح (البيت الحادي عشر). وإذا لم يوجد أي كوكب في العاشر أو الحادي عشر ولم ينظر أي كوكب لهما فحينها ننظر إلى البيتين الرابع والخامس والى الكواكب التي تنظر إليهما. فإذا كانت السعود والقمر ناظرة فهذا دليل على إنجاب الأطفال، وإذا كانت النحوس والشمس ناظرة فهو دلالة على قلة الأطفال، أما عطارد فيحسب كمحايد، وعلى أي مجموعة من الكواكب ينظر، فيدل على أعطائه الأولاد إذا كان مشرقيا يشرق بالنهار، ويدل على أخذه لهم إذا كان مغربيا يغرب بالليل.  
   انظر إلى الكواكب المعطية فإذا كانت وحيدة مع نفسها فإنها تعطي ابنا واحدا، لكن إذا كانت تلك الكواكب في بروج متجسدة أو كانت في أحد البروج المائية المثمرة (الحوت، العقرب، السرطان) فتعطي ابنين أو أكثر. فإذا كانت تلك الكواكب في بروج ذكرية أو كانت تنظر للشمس فإنها تعطي الأطفال الذكور، وبالعكس، إذا كانت الكواكب في بروج أنثوية وكانت تنظر إلى القمر فتعطي الأطفال الإناث. إذا كانت تلك الكواكب محكومة بالنحوس أو كانت في بروج عقيمة كالأسد والسنبلة فإنها تعطي الأطفال لكن بدون خير أو بعمر طويل. وإذا كانت النحوس والشمس تحكم المناطق المذكورة وكانت في بروج ذكرية وعقيمة ولم تكن السعود تنظر إليها من أي مكان فإنها تدل على العقم وعدم إنجاب الأطفال. أما إذا كانت النحوس في بروج أنثوية وكانت السعود تحكمها فانه يدل على إنجاب الأطفال لكن بعاهات وأمراض ويكونون قصيري العمر. وإذا استولت السعود والنحوس بمشاركة على البيوت التي تدل على الأطفال فيدل ذلك على إنجاب الأطفال مع فقدان قسم منهم حسب أكثر الكواكب شهادة على الموقع، على أساس كونها أكثر عددا أو في المشرق أو قريبة من الأوتاد أو كانت فيها أو في ما يليها. وإذا كانت الكواكب التي تعطي الأطفال قوية التأثير في حظوظها وكانت مشرقية فإنها تدل على أطفال مشهورين، ولكن إذا كانت الكواكب في أماكن مغايرة لحظوظها وكانت مغربية فإنها تدل على أطفال مغمورين. وإذا كانت تلك الكواكب ناظرة للطالع أو لسهم السعادة فيكون الأطفال بارين بآبائهم ويحصلون على مواريث منهم. وإذا لم يكن كذلك فيكون الأطفال متعبين كثيري المشاكل والخصومات. وإذا كانت الكواكب المعطية في توافق فيما بينها فانه يدل على حسن العلاقة بين الأخوة والاحترام المتبادل فيما بينهم، ولكن إذا كانت تلك الكواكب متفرقة وناظرة أحدها للآخر من مقابلة فيدل على النزاعات والخصومات بين الإخوة. ويمكن استنباط تفاصيل أخرى عديدة عن طريق جعل الكوكب المعطي طالعا ويمكنه حينذاك الإجابة عن الأسئلة باعتبار هيئة السؤال كالهيئة الولادية. 

   7- عن الأصدقاء والأعداء:   

   لأجل معرفة نوع العلاقات بين الأشخاص من حيث الصداقة المستمرة والطويلة منها والطارئة، ننظر إلى النقاط الأساسية الأربعة لدى الشخصين المراد معرفة علاقاتهما مع بعضهما وهي النيران والطالع وسهم السعادة. إذا كانت تلك النقاط في نس البروج أو كانت متبادلة المواقع، كلها أو بعضها، وخصوصا، إذا كان فرق الدرجات بين طوالعهما لا يزيد عن 17 درجة، إنها تكون الصداقة الجيدة التي لا تنفصل عراها بأي خلاف، ولكن إذا تواجدت تلك النقاط في بروج متضادة أو متقابلة فهذا يدل على الكراهية والعداوة الشديدة. وإذا كانت تلك النقاط ليست كما ذكر سابقا، أي إنها كانت في بروج ينظر أحدها إلى الآخر، فإذا كانت تنظر من تثليث أو تسديس فهذا يجعل التوافق أقل، وإذا كانت من تربيع فيجعل الخلاف أقل. وتحصل بعض الحالات من الخلاف بين الأصدقاء إذا مرت النحوس في بروجهم المشتركة، وحالات الهدنة بين الأعداء إذا مرت السعود في بروجهم. وهنالك ثلاثة أصناف من الصداقة والعداوة، حيث إن الرجال يميلون احدهم إلى الآخر أما عن طريق الأفضلية أو الحاجة أو الرغبة والأذى. فإذا توافرت تلك الشروط الثلاثة بالتوافق اكتملت الصداقة، وإذا لم تتوفر أي أحد منها اكتملت العداوة. فإذا كان موقع النيرين موافقا بين الشخصين كانت الصداقة حميمة وهي أقوى الصداقات وأكثرها ثباتا. وإذا لم تكن بينهما علاقة كانت العداوة عنيفة ومؤذية. وإذا كانت مواقع سهم السعادة متوافقا كانت العلاقة لحاجة أحدهما للآخر، وإذا كان مواقع الطالع موافقا كانت العلاقة من خلال الرغبة أو الأذى.   
   وأيضا يجب ملاحظة مواقع تلك النقاط في صعودها وهبوطها، فإذا كانت النقطة المؤثرة في العلاقة صاعدة عند الوتد أو ما يليه في أحد الشخصين أكثر من الشخص الآخر، فيكون ذلك الشخص الأول أكثر سلطة وتأثيرا على تلك الصداقة أو العداوة، وأيضا عندما تكون أكثر الكواكب في مواقع الغلبة والقوى لدى أحد الشخصين عن الآخر دليل على حصول المنفعة له في الصداقة والغلبة في العداوة.  
   في بعض الحالات التي تحصل ما بين الشخصين ما بين وقت وآخر يجب إن نولي الاهتمام إلى حركات الكواكب ما بين الشخصين كلاهما، وفي أي وقت يحصل ذلك عندما تصل كواكب أحدهما إلى كواكب الآخر. وتحصل حينها الصداقة أو العداوة الجزئية. ويكون بدايتها حينما يصل أحد كواكب الشخص الأول إلى مكان الثاني وتستمر إلى إن يصل أحد كواكب الشخص الثاني إلى مكان الأول، فتحصل منها منفعة بحسب طبيعة الكواكب المقتربة. فإذا كان زحل والمشتري فالعلاقة تكون من خلال الزراعة أو الإرث، وإذا كان زحل والمريخ فبالخديعة والنزاع، وإذا كان زحل والزهرة فعن طريق العلاقات الجيدة مع الأقارب، وإذا كان زحل وعطارد فعن طريق الزيجات والعلاقات التي تبنى لأجل التجارة والأخذ والعطاء والأمور الخفية، وإذا كان المشتري والمريخ فعن طريق إدارة الأملاك، وإذا كان المشتري والزهرة فعن طريق النساء والمعتقدات الدينية وما شابه، وإذا كان المشتري وعطارد فعن طريق المناقشات العلمية المبنية على الآراء الفلسفية، وإذا كان المريخ والزهرة فعن طريق الحب والعلاقات الشاذة، وإذا كان المريخ وعطارد فعن طريق العداوات والنزاعات المزعجة والدعاوي القضائية، وإذا كان الزهرة وعطارد فعن طريق الفن والتأمل أو عن طريق الرسائل إلى النساء.  
   ومن ثم يجب ملاحظة درجة شدة أو تراخي العلاقة عن طريق معرفة علاقة تلك المواقع المفترضة بمواقع النقاط الأربعة الأساسية، فإذا كانت عند الأوتاد أو في البروج التي يتواجد فيها النيرين أو في برج سهم السعادة فهذا دليل واضح على قوة العلاقة. ولكن إذا كانت قد زالت عن تلك المواقع فلا يعود لها أهمية. ويمكن معرفة منفعة وضرر هذه العلاقات من معرفة الكواكب التي تستولي على مواقع النقاط الأساسية الأربعة.
   أما بالنسبة للعبيد وعلاقاتهم الودية أو غير الودية مع أسيادهم يمكن معرفتها من معرفة أوضاع بيت الشيطان الشرير (البيت الثاني عشر) والكواكب التي تستولي على ذلك البيت ودخول الكواكب إلى ذلك البيت أو إلى البيت المقابل له، خصوصا إذا كان صاحب الثاني عشر متوافقا مع إلى النقاط الأساسية الأربعة أو غير ذلك في الهيئة الولادية للشخص.   
      
   8- عن السفر البعيد:

   إن أمور السفر البعيد يمكن ملاحظتها عنت طريق عرفة موقع النيرين في السماء بالنسبة للأوتاد، وبالخصوص بالنسبة للقمر، فإذا كان القمر زائلا من الأوتاد (أي في البيت التاسع أو الثالث) أو كان غاربا (أي في البيت السادس) فانه يؤشر إلى سفرة أو جولة في البلدان وتغير في الأماكن. والمريخ أيضا له نفس القوة إذا كان غاربا أو زائلا من وسط السماء (أي في البيت التاسع) عندما يقابل أو يربع أحد النيرين. إذا كان سهم السعادة واقعا في البيت الذي يدل على السفر (التاسع)، فسيصرف الشخص حياته كلها في السفر وسوف يكون لديه علاقات شخصية وعملية في أي مكان يرتحل إليه، فإذا كانت السعود تستولي على بيت سهم السعادة أو كانت في بيت السفر فتكون أسفاره كلها ناجحة ومليئة بالمنفعة وعودته إلى دياره بالسرعة والسلامة. أما إذا استولت النحوس على بيت سهم السعادة فتكون سفراته متعبة ومجهدة وخطرة والعودة إلى الديار صعبة، برغم إن كل حالة هي مزيج من كل ذلك، ويمكن معرفته بمعرفة الكواكب التي تنظر إلى رأس بيت السفر كما تم شرحه مسبقا. 
   بصورة عامة، إذا كان النيران يقعان في الأجزاء السفلى من الربعين الشرقيين، فيكون السفر إلى الجهة الجنوبية (البيت 12) والشرقية (البيت 3) من العالم، وإذا كانا في الأجزاء الأخرى من الربعين الغربيين، خصوصا إذا كانا في المغرب، فيكون السفر إلى الجهة الشمالية (البيت 6) والغربية (البيت 9). وإذا كان في البيت الذي يسبب السفر برجا ثابتا، أو كانت الكواكب التي تحكمها في بروج ثابتة، فتكون السفرات ما بين فترات طويلة وتكون عند الضرورة. لكن إذا كان بيت السفر برجا متجسدا أو كانت كواكبه في بروج متجسدة فتكون السفرات كثيرة ومستمرة ولمدد طويلة. وإذا كانت الزهرة أو المشتري يحكمان بيت السفر فيجعلان السفرة ممتعة وآمنة، ويكونون مرسلين أما عن طريق الحاكمين في البلد أو عن طريق مساعدة موارد الأصدقاء، إضافة إلى الطقس الجيد ووفرة الدعم الذي يساعدهم. إذا كان معهما عطارد، فينتج الثروة والفائدة والهدايا والشرف الذي يحصل من الحظ السعيد. إذا كان زحل والمريخ يحكمان مواقع النيرين خصوصا إذا وقع أحدهما مقابلا للآخر، فسوف يجعل نتيجة السفر بلا فائدة وتحيط الشخص بالأخطار من خلال الرحلات المشؤومة، وتشير إلى غرق السفنإذا كانا في بروج مائية. وأيضا من خلال التنقل في مناطق صحراوية، وإذا كانت بروجا هوائية فبالسقوط من المناطق العالية وعصف الرياح، وإذا كانت بروجا منقلبة فبسبب فقدان المؤن والحالات المرضية،وإذا كانت بروجا إنسانية (الجوزاء والسنبلة والميزان والنصف الأول من القوس والدالي) فبالسطو والقرصنة والسرقة ، وإذا كانت بروجا أرضية فبسبب هجمات الوحوش أو الزلازل. وإذا كان عطارد موجودا فبسبب الطقس المتقلب أو التهم الخطرة أو من خلال عضات العظايا والمخلوقات السامّة. أما النوعية الخاصة للأحداث، فيمكن معرفتها إن كانت نافعة أو ضارة من معرفة الكواكب الدالة على الحركة، الجسد، والمنزلة، وفقا لما تمثله وتستولي عليه من بيت السفر، ومعرفة الحالات التي ستجلب تلك الحوادث المتوقعة من وقت دخول الكواكب الخمسة إلى بيت السفر.  
      
   9- عن نوع الموت:   
      
   بما إن بعد كل ما ذكر يبقى السؤال عن نوع الموت، فيجب إن نستخرج من خلال الطرق التي شرحت لحساب العمر فيما إذا كان القطع يحصل بسبب مطرح الشعاع أو بسبب وصول الدليل إلى درجة الغارب.    
   فإذا كان السبب هو مطرح الشعاع، فيجب ملاحظة المكان الذي وصل إليه مطرح الشعاع،   
   وإذا كان بسبب وصول الدليل إلى الغارب، فيجب ملاحظة درجة الغارب نفسها. فننظر إلى نوعية الكواكب الموجودة في تلك الأماكن، وإذا لم تكن هنالك كواكب، فتكون أول الكواكب التي تقترب منها.  
   ويجب إن نفهم إن الموت سيحصل عندما يحصل في نفس الوقت التي تكون الكواكب ناظرة إلى موقع القطع ،وتشير بطبيعتها إلى نوعية الحوادث كما تعمل الخواص الأخرى التي تتعلق بالبرج الذي يحوي موقع القطع.
   إذا كان زحل هو صاحب الموت فانه يسببه من خلال الأمراض العضال، السل الرئوي، الروماتزم، الارتجاف، الحمى، والأمراض المتعلقة بالطحال والأمعاء وداء الاستسقاء والهستيريا وجميع الأمراض التي تنتج من فرط البرودة. 
   أما المشتري فانه يسبب الموت عن طريق الاختناق، ذات الرئة، السكتة الدماغية، التشنجات، الصداع، والأزمات القلبية، وجميع هذه الأمور تترافق مع اختلال التنفس.    
   أما المريخ فانه يقتل عن طريق الحمى، المستمرة أو المتقطعة لمدة يوم أو عدة أيام، الصدمات المفاجئة، التهابات الكلية المصحوبة ببصق الدماء، النزف حتى الموت، حالات الإسقاط، ما بعد الولادة والنفاس، والالتهابات الجلدية المحمرة، والأوبئة كالطاعون، وجميع تلك الأمراض تسبب الموت بالحمى والحرارة المفرطة.   
   أما الزهرة فتسبب الموت عن طريق الأمراض المعدية والكبدية والمعوية. وأيضا عن طريق أمراض السرطان، النواسير، اللخن، وشرب السموم.   
   وكل هذه الحوادث تحدث بسبب إفراط أو نقص في الرطوبة. أما عطارد فيسبب الموت عن طريق الجنون، البلاهة، الكآبة، المرض الذي يسقط الإنسان كالصرع، الأمراض المصحوبة بالسعال والعطس، وكل هذه الأمراض تصل عن طريق إفراط أو نقص في الجفاف. 
   كل الذين يموتون بالطريقة المشروحة سابقا يموتون ميتة طبيعية عندما يكون الكوكب الدليل على الموت في مكان جيد، وحينما لا يوجد كوكب آخر ينظر إليه يؤثر بذلك على طبيعة الموت.    
   فإذا كانت النحوس تستولي على مكان الموت بالمقارنة أو التربيع أو المقابلة فسوف يحصل الموت بطريقة عنيفة، وخصوصا إذا كان احد النحسين ينظر إلى الشمس أو إلى القمر أو إلى كليهما. فيكون انتحاس الموت في هذه الحالة بسبب النظر، وشدته من شهادة النيرين، ونوعيته من خلال نظر الكواكب الأخرى إلى النيرين، ومن البروج التي يتواجد فيها النحسين.  
      
   إذا كان زحل ينظر إلى الشمس من تربيع من برج لا يوافق برج الشمس، أو كان يقابلها فانه يموت عن طريق الغوغاء، أو بالوقوع في الفخ، أو بالصلب، وخصوصا إذا كان غاربا وكان القمر مقتربا منه.    
   وإذا كان البرج حيوانيا فانه يموت بسبب السباع والوحوش البرية،   
   وإذا كان المشتري متنحسا يشهد على الشمس، فانه يموت في مكان عام أو في أيام الاحتفالات وهو يصارع الوحوش.  
   وإذا كان في الطالع وفي مقابلة أحد النيرين فانه يموت في السجن.  
    وإذا كان لديه مناظرة مع عطارد، وكان قريبا من مجموعة الحيّة أو إذا كان في بروج الحشرات فانه يموت بسبب لدغات المخلوقات السامّة، 
   وإذا كانت الزهرة موجود فانه يموت بسبب السم وبسبب مؤامرات النساء،   
   وإذا كان في السنبلة أو الحوت، أو في البروج المائية الأخرى، 
   وكان القمر ينظر إلى ذلك فانه يموت بالغرق في الماء. وإذا كان قريبا من مجموعة السفينة، فانه يموت بسبب تحطم سفينة يركبها في البحر،    
   وإذا كان في بروج الحيوانات ذوات الأربع أو البروج المدارية، عندما يكون زحل مع الشمس أو في مقابلتها، أو كان مع المريخ بدلا منها، فانه يموت بسقوط الدار عليه، 
   وإذا كانا عن وتد الأرض أو وسط السماء، فانه يموت بسقوطه من مكان عال.
   إذا كان المريخ يربع أو يقابل الشمس أو القمر، من برج لا يوافق برج الشمس أو القمر، وكان في برج إنساني، فانه يقتل في الحروب المدنية أو من قبل الأعداء، أو انه يقدم على الانتحار،  
    وإذا كانت الزهرة شاهدة على ذلك فانه يموت بسبب النساء أو انه يكون قاتلا للنساء، وإذا كان عطارد شاهدا على ذلك فانه يقتل عن طريق القراصنة وعصابات السطو والمجرمين.   
    وإذا كان قريبا من البروج المشوهة كبرشاوس (حامل رأس الغول) فانه يقتل بضرب العنق أو الإعدام.    
   وإذا كان في الثور أو العقرب فانه يموت بسبب الكي أو بتر الأعضاء من قبل الأطباء أو بسبب التشنجات. وإذا كان في وسط السماء أو وتد الأرض فانه يموت بالصلب على الأوتاد خصوصا إذا كان قريبا من مجموعة المرأة المسلسلة أو قيفاوس.  
   وإذا كان في الطالع أو الغارب فانه يحرق حيّا،   
   وإذا كان في بروج الرباعية الأقدام فانه يموت بسقوط الدار والسحق والتكسر،    
   وإذا كان المشتري شاهدا على ذلك كله وكان منحوسا فانه يموت بصورة واضحة لأدانته بجرم مشهود أو بسبب غضب الملوك عليه.   
   إذا كانت النحوس معا وكانت مقابلة لنقطة القطع المذكورة سابقا، فإنها تعمل لزيادة مأساة الموت. وفي هذه الحالة إن الدلالة على نوعية الموت تقع عند الكوكب الذي تكون له الفرصة للاستيلاء على محل التدمير. وإلا فأن الحوادث القاتلة تتضاعف أما بالكمية أو النوعية.حينما يكون للنحسين دلالة على محل التدمير. بالنسبة للأشخاص الذين يتركون بدون دفن، أو الذين تأكلهم السباع والوحوش والطيور البرية، تكون كواكبهم النحسة في بروج من ذلك النوع، ولم تكن للسعود أي نظر إلى وتد الأرض أو إلى محل التدمير. أما الذين يموتون في بلدان غريبة عنهم فيكون عندما تكون النحوس ساقطة عن الأوتاد وخصوصا إذا صادف أن يكون القمر في، أو يربع أو يقابل المناطق الآنفة الذكر.
      
   10- عن تقسيمات الزمان: 

   كما تعاملنا الخطوط العريضة لأنواع المطالب بصورة عملية، والتي كانت لأجل تعليم مذهب الأحكام، بقي أن نضيف وبالطريقة نفسها أية ملاحظات تتعلق عن تقسيمات الزمان، والتي تتوافق مع الطبيعة والمبادئ والتعاليم الخاصة التي أوضحت مسبقا. فمن بين جميع المطالب التي تستخدم هيئة الولادة، هنالك أمر آخر مهم يأخذ الأولوية من بين جميع الاعتبارات الخاصة، وهو بلد الولادة، الذي يجعل التفاصيل العامة للمولود شيئا ثانويا، مثل شكل الجسم، نوعية الأخلاق واختلافات الأعراف والتقاليد، ومن الضروري أيضا للشخص الذي يعرض مطلبه أن يأخذ بنظر الاعتبار أولا للقضية الأساسية والرئيسية لئلا يقع في الخطأ بتشابه المواليد، فربما يجعل الأثيوبي ذو بشرة بيضاء وشعر مسترسل، والجرماني أو الغالي ذو بشرة سوداء وشعر ملفوف كالقطن، أو يجعل الأخير محترما مولعا بالمناقشة وبالتأمل، بينما يجعل الإغريقي همجيا وذو عقل ساذج. وأيضا، عن قضية الزواج، لكي لا يقع في خطأ تداخل الأعراف في الزواج، فمثلا يجعل الايطالي يتزوج بأخته كما يفعل المصري الفرعوني، أو يجعل الأخير يتزوج بأمه كما يفعل الفارسي المجوسي. لذلك فمن الضروري أولا إن نفهم الظروف الكونية ومن ثم نربطها مع الظروف الخاصة التي تتعلق بالشخص نفسه. وبنفس الطريقة، بالتعامل مع تقسيمات الزمان، يجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار كأساس في كل توقع الاختلافات والخواص الخاصة لكل مرحلة عمرية، وأن لا تتعارض التوقعات الشخصية مع مرحلة عمره الحالية، فمثلا تتعارض أمور الزواج أو أي شيء من أمور البالغين أو كبار السن مع الأطفال الرضع أو أي شيء آخر يليق باليافعين. لذلك علينا إن نوفق تلك التفاصيل كي تلائم كل مرحلة عمرية وتكون ملائمة وممكنة للأشخاص في مختلف الأعمار. هنالك طريقة واحدة وعامة لتقسيم الأعمار بالنسبة للبشر، وهي مقسمة بنفس الترتيب المأخوذ للكواكب السبعة، وهي تبدأ من العمر الأول للشخص مع أول كرة سماوية بعدا عنا وهي الكرة التابعة للقمر، وتنتهي بآخر العمر مع أبعد كرة سماوية بعدا عنا وهي كرة زحل وتكون الصفات الظاهرية لكل عمر متوافقة مع الكوكب المنسوب إليها، ويكون من الضروري إن نعرف بهذه الطريقة المطالب الأساسية على المراحل العمرية والتي يمكن بواسطتها استنتاج الاختلافات الخاصة من تلك الصفات في المواليد.   
   من الولادة وحتى إكمال الشخص عامه الرابع، يسيطر القمر على عمر الرضاعة وينتج اللين وضعف الثبات في جسم الطفل، ويسبب سرعة نموه وطبيعة غذائه الرطبة كقاعدة، وتغير حالته، وعدم تكامل شخصيته وصعوبة التعبير عنها، وكل هذه المواصفات مطابقة لطبيعة القمر.  
   في الفترة التالية لعشر سنوات (4 – 14) يأخذ الكوكب الثاني في الترتيب، عطارد، تدبير العمر الثاني، وهي مرحلة الطفولة، وذلك لأنها فترة النصف من 20 سنة، وتكتمل فيها مرحلة النمو العقلي والمنطقي في شخصية الطفل، وزرع البذور الأساسية لمبادئ التعلم، وتظهر إلى السطح مميزات وقدرات الشخص الفكرية، محفزة الشخصية في هذه المرحلة بالتوجيه والإرشاد وبالتمارين الرياضية.   
   تستولي الزهرة بعد ذلك على العمر الثالث، عمر الشباب، للسنوات الثمانية التالية (14 – 22) والذي يدل على فترة دورتها الخاصة، وتبدأ كما هو طبيعي بإثارة النضج الجنسي، ونشاط القنوات التناسلية وتغرس في الذهن حافزا لتقبل العواطف تجاه الجنس الآخر، وفي ذلك الوقت يدخل نوع من نوبات الحب إلى الشخص، يدفعه إلى الرغبة بإشباع الملذات الجنسية والشغف والخداع وإلى التهور العاطفي الأعمى.   
   أما صاحبة الكرة الوسطى، الشمس، فإنها تستولي على العمر الرابع وهو الأوسط في الترتيب، أول الرجولة، لمدة 19 سنة (22 – 41)، وتزرع في النفس حب الرئاسة وتوجيه الأفعال، والرغبة في السلطة والمجد والمركز، وتغير شخصيته المنغمسة في اللعب والشهوات إلى الجدية واللياقة والطموح.   
   وبعد الشمس، يأتي المريخ في الترتيب، ويسيطر على فترة الرجولة لفترة 15 سنة (41 – 56) مساوية إلى فترة دورته الخاصة، وهو يحمل المآسي والتعب إلى الحياة، ويزرع الهموم والمشاكل في الجسد والروح، ويعطيه بعض الإحساس بأنه قد تجاوز أقصى قوته وينبهه قبل إن يصل إلى نهايته بعمل وانجاز شيء على عاتقه جدير بالاهتمام والإشارة.  
   والكوكب السادس، المشتري، يأخذ حصته في الكهولة، ومرة أخرى بفترة مساوية لفترته وهي 12 عاما (56 – 68) ويجلب للشخص ترك الأعمال الشخصية، والكدح والنشاطات الخطرة، ويعطي للشخص الاحترام والحشمة ونفاذ البصيرة والتقاعد والمشورة والتروي والمواساة. ويجعل الرجل أن يجلس بكل احترام وثناء واستقلال مصحوبة بالتواضع والجاه. 
   وأخيرا يأخذ زحل حصته في عمر الشيخوخة، وهي الفترة الأخيرة والتي تستمر إلى نهاية الحياة (68). والآن تكون حركات الجسد والروح باردة في نبضاتها، والرغبات والسرعة، ويبدأ الانحدار الطبيعي يغلب على الحياة، التي تصبح أضعف وأضعف بتقدم العمر، مصحوبة باليأس والضعف والمذلة وصعوبة إرضائه في جميع الحالات، ذلك بالتزامن مع ركود جميع حركاته.  
   يؤخذ الشرح السابق كتوصيف أساسي لمواصفات تقسيمات العمر، من وجهة نظر عامة بالتوافق مع الدورة الاعتيادية للحياة. لكن بالنسبة للصفات الخاصة التي يتم اكتشافها من مواصفات المواليد، سيتم وضع بعضها على أساس القواعد التي وضعت سابقا، أي على أساس النقاط الهيلاجية جميعها وليست أحدها، لمعرفة حالات الحياة. ويؤخذ التسيير من الطالع للأحداث المتعلقة بالجسد والرحلات البعيدة، ويؤخذ من سهم السعادة لمعرفة الممتلكات، ومن القمر لمعرفة المؤثرات على الشخصية والزواج، ومن الشمس لمعرفة السلطة والشهرة، ومن وسط السماء لمعرفة التفاصيل الأخرى المتعلقة بالحياة كالصداقات والأفعال وإنجاب الأولاد.  لذلك فلن يكون السعد أو النحس لوحده حاكما على جميع تلك النقاط في نفس الوقت، وربما تحصل بعض الحوادث المتناقضة، فربما يفقد شخصا ما قريبا له ويقبض ميراثا منه، أو يحصل على ترقية وتشريف وهو في نفس الوقت طريح الفراش، أو يرزق بأولاد وهو في قمة التعاسة، أو يكون لديه تجارب أخرى من تلك الأنواع الملائمة للحدث. فمن غير العادي إن يصيبه السعد والنحس كليهما في جميع أحواله كلها، في الروح والجسد والجاه والممتلكات والأصحاب، لكنه يكون أما مسعودا في كل ذلك أو منحوسا بها جميعا. وهذا يحصل عادة في بعض الحالات التي تكون سعيدة جدا أو تعيسة جدا، وذلك عندما تكون جميع السعود أو جميع النحوس، قريبة من مواقع جميع أو معظم الهيلاجات المسيّرة. ولكن هذا نادرا ما يحصل، ذلك لأن طبيعة البشر متوجهة بشكل غير كامل نحو أي من الطرفين، ولكن النفس ميالة للتوازن بين عنصري الخير والشر، لذلك فعلينا إن نصنع ميزات ما بين النقاط الهيلاجية بالطريقة التي وصفت سابقا، وأما بالنسبة إلى النجوم والكواكب التي تعترض مسار الهيلاجات المتحركة، فيجب أن لا نأخذ بنظر الاعتبار القواطع وحدها بالنسبة لطول العمر وحده، لكن جميع الكواكب إطلاقا. وأيضا ليس فقط الكواكب التي تلتقي بالهيلاجات مقارنة أو تنظر إليها من مقابلة وتربيع، بل حتى من تنظر إليها من تثليث أو تسديس أيضا. 
   نعطي في المقام الأول الربوبية على كل هيلاج للكوكب الذي يتواجد عند درجة التسيير أو الكوكب الذي يطرح شعاع مناظرته على تلك الدرجة، وإذا لم يكن ذلك متوفرا، يكون للكوكب السابق لدرجة التسيير أو مطرح شعاعه السابق لدرجة التسيير، ثم يسير الهيلاج بتوالي البروج حتى يصل إلى درجة يكون فيها كوكب آخر أو مطرح شعاعه موجودا عندها فيحصل على الربوبية وهكذا، وأيضا يكون للكواكب المستولية على الحدود بعض الربوبية على نقاط التسيير. ثم بعد هذا نعطي لكل درجة تسيير سنة شمسية واحدة وتوزع حسب الفترات ما بين مطارح شعاع الكواكب، وبالنسبة لتسيير الطالع فيكون بحسب أزمان المطالع في العرض المفروض، وبالنسبة لوسط السماء فيكون بحسب أزمان المطالع المستقيمة، وبالنسبة للتسيير من النقاط الأخرى فيكون حسب قربها للشروق أو الغروب أو موقعها بالنسبة للأوتاد كما تم شرحه في موضوع طول العمر في المقالة الثالثة.  
   تكون حينها لدينا الأحداث الزمانية العامة، ومن ثم يتم حساب الأحداث الزمانية السنوية بالطريقة الموصوفة أدناه وذلك بالحساب ابتداء من البرج الذي يقع فيه نقطة الهيلاج عدد السنوات الشمسية منذ الولادة بتوالي البروج بمعدل برج واحد لكل سنة شمسية واحدة ونأخذ صاحب البرج الأخير. ونفعل نفس الشيء بالنسبة للشهور، فنأخذ عدد الشهور من شهر الولادة ونبدأ من برج السنة، وندوره بتوالي البروج بمعدل 28 يوما لكل برج، ومن ثم نفعل نفس الشيء بالنسبة للأيام، فنقوم بحساب عدد الأيام ابتداء من يوم الولادة، ونبدأ من برج الشهر، وندوره بتوالي البروج بمعدل يومين و 8 ساعات لكل برج.
   ويجب الانتباه إلى دخول الكواكب للبروج التي تحصل لمواقع الأزمان، وذلك لأنها تلعب دورا غير صغير في توقع أوقات الأحداث، خصوصا بالنسبة لدخول زحل بالنسبة للحوادث العامة، ودخول المشتري بالنسبة لحوادث السنة، والشمس والمريخ والزهرة وعطارد بالنسبة لحوادث الشهور، والقمر وانتقالاته بالنسبة لحوادث الأيام. إن السبب في هذا هو إن الحوادث العامة يكون لها التأثير الأكبر على التوقع، بينما الحوادث الخاصة تساعد أو تقلل، حسب التوافق أو عدم التوافق في طبيعة الأحداث وتأثير الدخول على زيادة أو نقصان حدة الحدث، وعموما فان نوع الحدث ومدة تأثيره يمكن تحديده من نوع الهيلاج وصاحب فترة الأحداث العامة مع صاحب الحد المتواجد فيه لأن كل واحد من تلك الكواكب تكون في مواقعها الأصلية عند الميلاد مؤتلفة مع تلك المواقع التي تحكمها بادئ الأمر.   
   سواء أكان الحدث جيدا أو سيئا يمكن اكتشافه من الخواص الطبيعية والمركبة لأقسام الحوادث الزمانية سواء أكانت سعيدة أو نحسة، ومن ألفتها أو نفرتها الأصلية على المناطق التي تستولي عليها، ويمكن معرفة الوقت الذي يتوقع إن يحصل فيه الحدث عن طريق المناظرات الحاصلة من البروج السنوية والشهرية على المواقع التي تسبب الحدث، ومن مناظرات البروج التي يتواجد بها الكواكب المستولية ومناظرات الشمس والقمر على البروج السنوية والشهرية. فإذا كانت العلاقة على المواقع المتأثرة قيد النظر جيدة ومتوافقة من بدايتها في الميلاد، وكان دخول الكواكب فيها جيدا وكانت السعود تنظر بشكل جيد فانه يدل على إنها تؤثر تأثيرا جيدا على الحدث، مثلما إنها تؤثر بشكل سيء إذا كان العكس. وأيضا فان كانت العلاقة بين المواقع غير توافقية فإنها تسبب الأذى إذا كانت ناظرة من تربيع أو مقابلة فقط وليس من المناظرات الأخرى.
   وإذا كان نفس الكوكب يستولي على الزمان والدخول، فان طبيعة الحدث المتوقع تكون مفرطة وغير مختلطة، سواء أكانت الطبيعة سعيدة أو نحسة، وبشكل أكبر إذا كانوا يستولي على الحدث ليس لأنها فترات حوادث فقط، ذلك لأنها تستولي على ذلك الحدث أصلا منذ الولادة. فيكون الشخص مسعودا أو منحوسا في كل الحالات حالا، إذا تواجدت جميع نقاط التسيير أو معظمها في مكان واحد، أو إذا كانت مختلفة فحينما تحدث جميع الأحداث في وقت واحد فهي متشابهة أما سعيدة أو نحسة، فيكون بحث أحداث الزمان على ذلك الشكل، بالطريقة التي تتوافق مع النظم الطبيعية.  
   عند هذه النقطة، على أية حال، إن طريقة تفحص أي مسألة تخص التوقعات الزمانية في حالات خاصة، مع شرح كامل للنتائج هو أمر معقد وصعب شرحه للغاية، لذلك، ووفقا لبرنامجنا الأصلي، يجب أن يترك هذا لحكم الإحكامي الجيد على أمور الطبائع، لذلك فانه يكون قادرا على تحديد حالات القوة المؤثرة لطبيعة النجوم والكواكب. والآن بما إن موضوع المواليد قد تم مراجعته بشكل وجيز، فانه يكون من الجيد إن نضع نهاية ملائمة لهذه الطريقة.
      
   انتهى الكتاب بحمد الله 


   يوم الثلاثاء 11 رمضان 1430 هجرية.  
   الأول من سبتمبر 2009 ميلادية.  
   المهندس زياد علاوي الخفاجي.
   ...